شينزو آبي يبحث عن حلفاء فيما وراء المحيط الهادئ

بعد مرور ما يقرب من عام على جولته الأولى عبر القارة القديمة، بدأ رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، الأحد الماضي، جولة ماراثونية أوروبية قصيرة قادته إلى باريس قبل أن تنتهي في بروكسل.

فأكثر من أي وقت مضى، يردد آبي في إصرار بأن "اليابان عائد"، وهو الشعار الذي ما انفك يكرره منذ وصوله إلى "كانتي" (مقر رئاسة الوزراء). ففي العام 2013، جاء آبي إلى أوروبا ليمدح ويشيد بسياسته الاقتصادية الكينزية الجديدة، أمام جمهور من القادة الأوروبيين الذين ملأهم الفضول والحسد على السواء.

وفي هذا العام، يعود رجل الأعمال هذا إلى أوروبا من جديد، وعلى رأسه، هذه المرة، قبّعة الدركي الإقليمي، القادم كي يضع نفسه في مرتبة "المساهم الاستباقي في السلام".

لكن هناك أيضَا لدى رئيس الوزراء، المحافظ جدًا، الرغبة في الارتقاء باليابان إلى "دولة طبيعية "، وهذا شعاره الآخر. فهنا تحديدًا يتحول الاقتصادي البراغماتي آبي، إلى قوميّ صارم.

فمنذ دخوله المعترك السياسي، وشينزو آبي يسعى لاستعادة شرف جدّه نوبوسوك كيشي الذي انتهكه الأمريكيون.

وُصِف جدُّ آبي بمجرم حرب، وحُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، وفُصل من الوظيفة العمومية، قبل أن يعود إلى منصبه كرئيس للوزراء، ما بين عامي 1957 و 1960 .

كافح كيشي دومًا من أجل مراجعة الدستور السلمي، و واصل آبي هذا الكفاح من بعده، وهذا السعي العنيد للعودة بالبلاد إلى وضعها الطبيعي يفسر اليوم سعي اليابان للعودة إلى بيع الأسلحة في السوق الخارجية، وإنهاء ما يقرب من خمسين عامًا من الحظر.

وهذا سيسمح في الوقت نفسه بدعم صناعة الأسلحة اليابانية، ما يؤدي إلى تطوير التعاون في مجال المعدات العسكرية. وفي هذا الشأن تجري حاليا مناقشاتٌ مع فرنسا في مجال الروبوتات وتكنولوجيا النانو وطائرات الهليكوبتروالطائرات بدون طيار والغواصات .

الحجة القوية الأخرى للرئيس آبي، وهي حجة قوية، إصلاح الدستور السلمي المتوقع إجراؤه في الأسابيع المقبلة. فهذا الدستور الذي فرضه المنتصر الأمريكي في العام 1947، والذي لم يعدّل أبدًا، ينص على أن الشعب اليابانى ينبذ الحرب إلى الأبد، ويحظر على قوات الدفاع عن النفس استخدامَ القوة خارج الأرخبيل.

فباسم الدفاع عن النفس الجماعي وليس الدفاع الفردي فقط، يناضل آبي من أجل أن تتمكن هذه القوات من الانتشار في الخارج واستخدام القوة.