طاجيكستان تتهم إيران بالاشتراك في عمليات قتل وقعت في التسعينيات
اتهمت طاجيكستان إيران، بدعم عمليات القتل المرتكبة في أعقاب الحرب الأهلية التي وقعت في آسيا الوسطى في التسعينيات، من بينها اغتيال رئيس مجلس النواب السابق سفر علي كينجايف في 1999.
وفي فيلم بثه التلفزيون الطاجيكي مدة 45 دقيقًة، قالت وزارة الداخلية في طاجيكستان، إن "طهران قامت بدعم الحرب الأهلية في طاجيكستان، وقدمت مساعدات ماليًة لحزب (النهضة) الإسلامي في البلاد، وساهمت بتدريب المسلحين المرتبطين بالحزب على الأراضي الإيرانية".
وذكرت الوزارة، أنه "تم نقل الدعم المالي الإيراني وتعليماته للقيام بعمليات الاغتيال إلى المسلحين، من خلال الجنرال المنشق عبد الحليم نزار زاده، النائب السابق لوزير الدفاع، الذي كان أحد قادة حزب المعارضة الإسلامية في التسعينيات، وقد قتل نزار زاده في سبتمبر/أيلول عام 2015 خلال عملية لمكافحة الانقلاب بالقرب من العاصمة الطاجيكية دوشنبه".
ويعتمد الفيلم على إفادات 3 من أنصار الجنرال المنشق عبد الحليم نزار زاده، الذي قاد محاولة انقلاب باءت بالفشل قبل عامين.
وقالت الوزارة، إن إيران "متورطة باغتيال العديد من الشخصيات العامة الطاجيكية منهم محمد أسيمي وهو أستاذ ويوسف إساكي وكان طبيبًا والروائي سيف أفاردي والمستشار السياسي الرئاسي كريم يولداشيف والمفتي السابق في طاجيكستان، وهؤلاء قتلوا بين عامي 1997 و2004، وكذلك 20 ضابطاً روسيًا.
وفي الفيلم الوثائقي، قال رجل عرف نفسه بأنه مقاتل سابق في المعارضة الإسلامية، إنه سافر إلى إيران في عام 1995 وتلقى تدريبًا تخريبيًا مع 200 مواطن في مدينة قم وسط البلاد، وقال إنه عاد إلى طاجيكستان في عام 1997 بتعليمات واضحة لقتل الشخصيات السياسية والعامة.
وعملت إيران وروسيا كوسيط، في عملية التفاوض التي أنهت الحرب الأهلية التي استمرت 5 سنوات في عام 1997.
وكان الفيلم الوثائقي قد بث وسط التوتر بين طاجيكستان وإيران، حول الدعم الإيراني الذي قدمته إلى حزب "النهضة" الإسلامي مدة 15 عامًا بعد الحرب، إلا إنه تم حظره ووصفته المحكمة العليا في طاجيكستان بأنه منظمة إرهابية في عام 2015.
وقد أدين العديد من قادة الحزب وحكم عليهم بالسجن فترات طويلة بتهم يقولون إنها ذات دوافع سياسية، مما أثار انتقادات من الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان.
وقد اندلعت التوترات بين طاجيكستان وإيران في الماضي، حيث اتهمت دوشنه دبلوماسيي طهران بالقيام بالأنشطة المفرطة في البلاد.
غير أن الفيلم الوثائقي يمثل المرة الأولى التي تتهم فيها طاجيكستان إيران، بتمويل وتوجيه عمليات القتل السياسي عقب الحرب الأهلية.
