ماذا يخفي الاتفاق الروسي-الأمريكي حول الميليشيات في سوريا؟
ماذا يخفي الاتفاق الروسي-الأمريكي حول الميليشيات في سوريا؟ماذا يخفي الاتفاق الروسي-الأمريكي حول الميليشيات في سوريا؟

ماذا يخفي الاتفاق الروسي-الأمريكي حول الميليشيات في سوريا؟

تتحدث تقارير إسرائيلية عن خطوة يبدو أنه يمكن تفسيرها بأنها تشي بتخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن الميليشيات المسلحة التي تدعمها في سوريا، أسوة بالموقف الذي اتخذته روسيا من الميليشيات الإيرانية.

ويأتي ذلك عقب سريان مفعول اتفاق وقف إطلاق النار قبل ثلاثة أسابيع، حين طرد الروس الميليشيات الإيرانية، المساندة لنظام بشار الأسد، من درعا، وألزموا قوات الفرقة الرابعة المدرعة التابعة لجيش نظام بشار أسد بالانسحاب من المنطقة والتوجه إلى محيط العاصمة دمشق.

وبحسب مصادر موقع "nzivnet" الإخباري العبري، تطالب الولايات المتحدة الأمريكية ميليشيات تدعمها بإعادة الصواريخ التي سلمتها إياها في وقت سابق، مضيفة أن القوى العظمى تتعامل باستخفاف مع الميليشيات المسلحة الموالية لها داخل سوريا، وأنه في الوقت الذي أقصت فيه موسكو الميليشيات الإيرانية، تُقدم الولايات المتحدة الآن على خطوة مماثلة.

واشنطن توقف دعمها.

وحدد موقع "nzivnet"،  والذي يقول إنه يعتمد على معلومات استخباراتية مفتوحة المصدر، التشابه بين الموقفين الروسي والأمريكي، بقوله إنه في حين أطاحت موسكو بالميليشيات الإيرانية من المناطق التي سيطرت عليها ودفعت في سبيل ذلك من دماء مقاتليها، ثم أجبرتها على الانسحاب أو إعادة الانتشار في مناطق محيطة دون حتى أن تتلقّى تفسيرًا واحدًا لتلك التعليمات، قامت الولايات المتحدة بوقف تأييدها لعدد من التنظيمات المعارضة في سوريا.

وبحسب الموقع، وبعد أن قرر الرئيسان دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، أثناء قمة مجموعة العشرين (G20)، التي انعقدت الشهر الماضي في مدينة هامبورغ الألمانية، التفاهم بشأن تخفيف التوتر العسكري جنوبي سوريا، وبالتحديد في محافظات: درعا والسويداء والقنيطرة، قرر بوتين ترسيخ نظام جديد للعمل في سوريا، في حين رفعت واشنطن دعمها عن تنظيمات عدة بعد أن دعمتها بالمال والتدريب العسكري، وقررت وقف تزويدها بالسلاح ووقف دعمها ماليًا.

بنود سرية

ويشير الموقع إلى أن بنوداً سرية في الاتفاق بين بوتين وترامب تظهر تدريجياً، وأنه يمكن قراءة بعض تلك البنود عبر معلومات جاءت من القيادة العليا لـ "الجيش السوري الحر" تؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية طالبته بإعادة تنظيم قواته وتركيزها في نقاط محدودة جداً.

ويضيف الموقع أن عددًا من الميليشيات السورية التي دربتها الولايات المتحدة الأمريكية في معسكر التنف جنوب شرق سوريا، وزودتها بأسلحة ثقيلة وحديثة نسبيًا، باتت مطالبة الآن بإعادة تلك الأسلحة، وعلى وجه الخصوص شحنات الصواريخ والقاذفات الخاصة بها، إلى الأمريكيين.

ويقول الموقع أن هذا الطلب جاء بعد إطلاق نار مكثف وشرس أطلقت فيه هذه الميليشيات القذائف الموجهة باتجاه قوات جيش النظام السوري التي تتمركز جنوبي سوريا عند الحدود الشمالية للمملكة الأردنية، ومن مسافات كبيرة، وهو ما مكن عناصر هذه الميليشيات من الاختباء والنجاح في تجنب أي إصابة على يد قوات النظام السوري أو روسيا.

التركيز على داعش.

ونوه الموقع إلى أن جيش النظام السوري شكا إلى الجيش الروسي التعرض للقصف بصواريخ موجهة ومن مسافات بعيدة، فتوجهت موسكو إلى الأمريكيين لمناقشة هذا الملف، فاستجاب الأمريكيون وطالبوا الميليشيات الموالية لهم بتسليم الأسلحة الثقيلة والصواريخ التي زودتهم بها الولايات المتحدة.

وطالب الأمريكيون "الجيش السوري الحر" عقب القصف، الذي لم يتم تحديد موقعه أو تاريخ وقوعه، وطلبوا منه وقف مهاجمة وحدات جيش النظام والتركيز فقط على الحرب ضد تنظيم داعش.

وخلص الموقع إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت -دون شك- ستندم لو أنها زودت هذه الميليشيات بصواريخ مضادة للطائرات محمولة على الأكتاف، لأنها كانت ستجد صعوبات كبيرة للغاية في مسيرة استعادتها من هذه الميليشيات.

طرد الميليشيات الإيرانية؟

وكان الموقع نفسه نشر أمس الأول الأحد تقريرًا عن تخلي موسكو عن الميليشيات الإيرانية جنوبي سوريا، واعتمد في ذلك على مقارنة معلومات ترد في وسائل التواصل الاجتماعي أو في مواقع خاصة بتيارات وجماعات ومنظمات محددة، يصفها بالمعلومات النوعية، يستخلص منها في النهاية معلومات يرى أنها مؤكدة أو شبه مؤكدة.

وبحسب التقرير، عندما أعلنت موسكو محافظة درعا والقنيطرة والسويداء كمناطق هدنة، كان من اللافت أنها تعاملت مع سوريا بأكملها وكأنها منطقة تحت الحماية الروسية، باعتبار أن المناطق الساحلية ليست هي الوحيدة التي تشهد وجوداً عسكرياً روسياً مكثفًا، وبالتحديد في ميناء طرطوس ومطار حميميم العسكري في اللاذقية.

ونوه إلى أن الروس فرضوا وقف إطلاق النار في درعا، وسارعوا إلى نشر وحدات من الشرطة العسكرية الروسية في المنطقة وطردوا من هناك الميليشيات الإيرانية، وألزموا قوات الفرقة الرابعة-مدرعات التابعة لنظام بشار أسد بالانسحاب من المنطقة والتوجه إلى محيط دمشق.

تقاسم النفوذ.

ولم يكتف الروس بتلك الخطوات، ولكنهم اتخذوا خطوات أخرى لترسيخ أقدامهم في جميع مناطق الجنوب السوري، بحسب الموقع العبري، الذي أضاف أن الروس دشنوا غرفة عمليات لإدارة جنوب سوريا بالكامل، وذلك في شمال مدينة الصنمين، إحدى مدن محافظة درعا، ونقلوا إليها قوات من سلاح المشاة الميكانيكي تمركزت داخل مقر قيادة الفرقة التاسعة-مدرعات في الصنمين وفي عدد من المواقع.

وجلب الروس العشرات من عناصر الشرطة العسكرية إلى مدينة بيت جن الواقعة في ريف القنيطرة الشمالي، حيث تشرف هذه القوات على محافظة القنيطرة منذ أن بدأ سريان الاتفاق.

ونقل الموقع عن وسائل إعلام دولية أن الروس اتفقوا مع الأمريكيين على السيطرة على جنوب سوريا بالكامل، في مقابل سيطرة الأمريكيين على جميع المناطق الواقعة شرقي نهر الفرات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com