كوركوف: بائع الورد المستفيد الوحيد من أزمة أوكرانيا
كوركوف: بائع الورد المستفيد الوحيد من أزمة أوكرانياكوركوف: بائع الورد المستفيد الوحيد من أزمة أوكرانيا

كوركوف: بائع الورد المستفيد الوحيد من أزمة أوكرانيا

يعتبر الروائي الأوكراني أندريه كوركوف أن أزمة بلاده لا تتعلق بالروس ضد الأوكرانيين، ولا بالفاشيين ضد اللبراليين، بل بعواقب تطور سياسي امتد لعقود طويلة، مشيرا إلى أن المستفيد الوحيد من الأحداث هم بائع الورد والشموع.

واضاف في حديث لصحيفة "لوفيعارو" الفرنسية:"أنا روسي أيضًا، واليوم يستعمِل البعضُ كلمة فاشي ضدي، لأنني ضد احتلال بلادي من قبل جيش بوتين".

ويصف أندريه كوركوف بلدًا وشعبًا يرزجان تحت "الصدمة السيكولوجية"، ويؤنب الجهودَ العملاقة، التي تبذلها القنوات التلفزيونية، ووسائل الإعلام السوفياتية"، التي يطارد الجميع بفضلها "الفاشيين"، وهم أطفال القرية، الواقعة على مسار 80 ميلومترا من مدينة كييف، التي "نقصدها كل نهاية أسبوع، يلعبون لعبة الحرب، فيركضون وهم يصرخون ليسقط بوتين!، وهي نسخة من يسقط هتلر!، وهي الصيغة شعبية، التي اعتاد عليعه الناس في كل الأفلام السوفياتية".

رغم انشغاله وقلقه يحتفظ الكاتب ببارقة أمل، حيث يقول:"في هذه الأيام يذهب أطفالي إلى المدرسة، بقدرٍ أكبر من الحماس والحيوية"، موضحًا:"وهكذا يجدون ما يتحدثون فيه مع رفاقهم".

ويضيف أن "سائقي السيارات صاروا أكثر تأدبًا"، حيث "احتفط ببعض الأمل: الأمل في تفادي الحرب. الأمل في صباحٍ آخر من دون حرب. لكنْ من يدري، فغدًا، أو بعد غدٍ، قد نفقد القدرة على ترديد مجرد هذا الأمل، إنه لأمرٌ مرعب". لكنّ الكاتب يجتهد في طمأنة نفسه، قائلا: "وكم أحبذ أن أفكر بأنّ الحرب سوف لن تحدث، وأنّ الأسوأ قد ولَّى".

ويشير إلى أن الكثيرُ من الأوكرانيين يحاولون مواصلة سعيهم في الحياة، رغم الغموض السياسي، فيقول:"كل شخص يختار واقع حياته الشخصية، فالبعض يختارون الواقع المحصور في عائلاتهم وأصدقائهم، ويبتعدون عن أي موقف، في انتظار انتهاء الصراع، بينما يميل البعض الآخر إلى الواقع السياسي، فيُقبلون على مهرجانات هذه المجموعة أو تلك، فيما يصنع بعض الأشخاص من الواقع الحالي مكانًا مؤقتًا يمارسون فيه أعمالهم، محاولين الاستفادة من الوضع القائم ، بشكل أو بآخر".

"أشخاصٌ كثيرون لم يدخلوا الكنيسة في حياتهم قط، صاروا اليوم يُصلّون أمام الأيقونات، ومن يدري، ربما يقف أحدهم للصلاة إلى جانب شخص من المعسكر الآخر، من حيث لا يدري"، بحسب الروائي الأوكراني.

ويضيف كوركوف في حسرة: "المستفيدون الوحيدون في الوقت الحالي هم باعة الورود والشموع"، في إشارة إلى أكاليل الزهور، والشموع المنتشرة على الأرض، تكريمًا للضحايا، "ففي الكنائس هناك شموع كثيرة مضاءة، أكثر من العادة. فالناس الذين لم يدخلوا كنيسة في حياتهم، والذين لا يعرفون كيف يرسمون إشارة الصليب نراهم اليوم يُصلّون أمام الأيقونات".

وفي رأي الروائي، الذي ما انفك يتّهم أوروبا بتخلّيها عن بلاده، فإن الحل لا يمكن أن يكون حلا جيوسياسيا فقط.

كوركوف، الذي لم يلتحق يومًا بأي حزب سياسي، وليس سوى مواطن بسيط، يستنكر الفراغ السياسي، الذي بات يملأ المجتمع، حيث يرى أنه "في أوكرانيا هنالك 184 حزبا سياسيًا معتمدًا رسميًا، لكن ليس هنالك أي تقليد لأي نشاط سياسي متمحور حول الدفاع عن الأفكار بدلا من تمحوره حول المصالح المالية أو حول قادة الأحزاب"

وفي اعتقاد ، كوركوف فإن هذا البلد المعقد، والمتعدد الإثنيات والأعراق، بحاجة ميئوسة منها إلى سياسيين أذكياء، ومهنيين"، "لا أريد أن أظهر بمظهر الرجل الميلودرامي". هكذا يقول الكاتب، الذي اعتاد السخرية في كتاباته.

ويقول في النهاية: "الناس يفتقرون إلى الإيمان، وإلى المُثل العليا، والقناعات، وإلى حرية الوقوع في أخطاء أفكارهم".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com