ماكرون في مرمى نيران الإعلام الإيطالي بسبب سياسته تجاه المهاجرين
ماكرون في مرمى نيران الإعلام الإيطالي بسبب سياسته تجاه المهاجرينماكرون في مرمى نيران الإعلام الإيطالي بسبب سياسته تجاه المهاجرين

ماكرون في مرمى نيران الإعلام الإيطالي بسبب سياسته تجاه المهاجرين

هاجمت صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية، اليوم الثلاثاء، فرنسا مجددًا، معتبرة أنها تغض الطرف عن موجات الهجرة التي تنطلق من الشواطئ الليبية إلى أوروبا.

وتشعر الإدارة الإيطالية بالغضب من المبادرة الفرنسية لحل الأزمة الليبية عبر القمة التي دعا إليها الرئيس إيمانويل ماكرون لجمع قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي فايز السراج اليوم بباريس.

وقالت "لاريبوبليكا" في تقرير موسع إن "ماكرون لا ينوي فتح أبواب بلاده أمام (المهاجرين لأسباب اقتصادية)، إنهم يعبرون البحر الأبيض المتوسط، إنها ليست مشكلتهم، فهم يتوجهون إلى إيطاليا، نعم.. فمنذ أكثر من عامين على بدء الخروج من أفريقيا إلى أوروبا وموجات الهجرة تمر تحت أعين القوات الفرنسية التي لم تفعل شيئًا لعرقلة شؤون مهربي البشر".

وأضافت أن "الطريق الرئيس إلى ليبيا هو واحد ويتمثل في عبور نهر النيجر من مفترق طرق أغاديز قبل الوصول إلى سيجيودين، ويخضع هذا الطريق لحراسة حصن استعماري قديم يسمى مادما، بجانب القاعدة العسكرية القوية التي بناها الفرنسيون هناك عام 2014".

ووفقًا للصحيفة، فإن هذا المكان هو المحطة الأخيرة قبل ليبيا. وفي العام 2016 عبر حوالي 291000 مهاجر وفق البيانات الرسمية للمنظمة الدولية للهجرة - نحو الشمال، في أرتال طويلة من الشاحنات المكتظة بالمهاجرين، وليس من الصعب ملاحظتها في اتساع الصحراء، وخاصة بالنسبة للوحدة الفرنسية التي تستخدم أسراب طائرات ميراج في الاستطلاع والمراقبة والطائرات من دون طيار وطائرات هليكوبتر.

لكن هذه الحامية الفرنسية لا تهتم لهؤلاء الناس الذين يتحركون في الصحراء، وهناك صور تظهر طاقم مدرعة فرنسية يلوح لمهاجرين يستقلون شاحنة مكتظة بهم، وصور أخرى تظهرهم يتحركون قرب طائرة ترانسال ذات المحركين التي كانت متوقفة في مطار القاعدة العسكرية، إذ يبدو أن تجار البشر يفضلون التحرك قرب الجنود الغربيين؛ ما يبعد اللصوص وقطاع الطرق عنهم.

وتشير الصحيفة الى أن حامية "مادما" لا تضم عسكريين كثرا، بل حوالي 250 جنديًا فرنسيًا، يقومون باستطلاع  تحركات المتشددين وعمل كمائن لهم وراء المعابر على الحدود الليبية، ويدعمهم حوالي ألف رجل في بارخان بالنيجر، ووحدة مخبارات في نيامي تقوم بتحليل المعلومات وتحديد الأهداف.

ولفتت إلى أنه ليس لدى فرنسا في منطقة ساحل ليبيا سوى هدف واحد هو حماية مصالحها، وبما أن مناجم اليورانيوم في النيجر، التي تورد منتجاتها لجميع المنشآت النووية عبر جبال "الألب"، فإن استقرار المنطقة بطبيعة الحال، أمر بالغ الأهمية لمنع انتشار الأصولية، ولهذا السبب تؤيد ألمانيا تمامًا قرارات باريس، وتدعمها بالتمويل والجنود.

وتلخص الصحيفة الوضع بالقول: "إنها حقًا ليست مشكلتهم؛ لأن أولئك الذين دعاهم ماكرون بـ (المهاجرين لأسباب اقتصادية) لن يسمح لهم بتجاوز عتبة فينتيميليا، وهي مدينة إيطالية تقع على الحدود الفرنسية".

أما بالنسبة إلى إيطاليا، فإن وقف الهجرة أولوية وهدف إستراتيجي، وكان وزير الداخلية ماركو مينيتي زار ليبيا، وتفاوضت روما على هدنة في ولاية "فزان" الليبية، مع شيوخ القبائل، للتصدي للمهاجرين، وأدى السلام الذي ساد بين الطوارق والتبو، بعد صراع طويل تم تمويله من زيادة الاتجار بالبشر، إلى تراجع الهجرة، فلم يعبر الحدود من النيجر إلى ليبيا سوى 22000 ألف شخص أخيرًا، بحسب بيانات منظمة الهجرة الدولية.

إلا أن الصحيفة تعتقد أن الخطوة التالية لروما، ينبغي ان تكون إلى النيجر التي تبدأ منها الرحلة الى البحر الأبيض المتوسط، فضلاً عن تعزيز قدرات حرس الحدود الليبي، لتعود كما كانت أيام العقيد معمر القذافي.

يشار إلى أن وكالة "رويترز" ذكرت امس أن المبادرة الدبلوماسية الفرنسية بجمع حفتر والسراج أغضبت السياسيين في روما، إذ يرونها مثالًا آخر على تجاهل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإيطاليا.

وسبق أن تصدرت إيطاليا جهود إحلال السلام في مستعمرتها السابقة، إذ ألقت بثقلها وراء السراج ونظرت بقدر كبير من الشك لحفتر.

ونقلت الوكالة عن دبلوماسي في وزارة الخارجية الإيطالية، رفض نشر اسمه بسبب حساسية القضية: “ماكرون يريد أن يكون له دور أكبر بكثير في ليبيا. لا بأس بذلك لكنه نحّانا جانبًا. لم نُستشر”. وأضاف: “ثمة غضب كبير جراء ذلك”.

واتهم ساسة معارضون حكومةَ رئيس الوزراء، باولو جنتيلوني، بالسماح لفرنسا بإزاحة إيطاليا من صدارة الجهود المتعلقة بالدبلوماسية الليبية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com