الشاباك: إيران جندت إسرائيليين اثنين لاغتيال مسؤولين إسرائيليين
بدت تشاد في الأشهر الأخيرة "تائهة" في الاختيار بين إرضاء المعسكر الغربي أو تعزيز التعاون والتنسيق مع موسكو، لكن يبدو أنها "استسلمت" في النهاية للضغوط الفرنسية عبر التوجه للعودة إلى حضن الحلفاء التقليديين، بحسب محللين سياسيين.
وسيكون رئيس تشاد محمد إدريس ديبي حاضرًا في باريس يومي الـ4 والـ5 من أكتوبر/ تشرين الأول للمشاركة في قمة المنظمة الدولية للفرنكوفونية، بينما كان يخطط في البداية لأن يمثله في الاجتماع رئيس الوزراء ألماي هالينا، في زيارة تأتي بعد فترة شهدت توترات دبلوماسية بين باريس ونجامينا.
وفي وقت تسعى فيه نجامينا لتبني إستراتيجية جديدة مع تجنب قطع العلاقات الدبلوماسية مع باريس بشكل جذري، كما هي الحال مع دول الساحل الأخرى، إلا أنها بعد التقارب الملحوظ مع روسيا بدا أنها تحاول تصحيح هذا "الانطباع" خلفية اعتقال ثلاثة مواطنين روس لدى وصولهم إلى نجامينا الأسبوع الماضي، من بينهم شخص معروف بصلاته بالرئيس السابق لمجموعة "فاغنر" الروسية يفغيني بريغوجين، كانوا محتجزين في ليبيا بتهمة التجسس.
ورغم إعلان سفير تشاد لدى موسكو محمود آدم بشير عن إطلاق سراح وشيك للمعتقلين الروس، فإن ذلك يراه مراقبون مناقضًا للتقارب الذي حدث بين الجانبين خلال الأشهر الأخيرة.
في المقابل، تتضارب الأنباء حول إعادة نشر القوات الأمريكية في تشاد، خصوصًا عقب طرد القوات الغربية من النيجر؛ ما شكل نقطة تحول في العلاقات بين واشنطن وباريس وشركائها الأفارقة.
في الـ20 من سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلن الجنرال كينيث إيكمان من القيادة الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم" عن العودة المرتقبة للجنود الأمريكيين إلى تشاد، قائلًا إن "هذه الخطوة جاءت استجابة لطلب السلطات التشادية"، إلا أن نجامينا سارعت إلى نفي ذلك.
وقالت الحكومة التشادية في بيان رسمي إن البلاد "تظل سيدة قراراتها في مسائل الأمن القومي والتعاون العسكري مع شركائها الدوليين".
ويصف المحلل السياسي النيجري تيام صاولي في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، حالة التذبذب في المواقف الرسمية لنجامينا بـ"الارتباك"، رابطًا ذلك بالتحقيق الذي فتحته فرنسا ضد الرئيس ديبي وعائلته في قضية مكاسب غير مشروعة.
ويرى صاولي أن هذه المسائل لعبت دورًا حاسمًا في عودة ديبي إلى الحضن الفرنسي، بعدما لوحت تشاد بورقة الكرملين لتعويض التعاون العسكري الغربي بالروسي.
وكان ديبي قام بزيارة إلى موسكو، واستقبله الرئيس فلاديمير بوتين بنفسه، كما كانت تشاد أولوية خلال زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى أفريقيا في يونيو/ تموز الماضي.
ويشير صاولي إلى الرغبة في تنويع علاقات تشاد مع مختلف الشركاء، لكن بالنسبة لهذا البلد يصعب عليه "القطع النهائي" للعلاقات كما فعلت النيجر ومالي، لافتًا إلى ارتباط تشاد بفرنسا عبر الاتفاقيات الدفاعية والتدريبات العسكرية والعملة واللغة.
من جهته، سلط الناشط السياسي الكاميروني تشارلي كينجني الضوء على التقارير المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن وصول 10 متخصصين عسكريين أوكرانيين إلى تشاد لتدريب مجموعة متمردين، وهو ما يعني انخراط ديبي في صراع مع موسكو.
وقال لـ"إرم نيوز"، إن "نشطاء من الجماعة المتمردة سيئة السمعة في أفريقيا الوسطى، (تحالف الوطنيين من أجل التغيير)"، يتدربون على استخدام الطائرات دون طيار في قاعدة عسكرية فرنسية في تشاد.
ويقول مراقبون إن "فرنسا تستخدم الأوكرانيين كبيدق لبدء محاولة جديدة للتدخل في جمهورية أفريقيا الوسطى الحدودية مع تشاد، التي تربطها علاقات وثيقة مع روسيا".
وتعتبر تشاد ساحة تدريب للجماعات المسلحة التي تعيش على الحدود مع جمهورية أفريقيا الوسطى؛ ما يسمح للمتمردين المدربين بعبور حدود المنطقة.
ولم تنف تشاد، أو تؤكد هذه المعلومات، لكن رئيس الوزراء ألماي هالينا أكد في تصريحات له، مواصلة العمل مع روسيا والولايات المتحدة وفرنسا لمكافحة الإرهاب والتهديدات الأخرى.
وردًّا على سؤال حول الصراع على النفوذ الذي تقوده الدول المذكورة في منطقة الساحل، قال "إن شراكات البلاد التاريخية والإستراتيجية ضرورية، في وقت تحيط بتشاد بلدان تشهد عدم استقرار وصراعات مسلحة وتهديدات إرهابية".
ووفقًا له، فإن تشاد "حرة في تطوير أي تعاون يخدم مصالحها مع أي دولة".