بعد مرور عام على انقلاب تركيا.. هذه الأسئلة مازالت عالقة
بعد مرور عام على انقلاب تركيا.. هذه الأسئلة مازالت عالقةبعد مرور عام على انقلاب تركيا.. هذه الأسئلة مازالت عالقة

بعد مرور عام على انقلاب تركيا.. هذه الأسئلة مازالت عالقة

رغم مرور قرابة عام على وقوع محاولة انقلاب عسكرية فاشلة في تركيا، وخضوع البلاد لحالة طوارئ نفذت خلالها أشد الأحكام العرفية بتاريخ تركيا الحديث، ما زالت أسئلة عديدة حول حقيقة الانقلاب والمنافع التي جناها أردوغان من ورائه لم تجد بعد جوابا.

وكان إفشال الانقلاب سريعا ونتائجه وخيمة، ليدفع النظام لفرض أكبر حملة في التاريخ التركي ضد المعارضين، واستهدفت مؤيدي المعارض التركي فتح الله غولن المقيم في أمريكا، والذي اتهم بتنظيم الانقلاب رغم نفيه لهذه الاتهامات.

أسئلة عالقة

وتأتي التساؤلات، عن كيفية وقوع الانقلاب الذي لم يكشف عنه جهاز الاستخبارات التركي الضخم، ثم تم إخماده بسرعة، ولماذا لم تتم مشاركة المعلومات التي تم جمعها بعد ظهر يوم  الـ15 من تموز/ يوليو والتي تشير إلى أن هناك أمرا خطرا على وشك الحدوث يستهدف الرئيس رجب طيب أردوغان؟.

ولماذا فشلت الشخصيات البارزة في الدولة في تقديم شهادة شخصية  للجنة برلمانية يفترض أنها تحقق في محاولة الانقلاب الفاشلة؟

ويقول غاريث جينكينز، وهو باحث بارز في برنامج دراسات طريق الحرير غير مقيم في إسطنبول  لوكالة فرانس برس "إننا لا نشاهد تحقيقاً مفتوحاً، لقد كان الأمر مخيبا للآمال بل في الواقع كان مخيفا جداً".

وتصر الحكومة التركية على أنها لا تخفي شيئاً، كما شجبت الاتهامات بالتستر، مشيرةً إلى أن كشف نتائج التحقيقات مهانة للذين فقدوا أرواحهم وهم يقهرون الانقلاب.

عمل ضخم

وأظهرت شهادات الشهود التي نشرت عبر وسائل الإعلام التركية، أن رئيس المخابرات هاكان فيدان، وقائد الجيش الجنرال خلوصي آكار، كانا على علم بوجود مؤامرة في وقت مبكر من ظهر يوم الـ 15 من تموز/ يوليو.

وكان طيار هليكوبتر تابع للجيش عرف باسم الميجور، قد توجه إلى مقر وكالة التجسس في أنقرة الساعة 2:20 مساء بعد ظهر يوم الـ 15 من تموز/ يوليو، وحذر المسؤولين من أن بعض الإجراءات ، على الأقل ضد جهاز المخابرات الوطني، كانت تتم على قدم وساق.

وقال الشاهد، "لقد قلت إنه يمكن أن يكون هناك عمل ضخم وحتى انقلاب، أتذكر جيداً أنني استخدمت كلمة انقلاب ". في حين، تم نقل التحذير من قبل جهاز المخابرات الوطني إلى الجيش في حوالي  الساعة الـ 4:30 مساءً، ثم التقى فيدان مع آكار.

ولكن أردوغان، قال إنه علم بوقوع الانقلاب من شقيق زوجته في وقت متأخر من مساء الـ  15 من تموز / يوليو، وليس من جهاز المخابرات.

إلى ذلك، احتجز مخططو الانقلاب آكار طوال الليل وعاد في الصباح إلى وسط أنقرة على متن طائرة هليوكبتر برفقة الجنرال محمد ديسلي، الذي اعتقل في وقت لاحق بتهمة كونه أحد المخططين الرئيسين للانقلاب.

وذكر أن قائد القوات الخاصة زيكاي اكساكالي، انتقد القائد العسكري الكبير لفشله في إغلاق المجال الجوي التركى أمام جميع الرحلات، بينما تعرض هو نفسه لانتقادات بسبب عدم حصر الجنود فى الثكنات في تلك الليلة.

علامات استفهام وتحقيق معطل

وفي تشرين الأول/ اكتوبر، بدأت لجنة برلمانية مكونة من مشرعين من أحزاب سياسية ممثلة في البرلمان تحقيقاً في الانقلاب الفاشل.

وطالبت المعارضة التركية، بأن يُستدعى كل من فيدان وآكار، لكن تم رفض هذا الطلب من قبل الحزب الحاكم.

وقال سيزجين تانريكولو عضو البرلمان من حزب الشعب الجمهوري المعارض لوكالة فرانس برس: "إننا لسنا مدعين عامين ولا قضاة ولن ندين أحداً، نحن نريد فقط أن نلقى  ردودا على أسئلتنا، لسوء الحظ هم يرفضون هذه الفرصة(...) وستبقى علامات الاستفهام".

وبعد الاستماع إلى قادة الجيش السابقين، ورئيس تجسس سابق،  والبيروقراطيين والشهود، أمرت اللجنة بإنهاء عملها في كانون الاول/ ديسمبر، قبل شهر من الموعد المقرر.

وقال جينكينز: "ربما يكون لدى الحكومة شيء سيّئ تخفيه، ربما تخفي مجرد عدم كفاءتها بسبب الرد على الانقلاب، وكان فوضوياً جداً، ولم يكن منظماً تنظيماً جيداً.. نحن نأمل أن تظهر الحقيقة قريباً".

انقلاب وفق المقاس

وأغضب رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال قليتش دار أوغلو، الحكومة باستخدام مصطلح "انقلاب مسيطر عليه"، مدعيا أن السلطات كانت على علم مسبق بالانقلاب وقد سمحت بوقوعه بهدف الاستفادة منه في وقت لاحق.

وذكر الشهود في التحقيقات، أن الانقلاب خطط له أن يبدأ في الساعة الثالثة صباحا من يوم الـ 16 من تموز/يوليو، ولكن تم تقديمه للساعة العاشرة من يوم الـ 16 من تموز/يوليو بعد أن شعر المنفذون أن السلطات كشفت خطتهم.

ولا تزال هناك أسئلة مطروحة أيضاً، حول من كان وراء الانقلاب والقادة السياسيين الذين أراد المتآمرون التخلص منهم في حال نجح الانقلاب، بينما تقول الحكومة إن المؤامرة كانت محاولة مباشرة للاستيلاء على السلطة من قبل مجموعة غولن، التي تسميها مجموعة فتح الله الإرهابية "فيتو".

 وقال مصدر دبلوماسي أوروبي، معلقا على مجريات الانقلاب الذي مازالت حيثياته غير واضحة: "لقد كان على ما يبدو تحالف مصالح بين جماعات غولن والضباط الكيمالست العلمانيين وبعض الانتهازيين، وقد تم تخطيطها وتنفيذها بشكل سيّئ".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com