إسرائيل في حال تأهب عشية ذكرى السابع من أكتوبر خشية اعتداءات
يرى خبراء ومختصون سياسيون أن تهديدات الجيش الإسرائيلي بالرد على هجمات ميليشيا حزب الله من خلال اجتياح الأراضي اللبنانية بريًا، تأتي في إطار استعداده للمواجهة الحتمية مع الحزب، إلى جانب الحرب النفسية التي تُشن ضد اللبنانيين.
ويتبادل الجيش الإسرائيلي وميليشيا حزب الله منذ شهر أكتوبر/تشرين أول الماضي القصف الصاروخي، الأمر الذي أدى لمقتل وإصابة المئات معظمهم من الجانب اللبناني، وذلك بالتزامن مع استمرار الحرب بين حماس وإسرائيل في غزة.
وقالت القناة 14 العبرية، إن "الجيش الإسرائيلي أجرى مناورات تضمنت استعدادات مكثفة تحاكي الدخول البري إلى لبنان"، مضيفةً "أنهى مقاتلو لواء المشاة الاحتياطي (يفتاح)، مناورات عسكرية في القطاع الشمالي خلال الأيام القليلة الماضية".
وبيّنت "القوات تدربت على سيناريوهات القتال والمناورة مع التدرب على التحرك في تضاريس معقدة والتقدم على المحور الجبلي واستخدام النيران، وسيناريوهات إخلاء الجرحى من ساحة القتال تحت إطلاق النار وعمل المقرات المختلفة".
وأكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، أن "الجيش الإسرائيلي يركز على القتال بمواجهة الحزب، ويستعد لاتخاذ خطوات هجومية داخل الأراضي اللبنانية"، مبينًا أن عدد الهجمات التي شنتها مؤخرًا وعدد العناصر الذين قُتلوا من الحزب والقذائف الصاروخية والبنى التحتية المدمرة كبير للغاية.
وقال هاليفي: "نقوم بذلك من أجل تخفيف التهديدات التي يتعرض لها سكان المنطقة الشمالية، وأيضا في هضبة الجولان، أمر في غاية الأهمية"، لافتًا إلى أن ذلك يتزامن مع استعدادات للهجوم في مرحلة لاحقة، على حد تعبيره.
ويرى المحلل العسكري الإسرائيلي، روي بن يشاي، أن "إسرائيل تستعد لمعركة واسعة النطاق وعلى عدة جهات"، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي يركز على استهداف منصات إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة بالأراضي اللبنانية في إطار استعداداه للمعركة الكبرى.
وقال في مقال تحليلي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن "التقديرات تشير إلى أن اليوم الذي سيضطر فيه الجيش الإسرائيلي لتنفيذ هجوم واسع النطاق بلبنان جوًا وبرًا وبحرًا أصبح قريباً جداً، خاصة مع فشل الولايات المتحدة في فرض الحلول السياسية.
وأوضح بن يشاي أن "الجيش الإسرائيلي بدأ بالفعل المرحلة التحضيرية لحملة جوية وبرية واسعة النطاق في الجنوب اللبناني، خاصة بعد نجاح الضربة الاستباقية التي نفذها ضد ميليشيا حزب الله قبل عدة أيام"، لافتًا إلى أن الضربة قللت بشكل كبير قدرة الحزب على ضرب العمق الإسرائيلي.
وأشار إلى أن "ذلك بالرغم من المفاوضات السرية التي تجريها الولايات المتحدة مع المسؤولين اللبنانيين بهدف التوصل إلى تسوية على الجبهة الشمالية لإسرائيل"، مبينًا أن فرص التوصل لمثل هذا الاتفاق ضئيلة، خاصة وأن حزب الله غير مستعد لذلك.
وبيّن بن يشاي أن "حزب الله لا يزال يمتلك القدرة على إطلاق الصواريخ والمسيرات، وكجزء من التحضير لحملة كبيرة في جنوب لبنان يقوم سلاح الجو الإسرائيلي بتدمير منصات صواريخه"، مضيفًا أن إسرائيل تأمل بهذه الاستراتيجية أن الأضرار التي ستلحق بها في حال اندلاع المواجهة.
ونوه بأن "نقطة اتخاذ قرار الهجوم على لبنان لدى المستويات السياسية والأمنية الإسرائيلية أصبحت أقرب من أي وقت مضى، والقيادة الشمالية تستعد لها بشكل محموم"، مؤكدًا أن هناك استعدادات عسكرية أمريكية بهذا الشأن.
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، أليف صباغ، أن "الاستعدادات الإسرائيلية للهجوم البري ضد لبنان استكملت، وأن الأمر مرهون بقرار من المستويات العليا بحكومة بنيامين نتنياهو"، مبينًا أن الأمر مرهون بالتوافق بين تل أبيب وواشنطن.
وقال لـ"إرم نيوز"، إن "مثل هذا القرار لا يمكن أن يكون إسرائيليًا بامتياز، ويحتاج لموافقة من الولايات المتحدة التي ستؤمن لها المعلومات الاستخباراتية الحساسة، وستمنع نجاح أي ضربات عسكرية ضد إسرائيل من المنطقة أو إيران".
وأشار صباغ إلى أنه "بالرغم من إعطاء نتنياهو وحكومته الفرصة للإدارة الأمريكية من أجل السعي باتجاه التوصل لحل سياسي؛ إلا أن المستويات السياسية ترى أن الحل الأمثل هو الهجوم البري بالأراضي اللبنانية وتكرار سيناريو غزة".
وأضاف أن "جميع المؤشرات تؤكد أن الجيش الإسرائيلي أنهى جميع الاستعدادات لأوسع هجوم ضد لبنان بما في ذلك البري"، لافتًا إلى أن أي هجوم سيكون من الجو والبر والبحر في آن واحد ما سيكون سببًا في إرباك ميليشيا حزب الله واللبنانيين".
وبين صباغ أن "إسرائيل ترى أن ردع حزب الله لن يتم إلا بتنفيذ عملية عسكرية تشمل الهجوم البري، وأن التهديدات الإسرائيلية بهذا الشأن تأتي في إطار الحرب النفسية التي تشنها إسرائيل ضد اللبنانيين، ما يدفعهم للضغط على الحزب من أجل التراجع ووقف التصعيد العسكري".