صور عناق مودي وترامب تدفع باكستان إلى أحضان الصين.. بعيدًا عن الحليف الأمريكي
صور عناق مودي وترامب تدفع باكستان إلى أحضان الصين.. بعيدًا عن الحليف الأمريكيصور عناق مودي وترامب تدفع باكستان إلى أحضان الصين.. بعيدًا عن الحليف الأمريكي

صور عناق مودي وترامب تدفع باكستان إلى أحضان الصين.. بعيدًا عن الحليف الأمريكي

حذرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية من توجه باكستان، حليفة واشنطن وسط آسيا، نحو تقوية علاقاتها مع الصين للاستغناء عن الولايات المتحدة.

واعتبرت الصحيفة تصريحات كبير مستشاري السياسة الخارجية في باكستان، سارتاج عزيز، المرحبة بوزير الخارجية الصيني، وانغ يي، في بلاده، بمثابة "إشارة واضحة على التغيير من قبل دولة لطالما كانت حليفًا أساسيًا وتستقبل مساعدات من الولايات المتحدة".

حليف تقليدي

وأضافت الصحيفة: "امتد ذلك منذ الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي الذي تدخّل في أفغانستان إلى وقت قريب في الحاضر بالشراكة غير السهلة في قتال الحركات الإرهابية في المنطقة. وما زالت باكستان تتلقى مئات ملايين الدولارات على شكل مساعدات سنوية من الولايات المتحدة".

وقال عزيز، خلال مؤتمر صحفي، عُقد للترحيب بوزير الخارجية الصيني، الذي زار العاصمة الباكستانية هذا الأسبوع: "علاقات باكستان مع الصين هي حجر الأساس لسياستنا الخارجية".

ويقول خبراء إن تحول إسلام أباد من واشنطن إلى بكين ليس مفاجئاً، فالأخيرة هي المستثمر المسيطر والمحاور العالمي بشكل متزايد.

وأعرب مسؤولون باكستانيون عن مخاوفهم من قيام إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بوضع حكومتهم تحت ضغط كبير، ويحتمل أن يكون ذلك من خلال وقف المساعدات أو حتى إعلان الباكستان على أنها "دولة راعية للإرهاب" بسبب الشكاوى المتكررة من قبل المسؤولين الأفغان، ومسؤولي الجيش الأمريكي وأعضاء من الكونغرس بأن إسلام آباد مستمرة في احتضان المتمردين المعادين لأفغانستان.

وفي الوقت ذاته، شعرت إسلام أباد بالقلق بسبب الصداقة الجديدة بين واشنطن والهند، جارة باكستان الكبرى، والمنافس الذي يتسلح بالأسلحة النووية؛ فالزيارة الناجحة لرئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، إلى واشنطن، والذي قام ترامب باستقباله بحماسة، دقت نواقيس الخطر في باكستان.

غضب باكستاني

ويوم الخميس، أبرزت الصحف الباكستانية صورة لترامب ومودي يتعانقان مودعين بعضهما، مع عناوين متوترة للخبر وتصريح غاضب من قبل وزارة الخارجية الباكستانية، التي وصفت تصريحاً مشتركاً من قبل الرئيسين بقولها إنّ "التفرد غير مفيد" في تحقيق الاستقرار والسلام في جنوب آسيا، وقالت إنه "يفاقم الوضع المتوتر مسبقاً". وقالت الوزارة أيضاً إن الصين قد استوعبت الرؤية الباكستانية.

ومما أثار غضب باكستان تحدث مودي وترامب عن أهمية الوقوف في وجه "الإرهاب" الإقليمي، في إشارة غير مباشرة إلى الدعم الباكستاني المزعوم للمتمردين المعادين لأفغانستان، ولكنه تجاهل استنكارات الباكستان لانتهاكات حقوق الإنسان من قبل القوات الهندية ضد المتظاهرين في كشمير، الإقليم المتنازع عليه بين البلدين، بالإضافة إلى اتهامها للهند بدعم جماعات مسلحة معادية لباكستان.

وقالت وزارة الخارجية: "هؤلاء الذين يسعون لدور قيادي ملائم في القتال ضد "الإرهاب" هم أنفسهم مسؤولون عن الكثير من "الإرهاب" الذي انطلق في الباكستان"، في إشارة إلى الهند.

واعتبر مراقبون باكستانيون أن واشنطن بدورها كانت تحاول إرضاء الهند من خلال إضافة سيد صلاح الدين، وهو قائد لجماعة "ثوار" مسلمين في إقليم كشمير، منذ زمن طويل، ويقيم في باكستان، بشكل مفاجئ على قائمة "الإرهابيين" العالميين.

وقال وزير الداخلية شودهر ينيسار إن الولايات المتحدة بدأت "التحدث بلغة الهند".

وعبّر المراقبون أيضاً عن مخاوفهم من اتفاقيات جديدة بين الهند والولايات المتحدة بخصوص بيع طائرات قتالية بدون طيار ومعدات دفاع أمريكية أخرى بالإضافة إلى الطائرات التجارية.

وكانت الباكستان تتمتع بعلاقة طويلة ومتينة عسكرياً واستخباراتياً مع الولايات المتحدة، ودخلت في 3 حروب محدودة مع الهند منذ الستينيات.

ملف أفغانستان

لكن القلق الأكثر حضوراً لدى الباكستان هو أفغانستان، ففي الشهور القليلة الماضية، وبينما تقوم إدارة ترامب بمناقشة الخيارات السياسية في المنطقة، حاول المسؤولون في باكستان زعزعة اتهامات أفغانستان لها بتصدير المتمردين عبر الحدود وسارعت بإرسال رسائل التعاطف مع ضحايا "الإرهاب" في أفغانستان، لكن حتى الآن ذهبت هذه التحركات في مهب الريح.

وعند هذه النقطة، يبدو مرجحاً أن يرسل المسؤولون في واشنطن المزيد من القوات الأمريكية إلى أفغانستان، لكنهم في المقابل أظهروا القليل من التلميحات عن كيفية التواصل مع الباكستان، في خضم الأصوات المتزايدة التي تطالب بمعاقبتها أو عزلها.

الهند، وعلى النقيض تماماً، هي حليف قريب وداعم لأفغانستان، التي تحظى بتقدير في واشنطن، لكن يُنظر إليها من قبل كافة الأطياف السياسية في باكستان على أنها تمثل تهديداً مباشراً للنفوذ الباكستاني.

وقال عمران خان، المنافس السياسي الأبرز لرئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، في تغريدة بموقع "تويتر" الخميس الماضي: "ليس لترامب أي مصلحة في منح الهند دوراً للتدخل في أفغانستان، بل على عكس الهند، باكستان هي من لديها حدود مشتركة مع أفغانستان. التصريح المشترك من قبل ترامب ومودي "قد كشف الغطاء عن الأخلاق والعدالة في السياسة الخارجية الأمريكية".

وتأتي المخاوف من ألّا ترى واشنطن وجهة النظر الباكستانية، واحتمال أن تسير واشنطن مبتعدة عن علاقة لطالما اعتبرتها باكستان دائمة وإن كانت متعثرة، ما جعل باكستان الآن تضع مساعدة الصين كوسيط مع أفغانستان كأساس، الأمر الذي استدعى حضور وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى اسلام أباد هذا الأسبوع، بعد محطته الأولى كابول.

وقال وانغ في المؤتمر الصحفي في باكستان إنها كانت تلعب "دوراً مهمًا" لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وأكد متحدث باسم وزارته أن باكستان لطالما كانت "في خطوط المواجهة الأمامية في القتال ضد الإرهاب".

عزيز، بدوره، وصف العلاقات الباكستانية مع الصين بأنها "استراتيجية"، متعددة الأبعاد و"لكل الظروف".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com