"بقشيش سياسي" لأوروبا.. ماذا يعني تسليم السلطة في صربيا لامرأة سحاقية؟
"بقشيش سياسي" لأوروبا.. ماذا يعني تسليم السلطة في صربيا لامرأة سحاقية؟"بقشيش سياسي" لأوروبا.. ماذا يعني تسليم السلطة في صربيا لامرأة سحاقية؟

"بقشيش سياسي" لأوروبا.. ماذا يعني تسليم السلطة في صربيا لامرأة سحاقية؟

بمنح البرلمان الصربي الثقة للحكومة الجديدة، بنهاية الأسبوع،  تصبح الآنسة آنا برنابيتش، ثالث رئيس حكومة أوروبية لا يخفي  مثليته الجنسية، حيث سبقها في ذلك ليو فارادكار رئيس الوزراء الإيرلندي، وزافيير بتيل رئيس حكومة لوكسيمبورغ.

والعام الماضي، عندما تولّت  آنا برنابيتش(41 سنة)، حقيبة وزارة الإدارة العامة في حكومة الكساندر فوشيتش، الذي أصبح الآن رئيسا للجمهورية، قالت "اصبروا فترة قصيرة  وسترون كيف سيتوقف الناس عن  القول هذه هي الوزيرة السحاقية، لأنهم سيشهدون حجم إنجازاتي ومحبتي للبلد، وسيجدون لدي ما يشغلهم  أكثر عن خصوصياتي في غرفة النوم".

ولكن يبدو أن الناس لم ينسوا أنها مثلية، ورضوا بذلك، بدليل أن البرلمان أعطى حكومتها الثقة بأغلبية 157 صوتا من إجمالي 250 عضوا.

ولكن الذين اعترضوا  كان معظمهم يخشى أن تجعلها مثليتها ضعيفة أمام رئيس الجمهورية المتسلط، فتصبح دمية  سياسية في نظام دكتاتوري.

ففي دستور صربيا يتمتع رئيس الحكومة بسلطة أوسع من سلطات رئيس الجمهورية، ويبدو أن اختيار فوشيتش لها لرئاسة الحكومة، بعد أن كان "تفضّل" عليها العام الماضي بمنصب وزاري، يراد منه أن يكون رئيس الجمهورية هو أيضا رئيس الوزراء الحقيقي، خصوصا وأن برنابيتش لا تنتمي لأي حزب أو تيار يحميها، غير تيار المجتمع المدني الذي  يرى فيها انتصارا لليبرالية الجنسية.

المثلية بخشيش سياسي لأوروبا

نقطة أخرى  قيل إن فوشيتش أرادها من تكليف امرأة سحاقية بتشكيل الحكومة، وهي  مغازلة أوروبا لتقبل بعضوية الصرب في المجموعة الأوروبية، وهي المحسوبة جزئيا على روسيا.. فوجود رئيسة حكومة  تجهر بمثليتها، سيكون من محفزات القبول الأوروبي بعضوية صربيا.

يشار الى أن البرلمان الألماني أقرّ الجمعة، قانون السماح بزواج المثليين، وهو ما اعتبرته المستشارة الألمانية إضافة نوعية في "السلام الاجتماعي".

وقال الناشط الحقوقي الصربي غوران  مياتيك، لصحيفة الغارديان إن "رئاسة  برنابيتش للحكومة الصربية تعني الكثير  بالنسبة للأوروبيين، فهي السحاقية التي تحكم بلدا 65% من مواطنيه يعتبرون الشذوذ الجنسي مرضا، و78% يمكن أن يتغاضوا عنه بشرط أن يبقى سريا  داخل البيوت،  ولذلك سيرى الأوروبيون في آنا  تغييرا ثقافيا  إيجابيا يرحبون به"، وفق قوله.

ولكن في المقابل، فإن النائب المتشدد قوميا ودينيا، دراغان ماركوفيتش، يرى أن تعيين امرأة مثلية على رأس الحكومة الصربية، إنما جاء بضغط خارجي، ويضيف "أنا أؤمن  أن رئيسة الحكومة لا تكون مقبولة إلا إذا كانت  متزوجة  ولديها طفلان على الأقل".

 ترفض استخدام الروج

برنابيتش المولودة في بلغراد، تلقت شهادتها من جامعة هال في بريطانيا، وتولت قبل الانضمام إلى الحكومة إدارة جمعية شبه عامة تدعى "ناليد"، تسعى إلى تحسين ظروف النمو الاقتصادي في صربيا.

وهي على أي حال ليست أول رئيسة وزراء في العالم لا تخفي أنها مثلية، قبلها بثماني سنوات  كان لإيسلندا رئيسة حكومة سحاقية، هي "جوهانا  سيغوردار"، وأقرت قانون زواج المثليين واقترنت بعمر الخامسة والستين  بصاحبتها الكاتبة  جانينا  ليدسوفر (55 سنة).

والفرق بين  جوهانا وبرنابيتش، أن الأخيرة الصربية ترفض تماما أن تستخدم الروج والكحل والمكياج.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com