انتشار الأفيون في أفغانستان يخلق "تسونامي صامتًا" من النساء المدمنات
انتشار الأفيون في أفغانستان يخلق "تسونامي صامتًا" من النساء المدمناتانتشار الأفيون في أفغانستان يخلق "تسونامي صامتًا" من النساء المدمنات

انتشار الأفيون في أفغانستان يخلق "تسونامي صامتًا" من النساء المدمنات

انتشر إدمان المخدرات في أفغانستان بعد أن كان مقتصرًا في الغالب على الرجال الذين أمضوا سنوات كعمال أو لاجئين في إيران، وتحول الإدمان إلى وباء وطني يؤثر على الملايين من الناس بما في ذلك عدد متزايد من النساء والأطفال.

وعلى مدى السنوات الخمس الماضية تم التخلي عن برامج تدمير واستبدال المحاصيل المحظورة إلى حد كبير مع انتهاء التمويل الأجنبي وزيادة هجمات المتمردين.

ونتيجة لذلك عاد عشرات الآلاف من المزارعين إلى زراعة خشخاش الأفيون المربح ففي العام الماضي فقط، تم تخصيص 420 ألف فدان في أفغانستان للخشخاش، وارتفع إنتاج الأفيون بنسبة 43 % مقارنة بالعام 2015، ليصل إلى 4800 طن، وفقاً لما ذكره مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة.

وذكرت صحيفة "واشنطن" بوست الأمريكية أن معظم الأفيون الأفغاني يصدر ليستخدم في تجارة الهيروين في أوروبا وروسيا وتبلغ قيمة الإيرادات المقدرة له حوالي مليار دولار.

ولكن هذه الطفرة أدت أيضًا إلى انخفاض حاد في الأسعار المحلية في حين أدى انتشار البطالة والقلق الناجم عن سنوات من الحرب إلى تأجيج الطلب على المخدرات الرخيصة التي توفر مهربًا من الواقع.

وبحلول العام 2015 أفادت التقارير أن عدد المدمنين في البلاد ارتفع إلى 3 ملايين شخص أي حوالي 12% من السكان والذين يتعاطى معظمهم الهيروين.

واليوم شهدت المشكلة تفجراً فاق طاقة الشرطة ووكالات الصحة العامة حيث يمكن رؤية الرجال المدمنين القذرين على كل رصيف تقريباً في العاصمة كابول كما أن مراكز العلاج القليلة مليئة بالكامل.

إدمان النساء

ومع ذلك فإن الجانب الأكثر إثارة للاهتمام من طفرة المخدرات لا يزال مخفياً إلى حد كبير عن الأنظار حيث بدأت عشرات الآلاف من النساء الأفغانيات بالاستسلام للإدمان أيضاً.

وأدى ذلك إلى نشوء ظاهرة متنامية من الأسر التي يسيطر عليها إدمان المخدرات والتي يمكن أن تنهار فيها العلاقات الأسرية والاستقرار الاقتصادي والتقاليد الاجتماعية بسهولة.

وقالت شایستا حکیم، وهي طبيبة متخصصة في إعادة تأهيل مدمنات المخدرات تعمل في المركز الوطني لعلاج الإدمان للمرأة والأطفال في كابول، الذي تم افتتاحه مؤخراً "إنه تسونامي صامت، وإذا لم يتم السيطرة عليه في غضون سنوات قليلة، سيتحول إلى كارثة".

وأضافت "خلال حقبة طالبان عندما كانت المخدرات محظورة نادراً ما كانت النساء تتعاطى الحشيش أو الأفيون ولكن في السنوات الخمس الماضية تضاعف عدد المدمنات ثلاث مرات وتعاني كل امرأة هنا من مشاكل مثل الجبال تتراكم طبقة فوق الأخرى وإدمانهن يشمل الأسرة بأكملها لذلك علينا أن نعالج الأسرة بأكملها".

ووفقاً للخبراء فإن معظم المدمنات الأفغانيات يتعرفن على المخدرات عن طريق أزواجهن أو أقاربهن الذكور وسرعان ما ينهار الروتين اليومي والأعراف المسلمة التقليدية بما في ذلك الأدوار المتوقعة من المرأة كزوجات وأمهات، فتصبح بعض النساء من البغايا أو اللصوص ويتم إعطاء الأطفال الأفيون ليبقوا هادئين كما يتم استخدامهم في التسول أو تسليمهم إلى دور الأيتام أو بيعهم من خلال الزواج المبكر للحصول على ثمن المخدرات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com