وثيقة أمريكية تحدد أسس بدء المسيرة الإقليمية لإنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي
وثيقة أمريكية تحدد أسس بدء المسيرة الإقليمية لإنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيليوثيقة أمريكية تحدد أسس بدء المسيرة الإقليمية لإنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي

وثيقة أمريكية تحدد أسس بدء المسيرة الإقليمية لإنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي

نشرت وسائل إعلام إسرائيلية ما قالت إنها وثيقة تحمل شروطًا حددها البيت الأبيض لبدء مسيرة سلام إقليمية، وهو المصطلح الذي تحدث عنه مرارًا وتكرارًا العديد من المسؤولين الإسرائيليين.

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان مؤخرًا، على ضرورة "بدء مسيرة تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعرب قبل البدء بحل ملف الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي".

وتفيد مصادر إسرائيلية، أن تلك الوثيقة أُرسلت بالفعل إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتحمل بعض النقاط الأساسية، من بينها ضرورة كبح جماح البناء في المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإرساء ترتيبات أمنية جديدة برعاية المملكة الأردنية الهاشمية ودول الخليج العربي، وبدء إجراءات التطبيع بين الدولة العبرية والعالم العربي بالتزامن مع بدء المفاوضات مع الفلسطينيين.

ولفت موقع قناة 20 الإسرائيلية مساء الثلاثاء إلى تلك الوثيقة، وقال إن مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط جايسون غرينبلات، عرض على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني الأسس الأمريكية التي ستعد نواة المفاوضات بين الجانبين.

وكشفت القناة تفاصيل الوثيقة، وتحدثت عن كونها تشمل كبح جماح البناء بالمستوطنات فضلاً عن الترتيبات الأمنية التي ينبغي أن تتم برعاية أردنية خليجية، فضلاً عن مسألة خطوات التطبيع مع العالم العربي، لكنها لم تتحدث عن كون التطبيع سيسبق المفاوضات مع الفلسطينيين، وتحدثت عن كون التطبيع والمفاوضات سيبدآن بالتوازي.

وتابع موقع القناة، أن المفاوضات السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين ستبدأ في أيلول/ سبتمبر المقبل، بعد لقاء قمة ثلاثي ستستضيفه الولايات المتحدة الأمريكية بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "أبو مازن"، وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، برعاية الرئيس ترامب.

ويعد العنوان الرئيس للوثيقة هو "امتلاك جميع الأطراف نوايا جادة وسعيًا حقيقيًا لوضع حد للصراع"، وذلك بحسب ما أورده الموقع الإسرائيلي.

ونوه الموقع، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ستساعد في بلورة الترتيبات الأمنية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، كما ستلعب دورًا فيما تصفه الوثيقة "محاربة الإرهاب"، فيما تشمل الوثيقة بندًا ينص على لعب المملكة الأردنية ودول الخليج العربي، دورًا بارزًا في مجال الحرب على الإرهاب والإسلام الراديكالي.

ويتعهد جميع الأطراف، بحسب الوثيقة، بتحديد مستقبل وطبيعة الحياة المشتركة والتعايش في مرحلة ما بعد إرساء السلام، كما تتعهد الحكومة الإسرائيلية بكبح جماح البناء في المستوطنات في الاراضي المحتلة خلال عملية المفاوضات، في المقابل تعمل الدول العربية على تطبيع العلاقات مع إسرائيل خلال مسيرة المفاوضات، وليس قبلها أو بعدها، وتلك هي النقطة الوحيدة التي يمكنها أن تكون مختلفة مقارنة بما طرح من قبل على لسان المسؤولين الإسرائيليين.

ويعتقد مراقبون تحدثوا للقناة الإسرائيلية أن فكرة التطبيع في حد ذاتها ستوفر زخمًا اقتصاديًا هائلاً بالنسبة للدولة العبرية، وستمنح الحكومة الإسرائيلية الفرصة لاتخاذ هذه النقطة منطلقًا لإقناع الشارع الإسرائيلي بأهمية المسيرة والتوصل إلى اتفاق، حتى لو تضمّنت تنازلات إقليمية وإخلاء مستوطنات بالضفة الغربية، بحسب ما أشار إليه المراقبون.

وبينوا أن الرئيس ترامب يحرص شخصيًا على تجنب القضايا الخلافية، مثل مستقبل مدينة القدس وأزمة اللاجئين الفلسطينيين، ويريد تأجيل مناقشة هذين الملفين إلى المرحلة الثانية من المفاوضات، ما يعني تلميحًا بأن التطبيع هنا قد يسبق فتح الملفين، أو على الأقل يسيرا بنسبة وتناسب.

ويريد ترامب -بحسب ما يراه المراقبون- أن يعيد المفاوضات إلى مسارها الطبيعي، فيما تطالب إسرائيل الجانب الأمريكي بإضافة شرطين أمام الفلسطينيين، أولهما وقف ما تسميه التحريض على العنف برعاية السلطة الفلسطينية، طبقًا للمزاعم التي لا تتوقف، والثاني وقف تمويل من تصفهم بـ"المخربين" وأبناء عائلاتهم.

وفيما يتعلق بالشرط الثاني، ترددت أنباء في الأيام الأخيرة بأن السلطة الفلسطينية قررت التعاطي بشكل إيجابي مع الطلب الإسرائيلي، وقررت وقف دفع رواتب لعائلات أسرى أمنيين فلسطينيين كانوا ضمن صفقة الجندي جلعاد شاليط العام 2011، ما يفتح المجال أمام تعاطيها بالطريقة ذاتها مع الشرط الأول، والذي ربما يتعلق بمناهج التعليم والخطب بالمساجد وغير ذلك.

واختتم موقع القناة حديثه بالقول، إن مبعوث ترامب لملف الشرق الأوسط يعكف في هذه المرحلة على دراسة الإشكاليات العميقة التي تقوّض حل الصراع، ويحاول خلق انطباع ايجابي بين طاقم المفاوضات الفلسطيني، لا سيما أن الأخير  ينظر إليه من منطلق كونه يهودي الديانة وأكثر قربًا للجانب الإسرائيلي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com