حملات تجنيد وهجمات مسلحة.. هل بدأ نشاط داعش يتزايد في إيران؟
حملات تجنيد وهجمات مسلحة.. هل بدأ نشاط داعش يتزايد في إيران؟حملات تجنيد وهجمات مسلحة.. هل بدأ نشاط داعش يتزايد في إيران؟

حملات تجنيد وهجمات مسلحة.. هل بدأ نشاط داعش يتزايد في إيران؟

قالت الباحثة والخبيرة في الشؤون الإيرانية غولناز إسفندياري: إن الهجمات التي شنها تنظيم "داعش" في طهران واستهدفت مقر البرلمان وضريح مؤسس النظام روح الله الخميني، مؤشر على وجود نشاط متزايد للتنظيم في البلاد.

وأوضحت إسفندياري في مقابلة مع إذاعة "راديو الغد" التابع للمعارضة الإيرانية، يوم الأربعاء، أن "الجماعة الإسلامية" المتطرفة سعت مؤخرًا عبر حملاتها تجنيد الإيرانيين ونشر رسالتها إلى الشعب الإيراني عبر متحدثين باللغة الفارسية، مضيفة: "هناك مؤشرات على وجود منشورات لتنظيم داعش توزع في مناطق مختلفة في إيران".

دعوات داعش

وفي أوآخر مارس/ آذار الماضي، نشر تنظيم "داعش" شريط فيديو نادرًا باللغة الفارسية دعا فيه الأقلية السنية في إيران إلى الثورة ضد النظام الذي يسيطر عليه الشيعة، لكن هيئة الإذاعة الإيرانية رفضت هذا الفيديو، واعتبرته "هراء" ومحاولة من قبل التنظيم لتغطية الخسائر المتصاعدة في العراق.

أما في 30  مايو الماضي، أصدر مركز "الحياة" للإعلام التابع للتنظيم مجلة باللغة الفارسية تحت عنوان "رومية"، حملت العديد من العناوين والمواضيع المتعلقة  بالجوانب السياسية وتحليل الأوضاع الدولية برؤية التنظيم.

ومجلة "رومية"، التي يعني عنوانها "روما" باللغة العربية في إشارة إلى النبوءات التي سيحكم بها المسلمون على الغرب، تنشر بالفعل بعدة لغات، منها الإنجليزية والروسية والفرنسية والإندونيسية.

ونشرت إيران مستشارين عسكريين كبارًا ومتطوعين خلال السنوات الست الماضية لمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد في حشد التمرد المسلح الذي يشمل تنظيم "داعش" وغيره من الجماعات الإسلامية المسلحة، وكذلك المجموعات التي تدعمها تركيا والولايات المتحدة، كما نشطت إيران في مكافحة "داعش" في العراق، حيث أفادت التقارير أن قوات "الحرس الثوري" تقدم الدعم للقوات العراقية وتساعد على تعبئة الميليشيات الشيعية ضد "داعش".

إجراءات حاسمة

وقال مسؤولون إيرانيون، بمن فيهم المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، في تصريحات سابقة، إن جهودهم ستمنع تنظيم "داعش" من التقدم إلى الأراضي الإيرانية، وحذر المسؤولون من أنهم سيتخذون "إجراءات حاسمة" إذا كان مسلحو التنظيم على بعد 40 كيلومترًا من حدودها مع العراق.

وكانت الدعاية الإلكترونية على الإنترنت من جانب "داعش" جانبًا أساسيًا في استراتيجيتها لجذب أعضاء جدد أو متعاطفين ونشر رسالة "الإرهاب" في جميع أنحاء العالم.

وأشار المحللون إلى أن أيديولوجية "داعش" لا تحظى باهتمام يذكر بالنسبة إلى الإيرانيين السنة الذين يقدر أنهم يشكلون ما بين 5 و 10 % من مجموع السكان البالغ عددهم 81 مليون نسمة، ويتم التمييز بينهم بشكل روتيني أو مضايقتهم من قبل السلطات.

ويقول علي فايز، المحلل الإيراني البارز لدى "مجموعة الأزمات الدولية": "إن السلفية والثقافة الفارسية يشبهان النفط والماء، وهما لا يخلطان"، مضيفًا: "التطرف العنيف هو نتاج لعدم الاستقرار أكثر من محركه الأساسي، ويرجع التطرف خلال الأزمات أكثر من ذي قبل، ولا ينطبق أي من هذه الشروط على إيران التي تتمتع بالاستقرار ولديها مؤسسات قوية للدولة".

وقال فايز: إن جماعات مثل "داعش" تستغل الفوضى، وقد يكون هناك سخط داخل المجتمع السني في إيران، ولكن هذا ليس نفس الفوضى تمامًا".

ويشير الإقبال النسبي بين المناطق التي يسكنها السنة في الانتخابات الرئاسية والمحلية التي جرت في 19 مايو الماضي، من 60 إلى 90 % حسب الأرقام الرسمية، إلى أن الدعاية المتطرفة تقع بشكل كبير على آذان صماء، غير أن بعض التقارير والتحذيرات المتزايدة من قبل المسؤولين الإيرانيين تشير إلى أن الجماعة المتطرفة تمكنت من تجنيد بعض الإيرانيين.

وفي يونيو / حزيران 2016، نقلت مواقع إخبارية إيرانية عن مصدر مطلع قوله إن السلطات ألقت القبض على 18 شخصًا كانوا يستخدمون تطبيق "تيليغرام" بشعبية كبيرة لتجنيد أعضاء جدد.

ونقلت المواقع عن المصدر : "تم التعرف على 18 مديرًا من داعش داخل البلاد واعتقالهم، وأن بعض هؤلاء تمكنوا من إنشاء قنوات إعلامية تضم مجموعات بمئات الأعضاء".

وفي أغسطس / آب 2016، قال قائد القوات البرية الإيرانية العميد أحمد رضا بورداستان: إن تنظيم داعش جند أعضاء من مقاطعة كرمانشاه الغربية.

وأضاف بورداستان : "لقد جندوا بعضهم في (نفط شهر) و(قصر شيرين) والمناطق الغربية في (كرمنشاه) ذات الغالبية الكردية"، مضيفًا أن اثنين من أعضاء التنظيم قُتلا في اشتباكات مع قوات الأمن، وقد تم تدريبهما وكانا يحملان سترات انتحارية.

وفي الشهر نفسه، قال وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي إن السلطات منعت 1500 شاب إيراني من الانضمام إلى "داعش".

وادعت السلطات الإيرانية أيضًا أنها أحبطت عدة عمليات "إرهابية" مخطط لها في الأماكن العامة في طهران وغيرها من المدن.

وفي الأسبوع الماضي، بثت السلطات في مقاطعة "نانغارهار" شرق أفغانستان، حيث تفيد التقارير بأن تنظيم "داعش" ينشط هناك، شريط فيديو ادعى فيه رجل أنه من مقاطعة "أذربيجان" الغربية الإيرانية وانضم إلى تنظيم "داعش" عن طريق تطبيق "تيليغرام"، الذي يستخدمه الملايين في إيران.

وادعى الشاب أن عددًا غير محدد من الإيرانيين انضموا إلى المجموعة في "نانجارهار"، وبعد فترة وجيزة، قال المشرع الأفغاني حضرت علي إن حوالي 12 مقاتلًا من تنظيم "داعش" ينشطون في تلك المنطقة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com