منعًا لارتماء تركيا في أحضان روسيا.. برلين تميل لخيار التهدئة
منعًا لارتماء تركيا في أحضان روسيا.. برلين تميل لخيار التهدئةمنعًا لارتماء تركيا في أحضان روسيا.. برلين تميل لخيار التهدئة

منعًا لارتماء تركيا في أحضان روسيا.. برلين تميل لخيار التهدئة

رغم إصرار برلين على سحب قواتها العسكرية من قاعدة إنجرليك الحساسة جنوب تركيا، يجتمع مجلس الوزراء الألماني، اليوم الأربعاء، لمناقشة السبيل الأمثل لسحب القوات دون الوصول بالعلاقات مع تركيا إلى مرحلة القطيعة التامة، للحيلولة دون دفع أنقرة لتوثيق علاقاتها مع موسكو.

وأكد وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، على أن اجتماع مجلس الوزراء سيحدد طريقة التعامل مع القضية، ووضع خطة انسحاب تحول دون إلحاق ضرر بالعلاقات المتوترة أصلًا.

ويجمع كلًا من تركيا وألمانيا حلف إستراتيجي، يستند إلى انضواء الجانبين تحت حلف شمال الأطلسي "الناتو" إلا أن العلاقات شابها خلال الشهور الأخيرة الكثير من التوتر والخلاف حول قضايا عدة.

وسبق أن أكدت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، منتصف نيسان/أبريل الماضي، على أن حكومتها ستعمد إلى نقل جنودها إلى دولة أخرى، في حال استمرار الرفض التركي لاستقبال وفد برلماني ألماني إلى إنجرليك للاطلاع على أوضاع الجنود الألمان.

وكان نواب من لجنة الدفاع البرلمانية الألمانية، يعتزمون إجراء زيارة إلى إنجرليك التي تستخدم في عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي وعقب رفض أنقرة استقبال الوفد البرلماني الألماني، أكد المتحدث باسم المستشارية الألمانية، ستيفن سايبرت، على أن حكومة بلاده "ستدرس مواقع بديلةً" للجنود الألمان، البالغ عددهم 270 جنديًا.

وفي حين يشدد أعضاء في حلف شمال الأطلسي على حرية الدخول إلى القاعدة الجوية، تستمر أنقرة في رفضها لزيارة الوفد الألماني، عقب اعتراف البرلمان الألماني رسميًا، العام الماضي، بـ"الإبادة الجماعية" بحق الأرمن على يد العثمانيين الأتراك إبان الحرب العالمية الأولى، الأمر الذي تنكره تركيا بشدة.

وأقدمت أنقرة على تأجيل السماح للوفد البرلماني بزيارة إنجرليك، أكثر من مرة، في خطوة وصفها ساسة ألمان بأنها تحمل مؤشرًا على إجراءات عقابية.

وتفاقمت الأزمة الدبلوماسية بين أنقرة وبرلين، على وقع سلسلة خلافات كان آخرها منح عدد من العسكريين الأتراك الحاملين لجوازات سفر دبلوماسية، مع عائلاتهم حق اللجوء إلى ألمانيا، أواخر نيسان/ أبريل الماضي، رغم اعتراضات أنقرة، والمطالبات الحثيثة بتسليمهم، بتهمة مشاركتهم في انقلاب فاشل كاد يطيح بالحكومة وبالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان شخصيًا، منتصف تموز/ يوليو 2016.

ومن المرجح أن يكون الأردن بلدًا بديلًا عن تركيا، لاستقبال القوات الألمانية وطائراتها الاستطلاعية "التورنيدو".

وسبق أن أشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية، ينس فلوسدورف، إلى أن الأردن تتوافر فيه "أفضل الشروط حتى لو أنه لا يقارن بإنجرليك على صعيد الظروف الأمنية والتنسيق مع الحلفاء".

وتستخدم قاعدة إنجرليك بشكل رئيس القوتان الجويتان التركية والأمريكية، ولكنها تستخدم أيضًا من قبل القوة الجوية الملكية البريطانية وقوات جوية ألمانية، ودول أخرى منها المملكة العربية السعودية.

وتعد القاعدة مقر السرب العاشر التابع لقيادة القوة الجوية التركية الثانية، كما هي مقر للسرب الـ 39 للقوة الجوية الأمريكية وتقع قرب قرية تركية تحمل ذات الاسم، قرب مدينة أضنة، وتبلغ مساحتها نحو 1335 هكتارًا وهي قاعدة تابعة للناتو إلى جانب قاعدة إزمير الجوية.

وكانت الولايات المتحدة بدأت بناء قاعدة إنجرليك خلال حقبة الحرب الباردة عام 1951، عبر إنشاء مدرج واحد، و57 حظيرة طائرات لتلعب دورًا محوريًا إذ كانت مركزًا لانطلاق طائرات التجسس الأمريكية على الاتحاد السوفييتي.

يذكر أن التقارب الأخير بين تركيا وروسيا بعد شهور من التصعيد والقطيعة، يثير مخاوف حلفاء تركيا الغربيين من اتجاه البوصلة التركية شرقًا لتعزيز علاقاتها مع القوى الصاعدة كروسيا والصين وبعض الدول الآسيوية.

ولم يخف بعض المسؤولين الغربيين مخاوفهم، بل صرح بعضهم بضرورة إبعاد تركيا عن روسيا والصين وقال رودريك كيسويتر، عضو حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الألماني الذي تترأسه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أواخر العام الماضي: إن "الهدف الحقيقي من استمرار المحادثات مع تركيا، ليس ضمها إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، إنما إبعادها عن روسيا والصين وعدد من الدول الآسيوية".

ودعا كيسويتر جميع الدول الأوروبية للعمل من أجل منع ابتعاد تركيا عن الاتحاد الأوروبي والسعي للحيلولة دون تقاربها من روسيا والصين ودول آسيوية أخرى.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com