قرار ترامب بتأجيل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يثير جدلًا واسعًا في إسرائيل
قرار ترامب بتأجيل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يثير جدلًا واسعًا في إسرائيلقرار ترامب بتأجيل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يثير جدلًا واسعًا في إسرائيل

قرار ترامب بتأجيل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يثير جدلًا واسعًا في إسرائيل

اعتبرت أوساط سياسية إسرائيلية، القرار الذي وقَّعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن تأجيل نقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى القدس المحتلة، دليلًا واضحًا على أن الرئيس الجمهوري ليس مستعدًا لتقديم هدايا مجانية.

ورأى محللون سياسيون أن ترامب قادر على تقديم وعود لا تقبل الشك، قبل أن يؤجلها أو يتراجع عنها بسهولة، وهو الأمر الذي فتح الباب أمام الإسرائيليين للبحث عن سبب يمكن تعليق القرار الأمريكي بناء عليه، ليتضح أن هذا السبب قد يكون اليمين الإسرائيلي نفسه، بحسب المحللين.

ورحبت السلطة الفلسطينية بشدة بالقرار الذي ينص على تأجيل نقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى القدس لمدة 6 أشهر إضافية، ويجري الحديث عن القرار رقم 44 الذي يوقعه رئيس أمريكي، في هذا الصدد، منذ صدور قانون العام 1995 يعتبر القدس

عاصمة أبدية لدولة الاحتلال، ما يحتم نقل مقر السفارة الأمريكية إليها.

ورحبت الأمم المتحدة بالقرار الذي وقعه ترامب، على الرغم من أن مصادر في واشنطن زعمت أن ترامب ملتزم بوعده بشأن نقل السفارة، وأنه فقط أرجأ الخطوة 6 أشهر إضافية.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، إن الحديث يجري عن "قرار حكيم"، مشيرًا إلى أن قضية القدس من القضايا الشائكة التي ينبغي أن تحل في إطار تسوية سياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأشار الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريس، إلى أن القرار يفسَّر على أنه "بداية جديدة لمسيرة سلام حقيقية".

السلطة ترحب

واعتبر مراقبون أن القرار الأمريكي من وجهة نظر الفلسطينيين، يعد تتويجًا للجهود التي قاموا بها خلال الشهور الأخيرة إلى جوار عدد من الدول العربية، لحث الرئيس الأمريكي على الامتناع عن القيام بهذه الخطوة، مستشهدين على ذلك ببيان مكتب رئيس السلطة محمود عباس "أبومازن" الصادر الخميس، والذي اعتبر القرار "إيجابيًا ومهمًا ويسهم بتعزيز فرص إرساء السلام".

وجاء في بيان مكتب عباس أن تأجيل نقل السفارة الأمريكية "يدل على استعداد الرئيس ترامب لتحقيق السلام وخلق الثقة، لا سيما بعد القمة الناجحة التي عقدت في الرياض، والاجتماع بين رئيس السلطة والرئيس الأمريكي في بيت لحم.. وأننا على استعداد لمواصلة العمل مع الإدارة الأمريكية إلى أن يتم تحقيق السلام العادل".

إحباط إسرائيلي

وأصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانًا، جاء فيه أن "الموقف الإسرائيلي الراسخ ينص على أن السفارة الأمريكية مثل كل سفارة أخرى مكانها القدس، عاصمة إسرائيل الأبدية"، وجاء أيضًا فيه أن وجود السفارات خارج العاصمة "يبعد السلام لأنه يسهم في إحياء الوهم الفلسطيني، بأنه لا يوجد للشعب اليهودي أو للدولة اليهودية علاقة بالقدس"، طبقًا لنص البيان.

وجاء أيضًا في بيان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الخميس، أنه "على الرغم من حالة الإحباط في إسرائيل بشأن عدم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في هذا التوقيت، إلا أن إسرائيل تثمن التصريحات التي تتسم بالصداقة والتي بدرت من الرئيس ترامب والتزامه بنقل السفارة فيما بعد".

وشنَّ وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت، رئيس حزب "البيت اليهودي" الصهيوني الديني، والذي يأخذ على عاتقه مسألة نقل السفارة وترسيخ الاحتلال الإسرائيلي بشتى صوره، هجومًا ضد قرار الإرجاء، ونقلت عنه وسائل إعلام أنه "لا يوجد سلام يقوم على تقسيم القدس".

وأضاف الوزير المتشدد أن إرجاء نقل السفارة "يضع عراقيل أمام فرص السلام الحقيقية، لأنه يعزز من آمال الفلسطينيين الواهية بشأن تقسيم القدس، وهو أمر لن يحدث"، مضيفًا: "الاعتراف الكامل بالقدس الموحدة كعاصمة لإسرائيل هو وحدة ما سيضع حدًّا للوهم ويمهد الأرض أمام فرص السلام الحقيقي مع جيراننا".

اليمين يتحمل المسؤولية

وحمّل محللون إسرائيليون، بحسب موقع "واللا" العبري اليمين المسؤولية عن القرار الأمريكي، معتبرين أن الاحتفالات التي طغت على المشهد خلال الشهور الأخيرة، ومنذ أن تولى ترامب مهام منصبه رسميًا في 20 كانون الثاني/ يناير الماضي هي التي تسببت في الضغوط التي مارسها العالم العربي على الرئيس الأمريكي.

ونقل الموقع عن محللين أن الابتهاج والاحتفالات الصاخبة التي شهدتها إسرائيل إبان صعود ترامب إلى حكم، جلبت معها ردود فعل عربية ضخمة بشأن نقل السفارة، ومنعت الرئيس من تنفيذ وعوده الانتخابية، لافتين إلى أن الرسالة التي وردت من البيت الأبيض "تحمل قدرًا من المحاولات لتخفيف وتسكين الإحباط الإسرائيلي، لكن حتى لو قررت واشنطن نقل السفارة بعد ذلك، فإن إسرائيل يجب أن تعي أن عليها دفع ثمن مناسب".

وامتنع رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية السابقين عن المصادقة على قانون صادر العام 1995 ينص على أن القدس هي عاصمة إسرائيل، لذا ينبغي نقل السفارة الأمريكية إليها بشكل تلقائي.

وبدلاً من ذلك كانوا يوقّعون على قرار مرة كل ستة أشهر بشأن تأجيل الخطوة لمدة إضافية، ما يعني أنهم وقعوا على 43 قرارًا بتأجيل خطوة نقل السفارة، منذ صدور القانون قبل 22 عامًا، ويأتي توقيع ترامب لتكون تلك هي المرة الـ 44 التي يتم فيها تأجيل نقل السفارة ستة أشهر إضافية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com