تجدد الغارات الإسرائيلية على بلدة بوداي في بعلبك بالبقاع اللبناني
أصبح خافيير ميلي رئيسًا للأرجنتين بما يزيد على 55٪ من الأصوات، بعد فرز 99٪ منها في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية الأرجنتينية على حساب منافسه وزير الاقتصاد سيرخيو ماسا.
وبحسب مراقبين جاء فوز ميلي الرأسمالي الفوضوي المناهض للطبقة السياسية، والذي يتخذ من دونالد ترامب الرئيس الأمريكي السابق قدوة له صديق البيتكوين، مفاجأة كبيرة لم يتوقعها أحد.
ويرسم فوز هذا الرجل ملامح جديدة للأرجنتين خاصة في قطاعها الاقتصادي الذي وصلت نسبة التضخم فيه 150%، فيما انخفضت معدلات الأجور إلى دون الـ "400" دولار ودخلت البلاد في حالة اقتصادية خطيرة دفعت العديد من الشباب الأرجنتيني إلى الهجرة للبحث عن مستقبل أفضل.
ورأى المراقبون أن فوز ميلي يعني أن الشعب بات يرفض الطبقة الحاكمة بشكل مطلق، والمنشار الذي حمله ميلي ذات مرة، والذي أثار الكثير من الجدل يعني في مضمونه أن جذور الطبقة السياسية باتت تواجه خطر الإزالة، فميلي لا يريد مواجهة الأزمات فقط بل تغيير وجه البلاد تمامًا اقتصاديًّا وسياسيًّا، "وفق قاعدة الصدمة" التي قال إنه سيطبقها في بلاده التي تعاني أزمات مالية خانقة.
ويرى الرئيس المنتخب "52 عامًا"، أن أسس التحالف التي بنتها بلاده على مدار العقود الأخيرة لا بد لها أن تتغير، فالتوجه فقط نحو البرازيل والصين وروسيا لا داعي له في عقيدة خافيير، أما الوجهة الأنجع من وجهة نظره فهي الولايات المتحدة، خاصة أنه من أنصار دولرة الاقتصاد الأرجنتيني، والتحالف مع واشنطن والاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى إسرائيل.
وقد يبدو أن أولى الخطوات التي ستتخذها الأرجنتين في الحكم الجديد، هي رفض الدعوة للانضمام إلى مجموعة"بريكس" التي تضم روسيا والبرازيل والصين، حلفاء الأرجنتين التقليديين، إذ أعلنت ديانا موندينو، المرشحة لمنصب وزير الخارجية في الأرجنتين في إدارة الرئيس المنتخب خافيير ميلي، أن بلادها لن تنضم إلى مجموعة "بريكس"، التي دعت الأرجنتين للانضمام إليها خلال قمتها في أغسطس/ آب الماضي.
وقالت في تصريحات لها "لا أعرف سر هذا الاهتمام كله بمجموعة بريكس"، في إشارة إلى أن البلاد ستبدأ بشكل عملي قطع خطوط الارتباط مع العهد السابق، ونسج خيوط جديدة قد لا تروق للحلف المنافس حاليًّا للغرب، بكين موسكو.
منذ عامين تقريبًا بدأ يلمع نجم خافيير ميلي، كمفكر اقتصادي، والذي استضافه أكثر من مرة الإعلام المحلي كخبير في الشؤون الاقتصادية، ونشط ميلي على وسائل التواصل الاجتماعي، وبدأ بطرح أفكار عديدة غير تقليدية لمرشح رئاسي يرغب بحشد التأييد له، وانضم إلى الحزب الليبرالي في عام 2019، فيما أصبح عضوًا في البرلمان عام 2021.
ومن أغرب الأطروحات التي تبناها الرئيس القادم، الإفصاح علانية ذات مرة عن تأييده للمتاجرة بالأعضاء البشرية، ونقلت وسائل إعلام أرجنتينية عن ميلي قوله: "جسدي ملكي، لماذا لا أستطيع التحكم في جسدي؟. هناك الكثير من الأشخاص في الأرجنتين ينتظرون أعضاء المتبرعين، لذلك يجب البحث عن آليات السوق لحل هذه المشكلة".
بالإضافة إلى ذلك، يؤيد ميلي حمل السلاح بحرية في الأرجنتين رغم ارتفاع نسبة الجريمة في بلاده بالآونة الأخيرة.
ويرتبط ميلي بعلاقة طيبة مع شقيقته كارينا، على عكس علاقته بوالديه اللذين لا يتواصل معهما، بحسب ميلي بسبب معاملته بقسوة في مرحلة طفولته.