"مكافحة الإرهاب" تدفع تركيا إلى تحالفات جديدة بعيدًا عن حلفائها الغربيين
"مكافحة الإرهاب" تدفع تركيا إلى تحالفات جديدة بعيدًا عن حلفائها الغربيين"مكافحة الإرهاب" تدفع تركيا إلى تحالفات جديدة بعيدًا عن حلفائها الغربيين

"مكافحة الإرهاب" تدفع تركيا إلى تحالفات جديدة بعيدًا عن حلفائها الغربيين

بعد ارتفاع حدة الهجمات التي ضربت كبرى المدن التركية خلال العامَين الأخيرَين، يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى عقد تحالفات جديدة، بالاتجاه شرقًا بعيدًا عن أوروبا والولايات المتحدة، الحلفاء التقليديين لتركيا.

وبرزت التحالفات الجديدة على شكل اتفاقيات أمنية غير مسبوقة مع دول ليست على وفاق مع الغرب؛ كروسيا والصين، ودول أخرى تطلق على نفسها اسم "القوى الصاعدة".

وجاء أحدث التوجهات الجديدة لتركيا، بالتقارب اللافت مع الصين الشعبية، التي يزورها أردوغان حاليًا، ليوجه الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في وقت متأخر من مساء أمس السبت، دعوة لأردوغان، بضرورة تعزيز التعاون الأمني، وتفعيل مكافحة الإرهاب.

وقال الرئيس الصيني، إن "من الواجب على كل من الصين وتركيا، احترام المصالح الأساسية للطرف الآخر، والاهتمام بها، وتعميق التعاون في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، من أجل تشجيع زيادة تطوير العلاقات الثنائية".

ويأتي التقارب الأمني بين بكين وأنقرة، من تصديهما لقضية مشتركة، وهي القلق إزاء متشددين من أقلية الإيغور المسلمة المستقرة غرب الصين، والتي تطوع الكثير من أبنائها للقتال في مناطق النزاع في الشرق الأوسط.

ويعود الإيغور إلى أصول تركمانية، ويتكلمون اللغة التركية، وتحت ضغوطات عرقية واضطرابات أمنية، هاجر الآلاف منهم إلى تركيا.

وكغيرهم من سكان أقاليم متعددة شرق آسيا، استقبلت تركيا خلال الأعوام الأخيرة الكثير منهم، كما عمدت إلى تجنيس الآلاف منهم، استنادًا إلى "الإرث القومي" الذي يروج له أردوغان، عبر استحضار الماضي العثماني، في الكثير من المناسبات.

إلا أن احتضان تركيا لأبناء القومية الطورانية، من مناطق شرق آسيا، كان له ضريبته بالنسبة لتركيا، بعد انخراط عدد منهم في تنظيمات متشددة؛ كتنظيم "داعش"، و"القاعدة"، وتنفيذ بعضهم بالفعل عمليات في الداخل التركي، كان أبرزها هجوم ملهى "رينا" الليلي، عشية رأس السنة الميلادية الأخيرة.

وعقب توتر العلاقات بين أنقرة وعواصم غربية، لم تخفِ بكين ترحيبها بالتوجه التركي الأخير شرقًا، وسبق أن أكدت وزارة الخارجية الصينية، أواخر العام الماضي، على استعدادها للنظر في أي طلب تتقدم به أنقرة للانضمام إلى منظمة أمنية تقودها بكين وموسكو بعد أن عبر أردوغان عن رغبته في الانضمام إلى منظمة "شنغهاي".

وسبق أن أشار أردوغان إلى أن بلاده "لا تحتاج للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بأي ثمن، ويمكنها بدلًا من ذلك أن تصبح عضوًا في منظمة شنغهاي للتعاون"، الأمر الذي أثار حفيظة وقلق عواصم غربية.

وأسست الصين وروسيا وأربع دول في آسيا الوسطى؛ هي كازاخستان، وقرغيزستان، وطاجكستان وأوزبكستان، منظمة شنغهاي للتعاون عام 2001، كتكتل إقليمي أمني لمواجهة التهديدات الإرهابية، وتهريب المخدرات من أفغانستان المجاورة.

وتشارك منغوليا، والهند، وإيران، وباكستان، وأفغانستان، في اجتماعات المنظمة كمراقبين؛ في حين أن روسيا البيضاء، وتركيا هما عضوان محاوران.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com