اتفاق المصالحة بين تركيا وإسرائيل أمام تحديات قد تجعله في مهب الريح
اتفاق المصالحة بين تركيا وإسرائيل أمام تحديات قد تجعله في مهب الريحاتفاق المصالحة بين تركيا وإسرائيل أمام تحديات قد تجعله في مهب الريح

اتفاق المصالحة بين تركيا وإسرائيل أمام تحديات قد تجعله في مهب الريح

تشهد العلاقات الإسرائيلية – التركية أزمة جديدة، يبدو أنها في طريقها لنسف اتفاق المصالحة الموقع في حزيران/ يونيو 2016، وافراغه من مضمونه، وذلك على خلفية تصريحات أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اتهم خلالها دولة الاحتلال بقتل الأطفال الفلسطينيين.

 ودعا الرئيس التركي إلى الدفاع عن مدينة القدس أمام موجات التهويد، فيما ردت الخارجية الإسرائيلية باستدعاء السفير التركي كمال أوكيم الذي تولى منصبه في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وأعلنت الخارجية الإسرائيلية صباح اليوم الثلاثاء استدعاء السفير التركي لدى تل أبيب، لإبلاغه بتحفظ الحكومة الإسرائيلية على "خطاب القدس" الذي ألقاه أردوغان بالأمس، فيما هاجم الإعلام العبري النظام التركي، ولم يتورع خبراء ومحللون بدولة الاحتلال عن اتهام أنقرة باستغلال تل أبيب كأداة ليس أكثر.

توبيخ السفير

وبحسب القناة الإسرائيلية العاشرة، فقد وجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بوصفه وزيرا للخارجية باستدعاء السفير التركي، وقام يوفال رويتم مدير عام الوزارة الكائنة بالقدس المحتلة، بالحديث معه هاتفيًا بشأن ماورد في خطاب الرئيس التركي، وأبلغه أن الحكومة الإسرائيلية ترفض ما جاء في الخطاب وحديث أردوغان عن السياسات الإسرائيلية إزاء القدس و"جبل الهيكل" وهو المسمى العبري للحرم القدسي الشريف.

وأشارت مصادر تحدثت مع موقع "إن. آر. جي" العبري إلى أن الحوار الذي دار بين مدير عام وزارة الخارجية وبين السفير التركي، شمل توبيخًا إسرائيليًا، وجاء فيه: "من ينتهك حقوق الإنسان بشكل ممنهج في بلاده عليه أن لا يقدم دروسا في الديمقراطية للبلد الديمقراطي الوحيد في المنطقة، إسرائيل تحافظ على حرية العبادة بالكامل، لليهود والمسلمين والمسيحيين، وسوف تواصل القيام بذلك على الرغم من الإهانات التي لا تتوقف".

تهويد القدس

وبحث أردوغان الاثنين، مع رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله في إسطنبول، سبل تعزيز وحشد الدعم لمدينة القدس.

 وقالت مصادر فلسطينية إن الأخير أطلع الرئيس التركي على آخر المستجدات السياسية والأوضاع في فلسطين، والانتهاكات الإسرائيلية، خاصة ما يتعرض له الأسرى من اعتداءات في سجون الاحتلال، وأثنى على عقد مؤتمر القدس في إسطنبول وكذلك على دعم تركيا لجهود المصالحة الداخلية.

وطبقًا لوسائل إعلام فلسطينية، فقد أكد الرئيس التركي ضرورة "توحيد الجهود لحماية مدينة القدس والوقوف في وجه محاولات تهويدها".

عداء متأصل

واعتبر مراقبون إسرائيليون أن تصريح الرئيس التركي يعبر عن عداء متأصل تجاه إسرائيل، وقالوا إنه لا يتردد في توجيه تهديدات للدولة العبرية، ولا سيما حين صرح بالأمس أيضًا بأن بلاده "لن تصمت إزاء إسكات صوت المؤذن في القدس"، وذلك في إشارة إلى "قانون المؤذن" الذي تمت المصادقة عليه بالكنيست الإسرائيلي في الفترة الأخيرة.

مصالحة خاطئة

وأجرت صحيفة "معاريف" حوارا مع المستشرق وخبير شؤون الشرق الأوسط جي بيخور، الذي شدد على أن المصالحة مع تركيا كانت زائدة عن الحاجة، قائلاً : "لم نكن في حاجة لتلك المصالحة".

وقال إن أردوغان "يستخدم إسرائيل كورقة لعب رابحة، ويعتبرها أداة لا أكثر، يبيعها ويشتريها"،  مضيفاً "كانت صفقة المصالحة مع أردوغان خاطئة".

وقال خبراء إسرائيليون في آذار/ مارس الماضي، إن إتفاق المصالحة الذي تم توقيعه بين تل أبيب وأنقرة في حزيران/ يونيو 2016 "فشل في إعادة العلاقات بين البلدين إلى ما كانت عليه قبل واقعة أسطول الحرية"، حين قتلت البحرية الإسرائيلية 10 نشطاء، كانوا على متن سفينة المساعدات "مافي مرمرة" خلال إبحارها إلى قطاع غزة عام 2010.

وعلى الرغم من خطوة تبادل السفراء بين البلدين في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، إلا أن تلك الخطوة -أيضًا- لم تسهم من وجهة نظرهم في تسريب بعض الدفء للعلاقات الباردة بين البلدين، فيما تطفو على السطح من آنٍ إلى آخر قضايا إشكالية، تؤثر على خطوات إعادة منظومة العلاقات التي كانت توصف بالإستراتيجية إلى ما قبل التوقيع على اتفاق المصالحة.

وتتمسك مصادر إسرائيلية برواية مفادها أن أنقرة لم تلتزم ببنود الاتفاق، وأنها مازالت تسمح لحركة "حماس" الفلسطينية على سبيل المثال، بممارسة أنشطة سياسية على أراضيها، وتعتبر أن تلك الأنشطة معادية لها، ولا سيما الفعاليات الأخيرة التي نظمتها الحركة تحت عنوان "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج"، الذي استضافته مدينة إسطنبول في شباط/ فبراير الماضي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com