تقرير: حلفاء إسرائيل يدعون إلى "الحذر" قبل الحرب البرية على غزة
مع التوقعات باقتراب شن الجيش الإسرائيلي هجوما بريا على غزة، يدعو الحلفاء الغربيون، بما في ذلك الولايات المتحدة والدول الأوروبية، تل أبيب إلى توخي الحذر.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، تتركز مخاوف هذه الدول على احتمال نشوب حرب مدن طويلة الأمد قد تؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.
وبالنظر إلى نوايا إسرائيل، فإن الحرب تهدف إلى استئصال مقاتلي حماس الذين يعتقد أنهم يحتجزون رهائن في شبكة معقدة من الأنفاق تحت الأرض. وبينما يدعم الحلفاء الغربيون الاستعدادات الإسرائيلية، فإن هناك قلقا متزايدا بشأن الوضع المزري في قطاع غزة المكتظ بالسكان، ما دفعهم إلى المطالبة بوضع استراتيجية مدروسة قبل شن هجوم بري، وفق التقرير.
وعلى صعيد متصل، أكدت الصحيفة شن الولايات المتحدة مؤخرًا ضربات على قواعد في شرق سوريا يُزعم أن الجماعات الإيرانية تستخدمها، في أول عملية عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط منذ بدء الصراع بين إسرائيل وحماس في السابع من هذا الشهر. كما قامت الولايات المتحدة بإعادة تمركز قواتها وسفنها الحربية وطائراتها المقاتلة في المنطقة كرادع ضد المزيد من التصعيد الذي يشمل إيران ووكلاءها في الصراع.
وفي خضم هذه التطورات، قال التقرير إن إسرائيل قامت بأكبر توغل لها في غزة منذ بدء الأزمة، حيث دخل رتل من الدبابات الإسرائيلية إلى القطاع واستهدف مقاتلي حماس والبنية التحتية العسكرية. ورغم أن العملية كانت محدودة العمق، إلا أنها اعتبرت جزءًا من الاستعداد للمراحل المستقبلية من الصراع.
وبينما تتمتع إسرائيل بدعم كبير داخليًا لشن هجوم بري واسع النطاق على غزة، قال التقرير إن صناع القرار يواجهون مجموعة معقدة من الخيارات، حيث تشكل معركة المدن في غزة، الشبيهة بالتجارب الأمريكية السابقة في العراق وأفغانستان، مصدر قلق كبير.
وبحسب الصحيفة، يحث الحلفاء الغربيون، وخاصة الولايات المتحدة، إسرائيل على إعطاء الأولوية لحماية المدنيين وإطلاق سراح الرهائن، مشيرين إلى أن التوقف المؤقت للصراع من شأنه أن يسمح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى سكان غزة الذين يواجهون نقصا حادا في الغذاء والكهرباء والإمدادات الطبية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يوفر فرصة لدول مثل قطر ومصر للعمل على تأمين إطلاق سراح الرهائن الإضافيين وتسهيل إجلاء الرعايا الأجانب ومزدوجي الجنسية في غزة.
وبينما تواجه إسرائيل ضغوطا داخلية للمضي قدما في خططها، أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن هناك أسبابا قاهرة للتأخير المحتمل في الغزو البري، لكن الصحيفة أكدت أن التأخير لفترة طويلة يهدد بإضعاف معنويات القوات الإسرائيلية المحتشدة على حدود غزة والتسبب في ضغوط اقتصادية مع تعبئة جزء كبير من القوى العاملة.
المصدر: صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية