أمريكا والأردن تبحثان علاقات الشراكة بين البلدين
أمريكا والأردن تبحثان علاقات الشراكة بين البلدينأمريكا والأردن تبحثان علاقات الشراكة بين البلدين

أمريكا والأردن تبحثان علاقات الشراكة بين البلدين

تركزت مباحثات العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الأميركي باراك اوباما، خلال القمة الثنائية التي عقداها، السبت، في كاليفورنيا على قضايا تتضمن القضية الفلسطينية، والأزمة السورية، والمساعدات الأمريكية للأردن، والإصلاحات السياسية والاقتصادية في الأردن، وهو ما يندرج تحت عنوان "علاقات الشراكة الإستراتيجية بين البلدين".

حيث أشاد الملك عبدالله الثاني بالدور الذي لعبته الولايات المتحدة في التقريب بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبقدرة الرئيس أوباما على قيادة دفة الأمور.مشيرا إلى أهمية دعم مساعي الإدارة الأميركية لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، استنادا إلى حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعلى أساس حدود العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية التي تعيش بأمن وسلام إلى جانب اسرائيل.

كما أكد اهتمام الأردن بقضايا الحل النهائي للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى مصالح الأردن في جميع نتائج مفاوضات الوضع النهائي، وقال: "لمصالحنا الوطنية في هذه القضايا أهمية قصوى".

بدوره أكد الرئيس الأمريكي أن الملك عبد الله الثاني- ووالده الملك حسين من قبله-يضطلع بدور كبير ذي مصداقية، ما جعله شريكا فاعلا في عملية السلام.

ووفقا لتقاريرأردنية، تناولت المباحثات عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث شدد الملك والرئيس على أهمية تكاتف جهود جميع الأطراف لدعم مساعي تحقيق السلام والاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط وشعوبها.

وأكد أنه عند الحديث عن قضايا الوضع النهائي في مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، فإن الأردن يضع مصالحه الوطنية العليا في مقدمة الأولويات.

فيما أعرب الرئيس الأمريكي عن إعجابه بحكمة وشجاعة الملك في التعامل مع التحديات في الشرق الأوسط، وبناء غد أفضل لشعوب المنطقة، معربا عن تقديره لدعم الملك لجهود تحقيق السلام الدائم والشامل والعادل.

وفيما يخص الأزمة السورية، استعرض الجانبان المستجدات حيث أكد الملك ضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة يضمن المحافظة على وحدة سوريا أرضا وشعبا، ويضع حدا للتطرف وإراقة الدماء هناك.

فيما أكد الرئيس أوباما أنه لا بد من عملية سياسية انتقالية في سوريا، لحل المشكلة القائمة هناك، منتقدا في الوقت نفسه عدم مراعاة النظام السوري لمصالح شعبه، مبينا أن الهدف الأساسي هو جلب الازدهار والسلام للشعب السوري، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستستمر بالعمل مع جميع الأطراف للمضي قدما نحو حل دبلوماسي.

كما بين ملك الأردن أن التحدي الأساسي الذي يواجه الجميع في المنطقة يكمن في كيفية تحقيق حل سياسي شامل للأزمة السورية، مبينا أن: "مصدر القلق الأكبر يكمن في تنامي التطرف والعنف الطائفي". محذرا من مخاطر تزايد حدة العنف داخل الأراضي السورية، لما لهذا الأمر من آثار كارثية على أمن واستقرار المنطقة ومستقبل شعوبها، فضلاً عن تدفق أعداد متزايدة من اللاجئين السوريين خارج بلدهم.

وفي قضية المساعدات الأمريكية للأردن، قال الملك عبدالله الثاني: "كانت الولايات المتحدة من أوائل الداعمين لنا، ونحن ممتنون لذلك، ونأمل أن يعزز بقية أعضاء المجتمع الدولي من مساعداتهم، للتخفيف من الضغط الذي يشكله اللاجئون السوريون على البنية التحتية في المملكة"،مشيرا إلى ضرورة وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع الشعب السوري.

كما تطرق إلى الجهود التي يبذلها الأردن الذي يستضيف العدد الأكبر من اللاجئين السوريين على مستوى المنطقة، وما يتطلبه ذلك من تقديم خدمات الإغاثة الإنسانية والأساسية لهم، ما يستدعي وقوف المجتمع الدولي ومؤسساته لمساعدة المملكة على تحمل هذه الأعباء، وتمكينها من القيام بواجبها الإنساني.

موضحا أن تدفق اللاجئين السوريين بأعداد كبيرة ولد ضغوطا كبيرة على الموارد المحدودة، وزاد الطلب على الخدمات الحكومية في مجالات الصحة والتعليم والنقل، والخدمات البلدية المقدمة للمجتمعات المحلية.

وأعرب الرئيس الأمريكي، في المقابل عن تقديره لاستقبال الأردن لمئات الآلاف من اللاجئين السوريين، ما شكل ضغطا هائلا على موارده، وقال: "من الضرورة بالنسبة لنا أن نضمن دعم الأردن في استضافة هؤلاء اللاجئين".

وأضاف: "إننا نعمل بشكل نشط على مستوى الأمم المتحدة وعلى مستوى الإقليم من أجل تأمين المساعدات الإغاثية الأساسية، والوصول إلى من يعانون بشكل كبير بسبب الحرب الدائرة في سوريا".

من جانب آخر، يستشف من التصريحات ازدياد اهتمام الإدارة الأميركية بدعم الأردن اقتصاديا وماليا، ما يعزز دوره في المسألتين الفلسطينية والسورية، بالتوافق مع السياسات الأمريكية؛خاصة وأن الأردن يشغل عضوية مجلس الأمن الدولي لمدة عامين قادمين.

حيث قال اوباما بوضوح إن حصول الأردن على مقعد في مجلس الأمن الدولي، سيسهم في تعزيز التعاون بين الأردن والولايات المتحدة في التعامل مع القضايا الدولية.

فيما أكد الملك عبدالله الثاني أن "هناك العديد من التحديات في منطقتنا، ونتطلع إلى العمل مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي للتعامل معها، لتحقيق السلام والازدهار في الشرق الأوسط والعالم".

وأعلن الرئيس الأمريكي خلال الزيارة عن منح الأردن ضمانات قروض جديدة بقيمة مليار دولار، وتمديد فترة مذكرة التفاهم التي تربط الولايات المتحدة بالأردن لمدة خمس سنوات أخرى لتعزيز الجهود التنموية الأردنية.

كل ما سبق يفرض توثيق علاقات الشراكة الاستراتيجية، والصداقة التاريخية التي تربط البلدين، كما عبر عن ذلك الملك والرئيس الأميركي، والاهتمام بصمود الحليف الأردني عبر مواصلة برامج الإصلاح السياسي والإقتصادي.

وجاء تأكيد الملك الأردني على التمسك بالبرنامج الإصلاحي الشامل، وقدرة الأردن على الصمود في مواجهة التحديات، من قبيل التطمينات، وردا على ما يبدو أنها مخاوف بالخصوص عبر عنها الرئيس الأميركي بصراحة، مبديا اهتمامه للاستماع من الملك حول "الإصلاحات التي أطلقها الأردن في الجانبين السياسي والاقتصادي"، مؤكدا أن الولايات المتحدة تنظر إلى الأردن على أنه شريك أساسي في الشرق الأوسط، مشيدا في الوقت نفسه بدور المملكة في رئاسة مجلس الأمن الدولي.

وبكلمات شديدة الوضوح طمأن الملك مضيفه الأمريكي بأنه: "لن تكون التحديات التي تواجه المنطقة ذريعة للتراجع عن الإصلاح في الأردن".مضيفا أن : "الإنجازات التي حققها الأردن في مسيرة الإصلاح الشامل، وفق نهج إصلاحي متدرج ومدروس وخطوات واضحة".

وأضاف الملك عبدالله الثاني أن: "الأردن يتمتع بالمرونة والقدرة على الصمود دائما"، "ونحن نعتبر أنفسنا واحة من الأمن والاستقرار في المنطقة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com