حاجز قلنديا.. آلة بطش إسرائيلية تحاصر أحلام الفلسطينيين (صور)‎
حاجز قلنديا.. آلة بطش إسرائيلية تحاصر أحلام الفلسطينيين (صور)‎حاجز قلنديا.. آلة بطش إسرائيلية تحاصر أحلام الفلسطينيين (صور)‎

حاجز قلنديا.. آلة بطش إسرائيلية تحاصر أحلام الفلسطينيين (صور)‎

على أحد الجانبين تنتصب أبراج حراسة يقف بداخلها جنود إسرائيليون يراقبون المكان من خلف زجاج مضاد للرصاص، وعلى الجانب الآخر ترتفع جدران أسمنتية تحمل آثار قنابل حارقة وطلقات الرصاص وتتناثر عليها رسوم "الجرافيتي" الفلسطينية، وبين الجانبين تقف حواجز وسياجات حديدية لتمنع العبور أو تنظم حركة المرور في صفوف سواء السيارات أو المشاة.

ومثلما كان حاجز "تشارلي" رمزا بغيضا لتقسيم برلين إلى شرق وغرب إبان الحرب الباردة، أصبح حاجز قلنديا اسما سيئ السمعة للفلسطينيين الراغبين في العبور بين الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية سواء للعمل أو الذهاب إلى المدرسة أو زيارة مستشفى أو حتى رؤية الأقارب.

وتقول سلطات الاحتلال الإسرائيلي إن 26 ألف فلسطيني يمرون عبر حاجز قلنديا يومياً، سواء على الأقدام أو بالسيارة أو الحافلة، وبينما تتم عمليات الفحص سريعا في الغالب إلا أنها في بعض الحالات تستغرق وقتا نظرا للاستفسارات المطولة والتأخير حتى يتم التحقق من التصاريح أو بيانات الأشخاص، وتصطف الطوابير أمام الحاجز من قبل الفجر.

وهذا الأسبوع طعنت فلسطينية عمرها 41 عاما، وهي أم لتسعة أطفال، ضابطة أمن إسرائيلية عند الحاجز وأصابتها بجروح قبل أن يتم احتجازها، ولقي مهاجمون آخرون حتفهم برصاص قوات الأمن.

وعلى مدى العامين الماضيين نفذ فلسطينيون موجة من الهجمات طعنا بالسكين استهدفت إسرائيليين ضمن حملة عنف ضد الاحتلال. وفي نفس الوقت شاعت هجمات على غرار العمليات الانتحارية على بعض نقاط التفتيش في الضفة الغربية وعلى طول الجدار الفاصل الذي تشير إسرائيل إليه بالسياج الأمني ويصفه الفلسطينيون بجدار الفصل العنصري.

ومن بين عشرات الحواجز فإن قلنديا هو أكبرها وأشهرها من حيث سوء السمعة إذ يتعامل مع نحو ثلث إجمالي تنقلات الفلسطينيين من الضفة الغربية وإليها كل يوم.

وقرب الحاجز من جانب القدس توجد لافتة تحذر الإسرائيليين من العبور، تحمل اللافتة عبارة "هذا الطريق يقود إلى المنطقة (أ) الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية، دخول المواطنين الإسرائيليين ممنوع وخطر على حياتهم وضد القانون الإسرائيلي".

 بساتين وكروم

وأخذ الحاجز اسمه من قرية فلسطينية تقبع بين الحافة الشمالية الشرقية للقدس ومدينة رام الله بالضفة الغربية التي يوجد بها مقر السلطة الفلسطينية، وكانت قلنديا مليئة ببساتين الفاكهة والكروم في العصر البيزنطي وأثناء الحملات الصليبية.

أما الآن فبدلا من الفاكهة والكروم أصبحت قلنديا معروفة بحاجز التفتيش وهو عبارة عن منطقة مترامية الأطراف تنتصب فيها جدران أسمنتية وحواجز حديدية وحارات محاطة بسياجات لعبور المشاة. وحتى أولئك الذين اعتادوا على العبور يشعرون بأنهم مقيدون بشكل صارم في تحركاتهم ويخضعون لرقابة فاحصة.

وقال علاء الشويقي (30 عاما) الذي يستخدم معبر قلنديا كل صباح للذهاب إلى عمله : "الأمر يشبه وكأننا في سجن". ويصل الشويقي بعد الخامسة صباحا بقليل حتى يتمكن من اجتياز إجراءات الأمن ومقابلة رئيسه في العمل على الجانب الآخر في السادسة والنصف صباحا.

وقال : "إذا أراد الجنود إغلاق الحاجز لا أحد يستطيع الذهاب أو القدوم"، ويحدث هذا الإجراء في حالة حدوث تهديد أمني وهو أمر يتكرر كثيرا ويؤدي إلى تكدس الناس والمركبات على الجانبين.

أقيم الحاجز في عام 2001 عندما بدأت إسرائيل بناء جدار فاصل من حوائط أسمنتية وسياجات حديدية بطول 700 كيلومتر لفصل الضفة الغربية عن القدس وإسرائيل.

وقالت إسرائيل إن الهدف هو منع وصول المفجرين الانتحاريين والمسلحين إلى أهداف إسرائيلية أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية عندما كانت مثل هذه الهجمات شائعة.

وفي حين يسير جزء من الجدار على الخط الأخضر الذي يرسم الحدود التي كانت قائمة بين إسرائيل والضفة الغربية قبل حرب عام 1967 إلا أنه يشق، في أجزاء كثيرة منه، قرى فلسطينية وخاصة حول القدس.

وفيما يبدو أنه إقرار بمشاعر الإحباط لدى الفلسطينيين تجاه حاجز قلنديا أعلنت السلطات الإسرائيلية خططا هذا الشهر لإنفاق 11 مليون دولار لرفع كفاءة المعبر وخصوصا ممرات عبور المشاة.

وقالت "ماتشسوم ووتش"، وهي منظمة إسرائيلية غير حكومية كل المتطوعين فيها من النساء، إن تطوير المعبر لا يعدو أن يكون خطوة واحدة، وتراقب المنظمة المعبر منذ 16 عاما وكثيرا ما تعبر عن غضبها من المعاملة التي يلقاها الفلسطينيين أثناء عبورهم.

وقالت حنا باراج إحدى المتطوعات بالمنظمة إن الحاجز "يمثل خطرا رئيسيا على أرواح الفلسطينيين".

وعلى الجانب الفلسطيني من المعبر تكثر الحفر في الطرقات وتنتشر أكواك القمامة في أركان مهجورة ويقوم شبان بعرض ملابس رخيصة للبيع إلى قائدي السيارات والشاحنات التي تتقدم ببطء للوصول إلى مقدمة الصف.

يبيع فادي صقر (37 عاما) فاكهة ووجبات خفيفة على عربة يدفعها بيده في الجانب الفلسطيني منذ عام 2004، ويغادر صقر المكان عندما تحدث أعمال عنف أو صدام بين المحتجين الذين يرشقون الشرطة بالحجارة والسلطات التي ترد بإطلاق الغاز المسيل للدموع لكنه يعود سريعا ليبيع بضاعته.

وقالت ساره جاسر (25 عاما) التي تقيم في القدس وتستخدم المعبر للتوجه إلى الضفة الغربية حيث تدرس القانون في جامعة بيرزيت إنها لا تعتقد أن تطوير المعبر سيشكل فارقا بالنسبة لحجم الاشمئزاز الذي تشعر به عندما تمر عبر الحاجز، مضيفة : "لا يوجد شيء سهل أبدا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com