كيف تسببت رسالة مكتوبة بخط يد أردوغان في فوزه بالاستفتاء؟
كيف تسببت رسالة مكتوبة بخط يد أردوغان في فوزه بالاستفتاء؟كيف تسببت رسالة مكتوبة بخط يد أردوغان في فوزه بالاستفتاء؟

كيف تسببت رسالة مكتوبة بخط يد أردوغان في فوزه بالاستفتاء؟

بعد انتهاء استفتاء تركيا على السلطات الرئاسية، وبدء العد لإصدار النتائج، تلقى المشرفون في أكثر من 167000 مركز اقتراع "أمراً غير مسبوق" من مركز الانتخابات في أنقرة.

الأمر المكتوب كان عبارة عن رسالة بخط  يد الرئيس رجب طيب أردوغان، طلب فيها من القائمين على الاستفتاء أن يحسبوا كل ورقة اقتراع، حتى تلك التي لا تملك ختما رسميا للتحقق من صحتها.

طبعا كان ذلك خروجاً واضحاً عن قواعد الانتخابات، وهذا يعني أن مزاعم الاحتيال التي ترددت في جميع أنحاء البلاد منذ عقد التصويت في16 نيسان /أبريل، الذي يعد من أهم الاستفتاءات في تاريخ تركيا لآثارها الضخمة لن تهدأ يوماً.

إن انتصار أردوغان يملك آثاراً بعيدة المدى، متمثلة في توسيع نطاق سلطاته الرئاسية وإلغاء منصب رئيس الوزراء، والحد من الرقابة البرلمانية، بعبارة أخرى أنشئت جمهورية جديدة.

ومع ضيق الهوامش وارتفاع المخاطر، فإنه ليس من المستغرب أن يكون هناك تدقيق مكثف في عملية الاقتراع، في قلب ذلك مذكرة مكتوبة بخط اليد من ممثل حزب العدالة والتنمية الحاكم في مجلس الانتخابات رجب أوزيل، طالب خلالها باستثناء القانون الانتخابي الذي يشترط احتساب بطاقات الاقتراع المختومة فقط، وحصل على طلبه.

أخطاء بيروقراطية

الغرض من وجود تلك الأختام هو وبحسب أوزيل "منع الاحتيال في التصويت، والأصوات التي يتم جلبها من الخارج"، فقد كان يعلم أوزيل أن القرارالذي طالب به مقر حزبه سيسبب اضطرابا"، إلا أنه ذكر في مقابلة بمكتب المجلس في أنقرة، أنه "كان يجب القيام بذلك حيث كان المسؤولون في مراكز الاقتراع يوزعون  بطاقات اقتراع غير مختومة،كان الناخبون يستخدمونها، فإن رفض عدّهم سيكون غير ديمقراطي".

وأضاف أوزيل قائلا "نعم كان هناك إهمال كبير، لكن من وجهة نظر ناخب هل هذا خطؤك؟ لا يمكنك التضحية بصوت المواطن بسبب خطأ بيروقراطي".

وبينما كان يتحدث أوزيل كانت هناك طوابير طويلة من الناخبين تنتظر تقديم شكاوى في مكتب مجلس الانتخابات، إضافة إلى ذلك كانت هناك شكوك دولية في صحة نتيجة الاستفتاء، على الرغم من اتصال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهنئة أردوغان.

في مقر الحزب الشعبي الجمهوري في أنقرة، قال نائب الرئيس إردال أكسونجر، إن "لديه شكوكا حول مصداقية نحو 5 ملايين صوت".

شكاوى وغش

ورأى أكسونجر الذي يعتبر حزبه المعارض البرلماني الرئيسي أنه "ابتداء من ساعات الصباح تلقينا شكاوى من 10800 مركز اقتراع تقريبا، هذا أمر غير عادي وعندما يحدث فهذا يعني الغش".

وضمن مقابلة أوكسنجر مع وكالة "بلومبيرغ"، أخرج وثيقة من بين كومة من الوثائق الأخرى وقال إنه "في نحو ألف مركز اقتراع كانت جميع أوراق الاقتراع قد صوتت بنعم، وفي مئات مراكز الاقتراع كان هناك أصوات أكثر من عدد الناخبين المسجلين".

في حين رفض مجلس الانتخابات دعوة الجمهوريين إلى إعادة التصويت، بينما تجاهل أردوغان المخاوف بشأن صحة إجراءات التصويت، بما فيها تلك التي أثارها المراقبون من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، في الوقت الذي صرّح فيه الرئيس في ليلة الانتخابات أن " الاستفتاء قد انتهى، والجدل حوله أصبح من الماضي".

الأكراد والتصويت

من جهته، بذل حزب الشعوب الديمقراطي الحزب الكردي الرئيسي في البلاد، جهداً للتدقيق في الاقتراع، لكنه أشار أنه يعوقه التخويف والاعتقالات إضافةً إلى تغيير مواقع صناديق الاقتراع.

في هذا الإطار، قال نائب رئيس الحزب أحمد يلدريم " إننا نعتقد أن 300 ألف من ناخبينا لم يخرجوا للإدلاء بأصواتهم، ولم يكن هذا باختيارهم ".

كما تم الإبلاغ عن وقوع مخالفات في أماكن أخرى في تركيا، فعلى سبيل المثال كانت أوراق الاقتراع تملك تصويت بنعم من جهة، ومن الجهة الأخرى بلا، وكان من المفترض أن يشير الناخبون إلى اختيارهم بختم مسجّل عليه تفضيلهم نعم أو لا".

 لكن العديد من مراكز الاقتراع سلمت طوابع نعم فحسب، وكان عليهم أن يطبعوا بنعم على جانب لا من ورقة الاقتراع إن كانوا معارضين للإصلاحات التي اقترحها أردوغان.

في هذا الصدد، قال ممثل حزب العدالة والتنمية الحاكم في مجلس الانتخابات رجب أوزيل، "لا نعرف لماذا أصروا على إرسال ختم نعم فقط في بعض الأماكن، لقد قمنا بالتدخل ضد هذا، وبحلول الساعة العاشرة صباحاً تقريباً تم تغيير هذا".

وقال ممثل حزب العدالة والتنمية في مجلس الانتخابات، يعقوب أوغلو إنه "كان من المفترض أن تعتبر أوراق الاقتراع غير المختومة باطلة، وبدلاً من ذلك تم ختم عدد غير معروف بعد التصويت"، مشيرا إلى أن "ذلك سلبني قدرتي على التدقيق في التصويت".

في حين لفت أوزيل إلى أنه "ربما كان قد تم ختمها مسبقا، أو أنها قد تكون قد ختمت في وقت لاحق"، في الوقت الذي أبدى فيه موافقته على أنه "تم ارتكاب أخطاء إلا أن النوايا لم تكن سيئة".

لكن يعقوب أوغلو رأى أن "مثل هذه التأكيدات ليست جيدة بما فيه الكفاية"، معتبرا أن "الانتخابات لم تكن آمنة، ولا توجد طريقة لمعرفة ما حدث حتى وإن قمنا بإعادة فرز جميع الأصوات".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com