أحلام السوريين في اللجوء إلى أوروبا بين شنجن ودبلن
أحلام السوريين في اللجوء إلى أوروبا بين شنجن ودبلنأحلام السوريين في اللجوء إلى أوروبا بين شنجن ودبلن

أحلام السوريين في اللجوء إلى أوروبا بين شنجن ودبلن

عندما قرر الشاب السوري خالد محمد الهجرة إلى أوروبا، كانت سوريا قد شارفت على الدخول في سنتها الثانية من الثورة الشعبية، ولكن كان المخطط الذي يدور في بال خالد عن كيفية الوصول إلى هناك مختلفاً وممتلئاً بآلاف الأسئلة، ولاسيما أنه سمع عن عمليات تهريب البشر إلى أوروبا وتعامل السماسرة مع اللاجئين وكيفية الركوب في زورق من اليونان إلى إيطاليا ومنها إلى حيث "الحلم والقارة العجوز" كما يقول، إلا أن ظروف الطريق الصعبة لم تجعله يكمل طريقه ليعود خائباً إلى تركيا بعد أن اعتقلته السلطات التركية على حدود اليونان، حيث هرب من وطنه سوريا، بعد تشريد الملايين.



تتقاطع حكاية خالد مع حكايات آلاف السوريين الذين وصلوا إلى أوروبا، وآخرين دفعوا حياتهم ثمناً لهذه المخاطرة، وكذلك مع تقارير تشير إلى أنه في الوقت الذي يهرب فيه الأغنياء بحفاوة وبالطائرات، لا يمتلك الفقراء إلا الوسائل غير الشرعية، كالتنقل باستخدام جواز سفر مزور، أو كما يقول أحد السماسرة السابقين لـ "إرم نيوز": "الطرق كثيرة، فقد يخبئ اللاجئ نفسه وسط علب الشحن داخل الشاحنات الكبيرة، أو يركب الزورق غير الآمن طبعاً، أو ينتحل شخصية ما ويسافر بفيزا مزورة، وغيرها من الطرق، ولاسيما في مطارات تركيا واليونان، كونها لا تحتوي على بصمة العين، وغير مشددة أمنياً".

ومن جهتهم، يشير خبراء في الهجرة واللجوء إلى دور بلغاريا واليونان وتركيا في كونها بوابة للدخول إلى أوروبا، مع ورود أخبار عن اعتقال السلطات الثلاثة لآلاف المهاجرين على حدودها، علماً أن المال يستطيع تغيير القناعات بين الأمن واللاجئ، حسب الخبراء.

وفي هذا السياق، تكثر عمليات اللجوء إلى أوربا، وخاصة إلى دول معينة كالسويد والنرويج، لأن سياساتها واضحة تجاه اللجوء وكذلك قوانينها، ما أدى إلى تفكير الكثيرين بالسفر إليهما، وسط تقارير تشير إلى تعقيدات أخرى متعلقة بالبصمة في المطار واتفاقيتيْ شنجن ودبلن، وغيرها من القوانين التي تنظم عملية اللجوء السوري حالياً، في حينأكدت السويد مؤخراً على نفاذ حصص السوريين من اللجوء وبلغت 200 حصة لعام 2013، والاستعداد لمرحلة جديدة من استقبال الجد، وذلك ضمن قانون استقدام اللاجئين السوريين في مصر على سبيل المثال، كون هاتين الدولتين تستقبلان ثلثي عدد اللاجئين، بعد أن بلغ عدد اللاجئين السوريين في ألمانيا وحدها لغاية آب / أغسطس أكثر من 50 ألف لاجئ.

وبدروه، يتحدث المحامي جمال سلمان لـ "إرم نيوز" عن اتفاقيتي شنجن ودبلن: "حسب اتفاقية شنجن 1985، التي وقعت عليها أغلبية دول الاتحاد الأوروبي، إلا أن أكثر من 15 دولة لا تطبقها، يُتاح الحصول على فيزا، ويستفيد منها الكثير من السوريين الآن، ممن يحصلون عليها، إلا أنها ليست سهلة الحصول عليه، في حين أن اتفاقية دبلن التي لا يمكن لطالبي اللجوء فيها التقدم بطلب اللجوء إلا في دولة واحدة فقط من دول الاتحاد الأوروبي، وهذا عائق أمام السوريين، ممن يضطرون للذهاب بطرق غير مشروعة وخطيرة جداً".

والجدير بالذكر أن الإقامات تختلف في الدول الأوروبية باختلاف الفئات، وكذلك تًصنف إلى نوعين؛ إنسانية وسياسية، في وقت يحصل فيها اللاجئ السياسي على امتيازات أكثر، فـ "من الصعب على اللاجئ الإنساني الحصول على جواز سفر، كما أن سبل الحياة وتطوير الذات لن تكون مجدية على بطاقة اللجوء الإنساني، كون الكثير من الحقوق والمزايا التي تُمنح للاجئ السياسي لا تُعطى للإنساني"، كما يقول محمد سالم، من سويسرا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com