بعد بدء بريطانيا إجراءات الـ "بريكيست".. جبل طارق تحتج على الاستفزازات الإسبانية
بعد بدء بريطانيا إجراءات الـ "بريكيست".. جبل طارق تحتج على الاستفزازات الإسبانيةبعد بدء بريطانيا إجراءات الـ "بريكيست".. جبل طارق تحتج على الاستفزازات الإسبانية

بعد بدء بريطانيا إجراءات الـ "بريكيست".. جبل طارق تحتج على الاستفزازات الإسبانية

أعلن رئيس وزراء جبل طارق فابيان بيكاردو احتجاجه على التشديدات الأمنية الإسبانية على الحدود بين المنطقة "ذاتية الحكم" والخاضعة للسيادة البريطانية منذ القرن الثامن عشر الميلادي، بعد بدء بريطانيا تنفيذ إجراءات الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست" اعتبارًا من بداية الأسبوع الماضي.

ووصف بيكاردو ذلك بـ"الاستفزازات" غير المبررة والتى لا يمكن السكوت عليها، مطالبًا مدريد بالتحلي بأخلاق "الجار السوي" مراعاة لمصالح أكثر من 30 ألف مواطن جلهم من إسبانيا.

استفزازات إسبانية

وأضاف بيكاردو، في تصريحات لصحيفة "الاندبيندنت" البريطانية اليوم الثلاثاء، أن مدريد فرضت طوقا أمنيًا مشددًا بدءًا من يوم الجمعة الماضي، على الحدود بين إسبانيا وجبل طارق، وهو إجراء طبيعي بعد خروج بريطانيا فعليًا من الاتحاد الأوروبي "بريكست".

وكانت السلطات المحلية في جبل طارق تعاونت مع إسبانيا من أجل تحقيق الأمن والآمان لكلا الطرفين، لكن حكومة جبل طارق فوجئت أمس، بإجراءات أمنية مبالغ فيها فرضتها السلطات الأمنية في مدريد، متمثلة في نشر المزيد من الدوريات "المتحركة" الحدودية، ومضاعفة نقاط التفتيش الأمنية على الحدود من 3 نقاط حدودية إلى 6 نقاط تعمل خلف بعضها، أي بمعدل نقطتي تفتيش على المعبر الواحد، يفصل الواحدة عن الأخرى أقل من 100 متر.

 وهو إجراء أدى إلى تكدس المواطنين أمام المعابر ذهابًا وإيابًا، مما يشير بشكل جلي إلى أن مدريد تسعى إلى استفزاز حكومة جبل طارق والحكومة البريطانية لأسباب معروفة.

ولم تضع حكومة مدريد في حسابها مصالح أكثر من 20 ألف مواطن إسباني يعبرون يوميًا للعمل في جبل طارق، و10 آلاف مواطن من جبل طارق يعبرون للعمل في إسبانيا ودول الاتحاد الأوروبي، بالاضافة إلى أن 80 % من السلع الغذائية والاستهلاكية التي تعتمد عليها المنطقة تأتي من إسبانيا، ما يعني أن إسبانيا تضر بمصالحها في المقام الأول.

سيادة مرفوضة

وأضاف بيكاردو، أن أسبانيا سبق وأن طلبت من الحكومة البريطانية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فرض السيادة المشتركة "بريطانية – إسبانية" على منطقة جبل طارق لتسهيل إجراءات التبادل التجاري والمرور اليسير للمواطنين في المنطقة والوافدين عليها. بالإضافة إلى تسهيل إجراءات التبادل التجاري بين جبل طارق ودول الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد "بريكست"، لكن بريطانيا ردت بالرفض القاطع.

وأعرب سكان منطقة جبل طارق عن رفضهم أيضًا للسيادة الإسبانية في آخر استفتاء أجري في المنطقة عام 2002، ومن العبث تكرار الإلحاح من جانب مدريد من أجل شيء حسم في الماضي وانتهى، مؤكدين أن مثل هذه التصرفات الاستفزازية بدعوى "الأمن" التي تمارسها مدريد من جديد لن تثمر عن شيء، وإنما المزيد من الكراهية بين المواطنين.

يذكر أن شبه جزيرة جبل طارق التي تقع في جنوب إسبانيا، وخاضعة للسيادة البريطانية بموجب اتفاقية تنازل وقعت عليها إسبانيا عام 1714، يسكنها نحو 30 ألف مواطن بريطاني حسب إحصاء 2014، وتبلغ مساحتها نحو 7 كليومتر مربع.

وتبذل إسبانيا جهودًا كبيرة لفرض سيادتها عليها، إلا أن سكان المنطقة رفضوا السيادة الإسبانية في استفتاء شعبي أجري عام 2002 حيث رفض 81 % من السكان الخضوع للسيادة الإسبانية، مؤكدين أن منطقتهم جزء لا يتجرأ من الأراضي البريطانية، وحصلت المنطقة على ميزة الحكم الذاتي عام 2006.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com