روسيا: الضربات الأمريكية استهدفت الإطاحة بالأسد وأغراضًا داخلية بالدرجة الأولى
روسيا: الضربات الأمريكية استهدفت الإطاحة بالأسد وأغراضًا داخلية بالدرجة الأولىروسيا: الضربات الأمريكية استهدفت الإطاحة بالأسد وأغراضًا داخلية بالدرجة الأولى

روسيا: الضربات الأمريكية استهدفت الإطاحة بالأسد وأغراضًا داخلية بالدرجة الأولى

فيما كان مجلس الأمن الدولي يعقد جلسته لبحث تطورات وتداعيات الأوضاع في المنطقة في أعقاب الضربات الصاروخية الأمريكية، عقد الرئيس فلاديمير بوتين مع أركان فريقه اجتماعًا طارئًا لمجلس الأمن القومي الروسي لبحث كل ملابسات هذه الضربات التي اعتبرها عدوانًا صارخًا على دولة ذات سيادة وانتهاكًا للشرعية والقانون.

وخلص بوتين في هذا الاجتماع إلى ما سبق وأعلنه في أول رد فعل له تجاه تلك الضربات، التي قال إنها تنال من العلاقات الروسية الأمريكية، وتمثل انتهاكًا للقانون الدولي، في حين اعتبرها محاولة لتشتيت الأنظار عما تسببت فيه الولايات المتحدة من سقوط الكثير من الضحايا بين المدنيين في العراق.

وثمة من يقول إن تصريحات بوتين تعيد إلى الأذهان ما سبق وفعلته الإدارة الأمريكية إبان عهد الرئيس الأسبق جورج بوش ووزير خارجيته كولين باول في العراق، إلى جانب فشل محاولاتها تبرير التفافها على الأمم المتحدة في مجلس الأمن وتضليل الرأي العام العالمي استنادًا إلى أدلة "مكذوبة" لم تستطع إثباتها حول وجود ما كانت تصفه بأسلحة الدمار الشامل في العراق.

قرار ترامب

وفي معرض تحليل الأسباب التي دعت إلى اتخاذ الرئيس ترامب لقراره في هذا الشأن في مثل هذا التوقيت، يتفق الكثيرون في موسكو حول أنها تعود في الكثير من جوانبها إلى رغبته في معالجة اهتزاز مواقعه في الداخل الأمريكي، وتراجع نسبة شعبيته، واضطراره إلى إعادة النظر في عدد من قراراته الداخلية والخارجية، ما يعنى انصياعه لضغوط اليمين الأمريكي الذي طالما اتهمه بالوقوع في شرك "أحابيل" الكرملين.

وأكد مراقبون أن ترامب يحاول بمثل هذه القرارات "مغازلة" اليمين المحافظ واستمالته إلى جانبه، مع ممثلي المؤسسة الصناعية العسكرية، وهو ما كشف عنه تزايد نسبة مؤيديه بين الديموقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة في أعقاب ضرب القاعدة الجوية السورية.

ويذكر مراقبون في معرض الحديث عن "اهتزاز" ترامب، ما قاله قبيل ساعات من اتخاذ قرار ضرب قاعدة "الشعيرات" السورية حول أن الرئيس الأسد يستطيع البقاء في السلطة، وهو الذي سبق وقال أيضًا خلال حملته الانتخابية أنه لا يستهدف الإطاحة به.

ويذكرون في موسكو كذلك ما سبق وقاله حول أنه يمكن أن يعترف بضم روسيا للقرم وكذلك موقفه من الأزمة الأوكرانية والذي عاد وتراجع عنه بعد توليه لمهام منصبه في البيت الأبيض، وهو مثال آخر على تردده وافتقاده لخبرات رجل الدولة وحكمته.

وإذا كان ترامب راعى بعض الشكليات في العلاقة مع موسكو من حيث إبلاغها مسبقًا بقراره حول ضرب سوريا، فإن ما شاب العملية العسكرية الأمريكية من سلبيات، أثار الكثير من التعليقات الساخرة من جانب وزارة الدفاع الروسية التي كشفت عن أن صواريخ "توماهوك" افتقدت الدقة، وأنه لم يصل إلى أهدافه سوى 23 صاروخًا من 59 صاروخًا أطلقتها البوارج الأمريكية الموجودة في شرق المتوسط.

فيما تساءلت الوزارة عن مصير الصواريخ 36 الأخرى، وكانت كاميرات التلفزيون الروسي جالت في المكان في أعقاب الضربات الأمريكية، لتشير إلى أنه لم يشهد دمارًا كثيرًا، ولتخلص إلى أن المطار ورغم ما قيل حول تدميره، قادر على استئناف العمل انطلاقًا من مدرجاته التي لا تزال قابلة للاستعمال.

وسارعت موسكو لتؤكد عزمها على تعزيز الدفاعات الجوية للقوات السورية، وهي التي كانت ولا تزال تملك في سوريا منظوماتها الصاروخية الضاربة، مثل"اس-300" و"اس-400" التي يقولون إنها الأقوى تاثيرًا وكفاءة في العالم ولم تستخدمها لصد الضربات الأمريكية، ربما خشية الوقوع في شرك المواجهة المباشرة وهو ما لا تريده روسيا.

رد روسيا

واكتفت موسكو في إطار ردودها على قرارات ترامب بتعليق مذكرة التفاهم حول التنسيق مع واشنطن في الأجواء السورية، والتحذير من مغبة سقوط الإدارة الأمريكية في شرك "الدعم غير المباشر" للتنظيمات الإرهابية في سوريا، والتي سارعت بشن هجماتها ضد مواقع الجيش السوري فور الانتهاء من ضرب قاعدة الشعيرات الجوية.

ويذكر المراقبون في موسكو في هذا الصدد ما قاله الرئيس بوتين حول خطورة تجاهل واشنطن والأوساط الدولية لحقائق استخدام الإرهابيين للاسلحة الكيميائية، وهو ما يزيد من تفاقم الأوضاع في المنطقة ويعقد العلاقات بين الأطراف الفاعلة في الساحة السورية.

وكان سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسية أشار صراحة إلى أن الأحداث المأساوية الأخيرة تسعى إلى تقويض عمليتي أستانة وجنيف والتحول من التسوية السياسية إلى عمل عسكري يستهدف الإطاحة بالرئيس السوري الأسد. وذلك ما يقول المراقبون إنه لا يخدم سوى التنظيمات الإرهابية وحلفائها من ممثلي بعض البلدان الإقليمية، وهو ما يدفع إلى أهمية إعادة النظر في مجمل الأوضاع الراهنة، ويؤكد ضرورة عقد قمة عاجلة بين الرئيسين بوتين وترامب، يقولون إنها صارت مطلوبة اليوم أكثر من قبل، وإن ما فعله ترامب ليس سوى المقدمة التي أراد أن يقدم نفسه من خلالها إلى بوتين والعالم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com