إسرائيل تبلغ واشنطن بأنها ستنفذ "ردا قويا" على ضربات حزب الله ضد القاعدة العسكرية قرب حيفا

logo
العالم

مناظرة فانس ووالز.. "قفازات الحرير" لا تلغي الانقسام الحاد

مناظرة فانس ووالز.. "قفازات الحرير" لا تلغي الانقسام الحاد
مناظرة تلفزيونية بين فانس ووالزالمصدر: رويترز
02 أكتوبر 2024، 3:36 م

رابح فيلالي - إرم نيوز

شيء واحد كان متفقًا عليه بين الأمريكيين في أعقاب مناظرة مرشحي نائب الرئيس الديمقراطي تيم والز ومنافسه الجمهوري جي دي فانس، وهو ذلك الهدوء الذي طبع المناظرة، ونبرة الصوت الهادئة التي اتسمت بها التسعون دقيقة بين الرجلين.

 وهي السمة التي غابت تمامًا عن المشهد السياسي الأمريكي طيلة العقد الأخير، بسبب ذلك الانقسام الحاد في الرؤية بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري في جميع السياسات، وانتشار ظاهرة استخدام الألفاظ الحادة في الخطاب السياسي بصورة باتت تهدد قيم التعايش التي طبعت الساحة السياسية في العاصمة واشنطن لعقود من الزمن.

النسخة الهادئة في الحديث، والمصافحة في بداية المناظرة وفي ختامها، من المشاهد التي كانت قد اختفت في المناظرات السابقة، خاصة بين المرشحين دونالد ترامب وجو بايدن، بدرجة أقل خلال المناظرة الوحيدة بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والمرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب.

تحميل هاريس المسؤولية 

هذا الأمر نظر إليه الأمريكيون بكثير من التقدير في هذه المناظرة، لكن على مستوى المضمون كان واضحًا كذلك، أن الفروقات القائمة بشأن السياسات في الداخل والخارج لا تزال عميقة جدًا بين الطرفين.

حرص المرشح الجمهوري السيناتور عن ولاية أوهايو، فانس، على أن يعيد رسم صورته المهتزة لدى الرأي العام الأمريكي، ولدى قطاع واسع من الجمهوريين أنفسهم، بإظهار إحاطته بوجهات نظر التيار المحافظ فيما يتعلق بقضايا الإجهاض والهجرة والحدود، إضافة إلى أزمتي الاقتصاد والتضخم.

أخبار ذات علاقة

بين والز وفانس.. "أداء تقليدي" في مناظرة لن تؤثر على الانتخابات

 

فانس، في مجموع هذه القضايا، حمّل هاريس المسؤولية الكاملة، مشددًا على أن وجودها في البيت الأبيض طيلة السنوات الثلاث والنصف الماضية كان بإمكانها خلالها أن تدافع لأجل تحقيق الوعود التي تقدمها للناخبين الأمريكيين منذ إعلانها مرشحة للحزب الديمقراطي بدلًا عن الرئيس جو بايدن، مشددًا على أنها فشلت في إدارة ملف الهجرة والحدود باعتبارها المسؤولة المباشرة عن هذا الملف الحساس جدًا في إدارة الرئيس بايدن بعد أن أوكل إليها.

المرشح الجمهوري ربط أزمات البلاد في الداخل جملة بهذه المسألة، فهو يقول إن أزمة الأمن في المدن الأمريكية تعود إلى تدفق مهاجرين لا تعرف الحكومة الأمريكية الكثير عن خلفياتهم الأمنية. 

ولكن كذلك هؤلاء هم من أفقدوا آلاف الأمريكيين العاديين وظائفهم، لأن هؤلاء المهاجرين يقبلون بالأجور الزهيدة في سوق العمل الموازية، وهو الأمر الذي أثر بصورة مباشرة على فرص الأمريكيين من الأقليات في الحصول على فرص عمل بأجور جيدة.

 مضيفًا إلى ذلك أن المهاجرين مسؤولون عن إدخال المخدرات الصناعية، والتي باتت المهدد الأول لحياة الأمريكيين، مستندًا في ذلك إلى تلك الإحصاءات التي أعلنها وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكن، في وقت سابق من العام الحالي، عندما قال إن مخدر الفنتانيل هو المتسبب الأول في الوفيات بين الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين التاسعة عشرة والتاسعة والأربعين عامًا، بإحصائية بلغت 100 ألف حالة وفاة جراء الجرعات الزائدة من هذه المادة المخدرة الواسعة الانتشار في مدن الولايات الحدودية.

التحفظات البيئية

نفس المرافعة قدمها فانس عندما تحدث عن حالة التضخم القائمة في البلاد حاليًا، والتي حمل فيها المسؤولية لإدارة بايدن-هاريس بسبب السياسات الاقتصادية التي ترتكز على مزيد من الإنفاق الحكومي الفيدرالي، والسماح للأموال الأمريكية بمزيد من الاستثمارات خارج البلاد.

داعيًا الأمريكيين إلى تجديد الإيمان بقدرة برنامج ترامب الاقتصادي على إعادة الوظائف إلى البلاد، وفرض المزيد من الضرائب على المنتجات الأجنبية، مما يشجع منتوج السوق المحلي.

كما سيعيد التوازن إلى سوق الطاقة الوطني، الذي قال عنه إنه اختل بصورة كاملة بفعل قرارات الإدارة الحالية الرافضة لمزيد من مشاريع الحفر والتنقيب، بسبب التحفظات البيئية.

مقابل ذلك، رافع المرشح الديمقراطي تيم والز عن خيارات الديمقراطيين في مجموع القضايا الخلافية، لكنه حرص أكثر على إظهار ذلك التباين الواضح جدًا في الرؤية والمعالجة بين سياسات حزبه والمنافسين الجمهوريين.

ووالز رافع بقوة فيما يتعلق بقضية الحريات، عندما قال إن دعم الرئيس السابق لقضية منع الإجهاض فيه مساس مباشر بالحريات الشخصية للنساء الأمريكيات، وأنه لا شأن للحكومة الأمريكية على المستوى المحلي أو الفيدرالي بمسائل تخص النساء الحوامل أو العائلات في كيفية التعامل مع قرارات شخصية، وأن مسؤولية الحكومة تتمثل في حماية هذا الحق وتحمل مسؤولية توفير الرعاية الصحية للنساء اللواتي هن بحاجة لها.

لم تكن قضية الإجهاض وحدها هي التي رافع فيها والز، بل تعدى ذلك إلى إثارة مسألة حماية الديمقراطية الأمريكية من المخاطر التي تهددها، عندما عاد إلى الحديث عن انتخابات العام ألفين وعشرين، والتي رفض بعدها ترامب الإقرار بالهزيمة والقبول بالنتائج، والتي قادت لاحقًا إلى الهجمات ضد مبنى الكونغرس في السادس من يناير.

النزاعات في المنطقة

المرشح الديمقراطي خاطب الأمريكيين بصورة مباشرة: هل هذا الأمر يعد مقبولًا بالنسبة لهم؟ وهو سيناريو ممكن التكرار في الانتخابات الحالية، مشيرًا كذلك إلى تلك الأجندة التي يحملها الحزب للسنوات الأربع المقبلة في حال انتخابه مع هاريس للرئاسة في نوفمبر المقبل، بأن الأولوية ستكون لتعزيز الحريات لدى الأمريكيين، ولكن أيضًا لحماية الديمقراطية.

وهو نفس الخط الذي تبناه في مسألة قضية حيازة السلاح، باعتباره واحدًا من المؤيدين للأمرين معًا: الحيازة مع تقنين وتقييد عملية امتلاك السلاح، وتعزيز إجراءات الحماية في المدارس ا ر لعامة الأمريكية.

أخبار ذات علاقة

مناظرة والز وفانس.. اشتباك سياسي وهجوم بنبرة ودية

 

هذا على مستوى سياسات الداخل. أما خارجيًا، الرؤية فكانت متصادمة جدًا بدءًا من تلك اللحظة التي صاحبت المناظرة الرئاسية، بسبب الصواريخ التي أطلقتها إيران على إسرائيل، والأحاديث المتزايدة في العاصمة واشنطن عن انزلاق الشرق الأوسط إلى حرب شاملة.

كان واضحًا أن فانس كان يدافع بقوة عن تلك الرؤية التي يقول بها الرئيس السابق ترامب، من أن وجوده في البيت الأبيض كان سيمنع اندلاع هذه الحرب، وأنه لا يزال المرشح الوحيد الذي يملك القدرة على إيقافها في حال عودته إلى البيت الأبيض، مع التشديد على أن السياسات المتسامحة للديمقراطيين تجاه إيران هي ما جعلت أمن إسرائيل في خطر، إضافة إلى جر المنطقة بالكامل إلى الوضع المعقد الذي هي بصدد مواجهته حاليًا.

ووالز أعاد التذكير بتلك الجهود التي تخوضها الإدارة الديمقراطية لأجل التوصل إلى وقف النزاعات في المنطقة، إضافة إلى تلك الإجراءات التي اتخذتها إدارة الرئيس بايدن في هذا الاتجاه، مع الإشارة إلى أن الديمقراطيين ملتزمون أيضًا بثوابت السياسة الأمريكية في المنطقة، ومنها خاصة الالتزام الأمريكي الدائم بحماية إسرائيل، والعمل مع الحلفاء والشركاء الإقليميين لأجل الحد من توسع العنف في المنطقة، لكن كذلك تحميل إيران وأذراعها المرتبطة بها مسؤولية الحرب الحالية.

كان لافتًا أن مرشحي الحزبين يحرصان على تقديم الإضافة المطلوبة لرأسي البطاقتين الديمقراطية والجمهورية، خاصة أن مناظرة نيويورك ستكون الفرصة الأخيرة للناخبين الأمريكيين قبل موعد الانتخابات، بسبب غياب اتفاق كامل بين المرشحين كامالا هاريس ودونالد ترامب على إمكانية المشاركة في مناظرة ثانية بينهما، فيما هو معلن على الأقل حتى هذه اللحظة.
 

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC