في منطقة أغاديز الواقعة في النيجر، يستعد الشيخ محمد سيدو لصعود منبر في أحد المساجد، لتقديم خطبة يشرح فيها أهمية الانخراط في "المسار التحرري" للبلاد من الهيمنة الغربية.
ويقول سيدو لـ "إرم نيوز" إن "ما حدث في يوليو / تموز 2023 ليس فقط مجرد تغيير سياسي، بل هو تغيير ثقافي وقيمي، يهم مصالحنا بالدرجة الأولى، لذلك لا يتردد كثير من الأئمة مثلي في تقديم النصائح للأمة؛ من أجل دعم قادتنا في مواجهة الضغوط الخارجية، نحن على يقين بأنهم يتعرضون لضغوط".
وأضاف: "في بعض المناطق يوجد تنسيق، خاصة في المناطق الحدودية مع الأئمة في مالي كما في بوركينافاسو، من أجل حشد الدعم اللازم لقادتنا وحركات التحرر التي لن نتراجع عنها في مواجهة الإمبريالية المتوحشة".
وفي بوركينافاسو انضم كثير من الأئمة والنجوم والفنانين للدفاع عن "وحدة إفريقيا" ويقدمون دعمًا للأنظمة المنبثقة عن انقلابات عسكرية، وهو أمر يثير جدلًا في الشارع المنقسم على نفسه.
وفي مالي أيضًا أصبح للأئمة دور بارز في "توعية الناس بأهمية المسيرة التحررية" كما يقول الشيخ إبراهيم يحي لـ "إرم نيوز".
وأوضح يحي أن: "المنطقة تشهد عودة يجب أن ندعمها إلى الرشد والابتعاد عن القيم الغربية والتدخلات الأجنبية التي مزقت أممنا، أعتقد أننا نسير على الطريق الصحيح".
يشار إلى أن الإمام ديكو الذي كان أبرز ناشطي الاحتجاجات التي أسهمت في إسقاط الرئيس المالي السابق إبراهيم بوبكر كيتا عام 2020، أصبح اليوم معارضًا للعقيد آسيمي غويتا.
من جهته، يرى المحلل السياسي المالي، قاسم كايتا، أن "استمرار هذا الدعم غير واضح، خاصة في ظل غياب المنجزات الاقتصادية والأمنية".
وأشار كايتا في حديث لـ "إرم نيوز" إلى أن "استمرار الهجمات، خاصة في مالي وبوركينافاسو، سيجعل كثيرين يتراجعون عن دعم غويتا والعقيد إبراهيم تراوري في بوركينافاسو".
ويرى أن "تحول موقف الإمام ديكو، يؤكد عدم ضمان استمرارية الدعم لقادة المجالس العسكرية، رغم الحماسة التي يبديها الزعماء الدينيون في المنطقة"، لافتًا إلى أن ذلك "مرتبط بالإنجازات التي يمكن أن تحققها الأنظمة".
ولفت إلى أن "التحالفات التي دخلت فيها الأنظمة العسكرية في الساحل الإفريقي تجعل الأئمة كما السكان يراجعون حساباتهم، فإذا كنا طردنا فرنسا لخلفيات ثقافية ودينية، فإن روسيا لا تختلف عنها، فلماذا يُتَحَالَف معها".