في ظل العداء الإيراني الإسرائيلي.. إلى متى يستطيع بوتين مواصلة اللعب على الحبلين؟
في ظل العداء الإيراني الإسرائيلي.. إلى متى يستطيع بوتين مواصلة اللعب على الحبلين؟في ظل العداء الإيراني الإسرائيلي.. إلى متى يستطيع بوتين مواصلة اللعب على الحبلين؟

في ظل العداء الإيراني الإسرائيلي.. إلى متى يستطيع بوتين مواصلة اللعب على الحبلين؟

يحاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحفاظ على علاقات متوازنة بين طهران وتل أبيب، تقوم على أساس حفظ المصالح الروسية في المنطقة، رغم حالة العداء المعلنة بين إسرائيل وإيران.

 ومع ذلك لم يكن بالإمكان الحديث عن محاولات روسية من أجل وقف العداء المتبادل بين إسرائيل والنظام الحاكم في طهران، حيث يعلم بوتين على ما يبدو، أن هذا العداء في حد ذاته، يحقق مصلحة للبلدين، وأنهما لا يرغبان في تخفيف حدته، حيث ستتلاشى الكثير من المبررات التي يسوقانها لشعبيهما.

وحاول محللون في الدولة العبرية فهم طبيعة السياسة التي يتبعها الرئيس الروسي في هذا الصدد، واستندوا إلى معلومات تتعلق بالزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى موسكو، تفيد بأن بوتين أبلغ ضيفه الإيراني بأنه "ينبغي أن يعلم مدى أهمية إسرائيل بالنسبة لروسيا".

وطبقًا لتحليل نشرته صحيفة "ماكور ريشون"، اليوم الجمعة، ونقله عنها أيضًا موقع "إن آر. جي"، فقد كانت إسرائيل حاضرة بقوة خلال الزيارة التي قام بها روحاني إلى موسكو قبل أيام، والتي تأتي بعد ثلاثة أسابيع من الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لموسكو، وكان محورها التواجد الإيراني في سوريا.

وينظر المحللون الإسرائيليون إلى علاقات طهران – موسكو، ويستغربون عمق التعاون الإسرائيلي – الروسي بشأن سوريا، وكيف أن المستويين السياسي والعسكري في الدولة العبرية يتحدثان عن كون 80% من المشاكل الأمنية الإسرائيلية تنبع من إيران، في وقت نالت فيه الأخيرة ألقابًا عديدة في موسكو، منها "البلد الحليف" و "الشريك الإستراتيجي".

وتسود في موسكو أجواء محددة بشأن العداء بين طهران وتل أبيب بحسب هؤلاء المحللين، ، حيث لا يريد الرئيس بوتين أن تصل الأمور إلى ذروتها بين البلدين، كما لا يسعى لحسم العداء بينهما، ويفضل الحفاظ  قدر الإمكان على منظومة علاقات جيدة مع العدوين اللدودين.

وحدد المحللون العلاقات بين روسيا وإيران بوصفها علاقات مركبة وفي غاية التعقيد، وأنه بعيدًا عن التصريحات الودية المتبادلة، فإن هذه العلاقات يمكن وصفها بـ"المشحونة"، وحاولوا تقريب الصورة حين اعتمدوا على وصف المحلل الروسي أندريه كولسنيكوف، والذي تحدث عن الزيارة بقوله: "يعتبر الرئيس روحاني رجلًا رقيقًا في بلاده، لكنني رأيته يصافح بوتين بقوة وعدوانية، لقد كانت تلك بداية لمفاوضات صعبة، واتضح بعد ذلك أنها طويلة للغاية".

وقدر المحللون الإسرائيليون أن كلًا من طهران وموسكو بحاجة إلى بعضهما البعض، سواء لدوافع اقتصادية أو لتعزيز المواقف على الساحة الدولية، لكن هذا الأمر يخفي "لعبة القط والفأر" الدائرة بينهما، والقائمة على مصالح بحتة ومتنوعة، ومحاولة يقوم بها الجانبان لإثبات "من يقود رقصة التانغو التي يقومان بأدائها".

وطبقًا لما أوردته المصادر الإسرائيلية، فقد نوه الكرملين مرارًا وتكرارًا لإسرائيل أنه لا يعتزم تجاهل العلاقات الروسية – الإيرانية، لكنه أيضًا أبلغ الإيرانيين أنه لا يعتزم القيام بالأمر ذاته مع إسرائيل، وأكد أمام مسؤولي البلد الفارسي أن ثمة مصالح مشتركة تجمع بين موسكو وتل أبيب.

ووصفت الصحيفة العبرية هذا الأمر بأنه "رقص على الحبلين"، مقتبسة تصريحات أدلى بها عضو البرلمان الروسي إيغور موروزوف، رئيس اللجنة البرلمانية للصداقة الروسية – الإيرانية، والذي أشار إلى مشاركته في ندوة بأحد مراكز البحوث الإستراتيجية في طهران.

ونقلت عنه أن الإيرانيين أبلغوه خلال الندوة أن "إسرائيل هي العدو الذي يهدد بمهاجمة البلاد، وأنتم في الوقت نفسه تمتلكون علاقات صداقة معه، كيف يمكن أن تستقيم الأمور؟". ورد النائب الروسي خلال الندوة بقوله إن "25% من المواطنين الإسرائيليين من أصول روسية ومن الاتحاد السوفييتي السابق".

وتحدث عن العلاقات القائمة على المصالح المشتركة، وقال إن مليوني سائح روسي يزورون إسرائيل سنويًا والعكس، وإن الجانبين وجدا لغة مشتركة، وإن العلاقات الجيدة مع إسرائيل منحت موسكو مجالًا لإقناع الغرب وكذلك إسرائيل نفسها، بعدم شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية حين كانت طهران تعاني الحظر.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com