3 أسباب وراء التحول الإيجابي في علاقة الأردن مع إيران
3 أسباب وراء التحول الإيجابي في علاقة الأردن مع إيران3 أسباب وراء التحول الإيجابي في علاقة الأردن مع إيران

3 أسباب وراء التحول الإيجابي في علاقة الأردن مع إيران

التطور الجديد اللافت في العلاقات الأردنية الإيرانية مثّل نوعا من المفاجأة، غير أنها مفاجأة لها أسبابها، حيث تمثل هذا التطور في عدة محاور:

أولا: الزيارة الودية التي قام بها وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف إلى العاصمة الأردنية عمّان الثلاثاء الماضي، 14 يناير الجاري.

ثانيا: إعلان موافقة الأردن على ترشيح سفير إيراني جديد هو فردوسي بور، المتوقع وصوله عمان قبل الحادي عشر من الشهر المقبل، الذي يصادف العيد الوطني الإيراني، في ذكرى انتصار الثورة على نظام الشاه. حيث تمت الموافقة على السفير بور قبل أيام قليلة من زيارة ظريف، وأعلنت بعد يومين من زيارته.

وترافق هذا الإعلان مع قرار أردني بترشيح سفير جديد لدى طهران لم يعلن عن اسمه، بعد أن ظل مقعد السفير شاغرا في العاصمة الإيرانية منذ غادرها الدكتور بسام العموش فجأة، دون وداع قبل قرابة العشر سنوات.

عمّان تأخرت موافقتها على السفير الإيراني المرشح بضعة أشهر.. تاركة العلاقات بين البلدين في حدها الأدنى، وهو ما تجلى لدى زيارة وزير الخارجية الإيراني السابق لعمان أوائل أيار/مايو الماضي.

وهنالك ثلاثة أسباب رئيسة لدى الأردن لهذا التحول الذي وصفه البعض "بالإيجابي" نحو مستقبل العلاقة مع إيران:

الأول: فوز الرئيس الإيراني المعتدل حسن روحاني.

إذا أن تاريخ العلاقة بين البلدين، منذ رحيل الشاه يسجل أن العلاقات تحسنت بشكل لافت فقط في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي.

وعليه فإنه الأمر طبيعي أن تتجاوب عمّان في عهد روحاني مع اليد الإيرانية التي ظلت ممدودة وحدها لسنوات طوال من الجفاء الأردني تمثل في:

1. تعليق الأردن لاجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة العليا بين البلدين.

2. عدم التجاوب مع جميع المبادرات الإيرانية من طراز مد شبكة سكة حديد تربط إيران بالأردن، وتمديد أنبوب ناقل للنفط.. ورفض فتح الحدود الأردنية في وجه السياحة الدينية الإيرانية.. وكلها مقترحات مغرية من وجهة نظر المصالح الاقتصادية للأردن.

الثاني: النتائج الإيجابية لزيارة الدكتور عبد الله النسور لبغداد الشهر الماضي، والتي تحتاج إلى إسناد بعلاقات موازية مع طهران.

إن أبرز نتائج زيارة النسور إلى بغداد كانت:

1. تسريع تمديد أنبوب نفط البصرة ـ العقبة، الذي تبلغ عائدات نقل النفط من خلاله عبر الأراضي الأردنية ثلاثة مليارات دينار هي حصة الخزينة الأردنية.

2. اقامة شبكة سكة حديد تربط العراق بالإردن.

والمشروعان يعنيان حكما ربط الأردن بشبكة السكة الحديدية الإيرانية عبر الشبكة العراقية.. وتسهيل نقل السياحة الدينية الإيرانية إلى الأردن.

الثالث: توقيع الإتفاق الإيراني الأخير مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية، بما قلل من حجم التوتر فيما يخص الملف النووي الإيراني. وهو اتفاق كان منتظرا أن ينعكس على علاقات إيران مع عدد من حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية.

حتى نتمكن من تقدير حجم التطور "الإيجابي" في العلاقات الأردنية - الإيرانية، لا بد من التذكير ببعض تفاصيل زيارة وزير الخارجية الإيراني السابق لعمان أوائل أيار/مايو الماضي.

زيارة علي أكبر صالحي وزير الخارجية الإيراني السابق هدفها التلويح بفوائد تطوير علاقات الأردن بإيران، حيث عبر بلغة دبلوماسية عن الرغبة بتطوير العلاقات بين البلدين، ودعم الاقتصاد الأردني. وأشار إلى أن "الأردن يقع داخل محيط من النيران، غير أن الأردن استطاع بفضل سياسة الملك الحكيمة، أن يتجاوز الصعاب. واعتبر أن الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الأردن، لا يختص بها وحده، وإنما هي مشكلة عالمية".

وفي المقابل، رفض وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أي تصريحات إيرانية تعكر صفو العلاقة بين إيران والأردن، واصفا اياها بأنها "مرفوضة جملة وتفصيلاً".

وقال جودة إننا "نرفض جملة وتفصيلاً أي تصريحات إيرانية ضد الأردن".

وقال بعد انتهاء اللقاء مع صالحي "طلبنا إدانة رسمية من إيران لأي تصريحات تصدر عن غير المخولين بالحديث عن الشأن الدبلوماسي"، لافتا إلى أن المباحثات المغلقة التي أجراها مع الوزير صالحي تناولت هذا الموضوع تحديدا.

فيما اعتبر صالحي أن "الموقف الرسمي يصدر من المرشد والرئيس ووزارة الخارجية".

وأكد جودة بدوره، في مؤتمر صحفي مشترك، غادره قبل الوزير الإيراني، اختلاف الموقف الأردني مع طهران بشأن العديد من القضايا، وقال إن موقف الأردن "واضح من وحدة مملكة البحرين، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واحتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى منذ عام 1971) والملف النووي الإيراني". وأضاف جودة "وقد أبلغنا الجانب الإيراني بذلك. ونحن لا نريد تحويل المنطقة إلى منطقة سباق في التسلح".

أما زيارة ظريف، فيبدو أنها كانت ظريفة، لم يشبها ما يعرقل إقامة علاقات جيدة بين البلدين، حيث أكد "الرغبة في تعزيز العلاقات بين البلدين بما ينعكس إيجابا على المصالح المشتركة للشعبين الأردني والإيراني".

غير أن هذا لا يعني عدم وجود اعتراضات على النهج السياسي الأردني الجديد.

عبر عن ذلك بشكل موارب، وزير الدولة السابق لشؤون الإعلام والإتصال، سميح المعايطة، عبر مقال نشره في صحيفة "الرأي" شبه الرسمية، التي يتولى رئاسة مجلس إدارتها، بدعم من قبل أحد أهم مراكز القوى.

وتحت عنوان "نحن وإيران"، حذر المعايطة، وهو مراسل سابق للإذاعة الإيرانية الناطقة بالعربية.. بلغة مواربة من التعامل مع إيران، قائلا "عملت القيادة الأردنية على تعميق العلاقة في مراحل الإعتدال الإيراني وتحديداً فترة حكم الرئيس خاتمي، وكان هناك آفاق لتطوير العلاقة، لكن إيران كانت محترفة في صناعة الشك والقلق بسياساتها، بل إن نفوذها المتزايد في دول الإقليم جعلها أقل حذراً في إعلان نواياها في توسيع النفوذ".

وتؤكد مصادر موثوقة الإطلاع في عمّان أن موقف المؤسسة الأمنية لا يزال على حاله حيال قلق العلاقة مع إيران.. بعد أن طويت سريعا صفحة مقترحات استراتيجية كان تقدم بها الفريق أول محمد الذهبي، مدير المخابرات الأسبق، للملك عبد الله الثاني قبيل قمة دمشق العربية في آذار/مارس 2008، ودعت إلى تطوير العلاقات مع كل من دمشق وطهران وحزب الله وحركة "حماس".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com