هل يمهد غموض موقف إدارة ترامب إلى تسليم غولن للسلطات التركية؟
هل يمهد غموض موقف إدارة ترامب إلى تسليم غولن للسلطات التركية؟هل يمهد غموض موقف إدارة ترامب إلى تسليم غولن للسلطات التركية؟

هل يمهد غموض موقف إدارة ترامب إلى تسليم غولن للسلطات التركية؟

يكتنف الغموض موقف الإدارة الأمريكية من رجل الدين التركي فتح الله غولن، المتهم بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تموز/يوليو العام الماضي.

ويعيش غولن في مجمع منعزل بمنطقة جبال بوكونو في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، والكثير يتوقف على ما إذا كان سيستمر بقاؤه هناك أم لا.

ولا يزال طلب تسليم رجل الدين الذي قدمته الحكومة التركية في سبتمبر قيد الدراسة، حيث إن صبر تركيا بدأ ينفد بشأن مصير الرجل الذي وصفه البعض بـ"أسامة بن لادن التركي"، فيما وصفه آخرون بأنه ليس سوى كبش فداء للرئيس التركي رجب طيب أردوغان المتعطش للسلطة.

محادثات لتسليم غولن 

وفي نهاية هذا الأسبوع، أصبح غولن محل جدل في أمريكا بعد أن قال رئيس وكالة المخابرات الأمريكية السابق جيمس وولسي لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إنه كان حاضراً في اجتماع عقد في سبتمبر الماضي، بين كبار المسؤولين الأتراك ومستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب مايكل فلين حيث ناقش الجانبان سبل تسليم غولن إلى تركيا.

وقال وولسي للصحيفة، "من الممكن وصف ما حدث بالنقاش العميق، لكنه كان حول مسألة خطيرة جداً من شأنها أن تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون"، مضيفاً أن "مناقشة خطة محددة لاتخاذ إجراء جنائي ضد غولن لن تتم في حضوره، مشككاً أن تكون هناك مؤامرة لتسليمه". فيما نفى هذا الإدعاء المتحدث باسم فلين، الذي تلقى أكثر من 500 ألف دولار للضغط من أجل المصالح التركية خلال فترة عمله كمستشار للرئيس ترامب.

وقال برايس فلويد المتحدث باسم فلين، إن الادعاء الذي قدمه وولسي بأن الجنرال فلين أو أي شخص آخر ناقش انتقال غولن من الولايات المتحدة خلال الاجتماع مع المسؤولين الأتراك في نيويورك "غير صحيح".

ويؤكد اتهام وولسي أهمية غولن، الذي ينفي تورطه في محاولة انقلاب يوليو، كما أنه يثير تساؤلات حول كيفية تحول العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا في ظل إدارة ترامب، في الوقت الذي تتصاعد فيه الحرب التركية ضد الأكراد السوريين في ظل حرب الولايات المتحدة التي تقودها بالوكالة ضد داعش.

نهج غامض 

ويرى العديد من القادة العسكريين الأمريكيين، أن مقاتلي البيشمركة الأكراد هم الأنسب لهزيمة داعش، وربما يعود ذلك إلى أن البيشمركة يأملون في إقامة دولة كردية تشمل الأراضي التي تسيطر عليها داعش حالياً، ولكن هذه المنطقة تقع شمال سوريا وتجاور تركيا أيضاً، التي تعارض الفكرة وتعتبر وحدات حماية الشعب، وهي ميليشيا كردية سورية منتشرة في مناطق الأكراد بسوريا مجرد جناح آخر من جماعة إرهابية انفصالية تعمل داخل تركيا.

وأشاد ترامب بقوات البيشمركة، ورغم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لاستعادة عاصمة داعش في الرقة، تستعرض الإدارة ما إذا كانت ستوافق على مخطط تم اقتراحه في عهد أوباما بشأن دعم الأكراد السوريين في تلك الحرب، كما ذكرت مجلة السياسة الخارجية الأمريكية في 3 مارس.

ولم يتضح إلا القليل عن نهج الإدارة الأمريكية الجديدة في الأسابيع الثلاثة الماضية، ومع مرور الوقت أرسلت تركيا قوات لمحاربة داعش في بلدات غرب مدينة الرقة، في محاولة واضحة لفرض السيطرة على المدينة واستمرت في الضغط على الولايات المتحدة لتبقى بعيدة عن الأكراد.

ولم تذكر تركيا كيف ستتصرف إذا تدخلت إدارة ترامب في الصراع ضد الأكراد، كما أشار مقال بصحيفة السياسة الخارجية، فإن هناك عاملين يمكن أن يحددان ذلك، وهما القواعد العسكرية الأمريكية التي تقع جنوب تركيا، بالقرب من مناطق الحرب في العراق وسوريا، وتودد تركيا مؤخراً إلى روسيا بعد تدهور العلاقات مع أوروبا.

خيوط مفقودة

وغولن، الذي يتسم نهجه بالوسطية مع المزيج من الفكر العلماني يمتلك شعبية كبيرة في تركيا، وذكرت قناة الجزيرة، أن تقريرًا صادرًا عن البرلمان البريطاني يوم السبت، كشف أن أتباع غولن كانوا متورطين في مؤامرة الانقلاب على الرغم من أن التقرير لم يتوصل إلى أدلة تفيد بأن قادة الحركة وبعض المنظمات تآمروا معاً للإطاحة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقال التقرير، "لجنة الشؤون الخارجية لا تعرف سوى القليل جداً عن المسؤول وراء محاولة الانقلاب في تركيا أو عن أعضاء منظمة غولن الذين تصفهم الحكومة التركية بالمسؤولين الوحيدين عن الانقلاب".

كما أثار مسؤولون أوروبيون آخرون شكوكاً بشأن مزاعم تركيا، وفي مقابلة نشرت يوم السبت الماضي، قال رئيس الاستخبارات الخارجية الألمانية برونو كال: "الحكومة التركية فشلت في إقناع ألمانيا بأن غولن هو المسؤول عن الانقلاب".

وقال كال، لمجلة دير شبيغل الألمانية: "تركيا حاولت إقناعنا بشتى الطرق، لكنها لم تنجح بعد"، مشيراً إلى رغبة أردوغان في طرد غير الموالين له خارج الحكومة.

وأضاف، "حتى قبل 15 يوليو، شنت الحكومة التركية موجة كبيرة من التطهير داخل مؤسسات الحكومة، ولهذا ظنت بعض العناصر داخل الجيش أن عليهم القيام بمحاولة انقلاب قبل أن يتم الإطاحة بهم، ولكن ما لبث أن تم تطهيرهم أيضًا".

وتابع "عواقب الانقلاب الذي شهدناه كانت ستحدث على أي حال، وكان الانقلاب على الأرجح مجرد ذريعة لما تبعه". فيما قال متحدث باسم أردوغان، أن تصريحات كال كانت دليلاً على أن ألمانيا تدعم منظمة "فتح الله غولن الإرهابية".

وقال إبراهيم قالين لـ "سي إن إن" التركية، "إنها محاولة لدحض كل المعلومات التي قدمناها لهم بشأن تلك المنظمة الإرهابية"، مضيفاً أن ألمانيا تستخدم هذا الأمر كأداة للضغط على تركيا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com