كيف استجابت إيران للتطورات الجديدة بالمنطقة في ظل التهديدات الأمريكية؟
كيف استجابت إيران للتطورات الجديدة بالمنطقة في ظل التهديدات الأمريكية؟كيف استجابت إيران للتطورات الجديدة بالمنطقة في ظل التهديدات الأمريكية؟

كيف استجابت إيران للتطورات الجديدة بالمنطقة في ظل التهديدات الأمريكية؟

تواجه طهران واقعا جديدا منذ تسلم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المعروف بمعارضته للنظام الإيراني، حيث تعمل واشنطن على تشكيل تحالف من دول خليجية وعربية، وصفته وسائل الإعلام العربية بـ"حلف ناتو العرب" الذي يستهدف إيران.

وفي المقابل، تشعر إيران أنه على الرغم من تحالفها مع روسيا في الأعوام الأخيرة بمختلف المجالات، إلا أن موسكو بدأت تتخلى عنها لمصالحها الحيوية الأخرى، مثل التفاهم مع واشنطن من أجل التقدم في الجهود الرامية لرفع العقوبات المفروضة عليها، والتفاهم مع تركيا لتكون أكبر شريك إقليمي لها.

وأدت هذه التطورات إلى شعور طهران، بأنها محاصرة وتحت تهديد وجودي مستجد، في ضوء تبلور جبهة شاملة بين الولايات المتحدة وروسيا والعرب، بما في ذلك إسرائيل ضد النظام الإيراني.

وحسب تقرير معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط "ميمري"، فإن الرد الإيراني على الوضع والتطورات الجديدة يتسم باستجابة إيران لهذه التطورات بالخوف من النشاط الأمريكي ضد نظامها، الذي يتضح في عدة مجالات.

ضبط عسكري

وجاء في التقرير، أن أول هذه المجالات، قيام إيران بضبط عسكري ملحوظ ووقف التجارب الصاروخية بعيدة المدى، استجابةً لتحذير الرئيس ترامب.

ففي أعقاب فشل إطلاق إيران لصاروخها بعيد المدى خورمشهر في الـ 29 من كانون الثاني/ يناير 2017، أعلنت إدارة ترامب وضع إيران تحت المراقبة، وكانت إيران تتحضر في ذلك الوقت لإطلاق صاروخ آخر بعيد المدى، وقامت بالتحضيرات العملية لذلك لكن ألغي إطلاق الصاروخ بعد تحذيرات الولايات المتحدة.

واشتكى قائد بالحرس الثوري الإيراني يدعى أمير علي حاجي زاده في التاسع من آذار/ مارس، من أن إيران رُدعت بشدة لدرجة امتناعها عن استخدام صاروخ لإطلاق قمر صناعي في المدار.

وفي هذا الإطار، قال زاده: "لدينا صاروخ لاستخدامات غير عسكرية لإطلاق أقمار صناعية، لكن يتم تخزينه الآن بسبب نبرة أمريكا الغاضبة"، متسائلاً: "إلى متى سيتم ابتزازنا وإجبارنا على التنازل؟ إن لم نغير إستراتيجيتنا واستمررنا في العمل وفقاً لأوامر من مسؤولين عالقين في الوحل، سيتدهور وضعنا يوماً إثر يوم".

وفي اليوم التالي لإلغاء إطلاق الصاروخ في الرابع من شباط/ فبراير، قال قائد سلاح الطيران أمير علي حاجي زاده: "تبحث أمريكا عن أعذار حول اختباراتنا على الصواريخ، لأن العدو يركز جهوده على إيذاء أمننا، فالعدو يعاني مع قضايا مثل قدراتنا وعلومنا النووية وقوة صواريخنا وما إلى ذلك، وكلها مجرد أعذار لتبرير عدائهم تجاه النظام الإسلامي والأمة الإيرانية".

ومما يشير أيضاً إلى الضبط العسكري لإيران، تصريحات وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان في الـ 9 من شباط/فبراير، إذ تحدث في عشية يوم الثورة الإيرانية عن "الإدعاءات الجديدة من العناصر الأمريكية ووسائل الإعلام حول إجراء إيران اختبار صواريخ جديد".

وقف الاستفزازات

أما ثاني هذه المجالات التي يتضح فيها خوف طهران من الغضب الأمريكي، فهي وقف الاستفزازات ضد سفن تابعة للبحرية الأمريكية، إذ صدر تقرير رسمي من الحرس الثوري الإيراني، بأن مسؤولية التعامل مع طواقم السفن الأجنبية التي تخترق المياه الإيرانية الإقليمية، نقلت من الحرس الثوري إلى منظمة الموانئ والملاحة البحرية .

ويعود هذا الإجراء للخوف من الاستجابة القاسية من قبل إدارة ترامب لإهانة الأسرى الأمريكيين، كما حدث في الـ 26 من كانون الثاني/ يناير، على الرغم من عدم وجود رد حقيقي على هذا من قبل إدارة أوباما.

وثالث هذه المجالات، وقف التهديدات العامة لحرق السفن البحرية الأمريكية في الخليج العربي وإغراقها، فضلاً عن وقف شبه تام للبيانات العدوانية تجاه الولايات المتحدة.

فقد اختفى شعار "الموت لأمريكا" بالكامل تقريباً من الخطابات الرسمية للمتحدثين باسم النظام الإيراني، بما في ذلك المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، كذلك توقفت عمليات حرق العلم الأمريكي في العلن.

الروح المعنوية

فيما اعتبر تعزيز الروح المعنوية وإقناع الإيرانيين بقوة دولتهم وقدرة القوات المسلحة على مواجهة أمريكا، المجال الرابع.

وفي مثال على ذلك، هو ما أشار إليه وزير الدفاع الإيراني دهقان،  قائلاً: "إيران حالياً في وضع دفاعي ضد التهديد الأمريكي، ونحن نعتبر الدفاع ضرورياً لبلادنا وللدول الإسلامية الأخرى ولكل المسلمين، إن من واجبنا أن نجهز أنفسنا حتى لا يجرؤ أحد على تهديدنا أو ابتزازنا أو مهاجمة بلادنا".

ومن الأمثلة الأخرى على الجهود الرامية لتعزيز الروح المعنوية الوطنية، خطاب للقائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، حين سلط سلامي الضوء على القدرات الدفاعية لإيران.

 وقال سلامي: "لقد تعلمت الأمة الإيرانية أن تخلق القوة بالاعتماد على العقيدة الداخلية، في كل يوم يزيد عدد صواريخنا الدفاعية وسفننا الحربية وقاذفات الصواريخ. الهواء والبحر يقعان تحت سيطرة هذه الأمة".

جبهة المقاومة

وطبقاً لتقرير "معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط"، فإن خامس هذه المجالات، هو تعزيز جبهة المقاومة وتفويض المعركة ضد أعداء إيران، وهم الغرب وإسرائيل والدول العربية.

ومن ضمن هؤلاء المقاتلون بالوكالة: الميليشيات الشيعية، والحوثيون في اليمن وسوريا إضافةً إلى "حزب الله" والمنظمات الفلسطينية التي تديرها إيران، لإحياء جبهة القتال ضد إسرائيل.

وأطلق الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن، أخيراً، صواريخ تجاه السعودية، وفي الـ 17 من آذار/ مارس، أطلق الحوثيون صاروخاً باليستياً متوسط المدى نحو منشأة لشركة "أرامكو" في جازان، إضافة لذلك، أطلق صاروخ من طراز "بركان 2 " يمني الصنع باتجاه قاعدة الملك سلمان الجوية في الرياض.

علاوة على ذلك، صعّد النظام السوري من ردوده على الهجمات الإسرائيلية على قوافل تنقل صواريخ إستراتيجية من إيران إلى "حزب الله"، وعلى عكس ما كان سائداً في الماضي، أطلق النظام الإيراني خلال هذاالأسبوع صواريخ مضادة للطائرات على طائرات إسرائيلية.

وإضافةً إلى ما سبق، تجدر الإشارة إلى أنه في إطار جهود النظام الإيراني لإحياء جبهة القتال الفلسطينية ضد إسرائيل، عقدت طهران في الـ 21 من شباط/ فبراير 2017 ، المؤتمر السادس لدعم الانتفاضة الفلسطينية.

وفي كلمته الافتتاحية في المؤتمر شدد المرشد الأعلى خامنئي على ضرورة مساعدة حركات المقاومة في كفاحها العسكري ضد إسرائيل.

وقال خامنئي، إن "المساعدات الإيرانية لهذه الحركات، ترتبط ارتباطاً مباشراً بمستوى التزام هذه الحركات بمبادئ المقاومة، وتحديداً النضال ضد إسرائيل".

خطة العمل الشاملة

أما آخر هذه المجالات التي يتضح فيها خوف طهران من الغضب الأمريكي، فهي التمسك والإصرار على خطة العمل الشاملة المشتركة مع واشنطن، حتى في ضوء الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة، واعتبرها الإيرانيون في وقت سابق، أنها قد تقود إيران إلى العودة للوضع االسابق لاتفاقية خطة العمل المشتركة.

ويقدّر "معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط"، أن إيران لن تنسحب من اتفاقية خطة العمل الشاملة المشتركة تحت أي ظرف، حتى لو زادت إدارة ترامب من العقوبات المفروضة عليها، وحتى لو تبنت الولايات المتحدة تحركاً عسكرياً ضد المصالح الإيرانية في المنطقة.

ويعود السبب لرفض إيران التخلي عن اتفاقية خطة العمل الشاملة المشتركة، إلى أن الخطة تعتبر إنجازاً تاريخياً لإيران لأنها تمنحها صفة الدولة النووية، علاوة على ذلك، ووفقاً لما ذكره الناطق باسم النظام الإيراني كيهان، فإن حكومة روحاني قدّمت خطة العمل المشتركة كأداة لمنع الحرب ضد النظام الإيراني.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com