لماذا تحرص إسرائيل على إضافة المزيد من الأطراف لقائمة "أعدائها الأساسيين"؟
لماذا تحرص إسرائيل على إضافة المزيد من الأطراف لقائمة "أعدائها الأساسيين"؟لماذا تحرص إسرائيل على إضافة المزيد من الأطراف لقائمة "أعدائها الأساسيين"؟

لماذا تحرص إسرائيل على إضافة المزيد من الأطراف لقائمة "أعدائها الأساسيين"؟

بعد أسابيع معدودة من الطرح الإسرائيلي بشأن الأعداء الجدد، الذين انضموا إلى قائمة من تصفهم بالأعداء الأساسيين، أي إيران و"حزب الله" في المقام الأول، أظهرت أحداث فجر اليوم الجمعة بوادر نتائج المحاولات الإسرائيلية لاقحام الجيشين السوري واللبناني في دائرة العداء المتبادل بينها وبين هذين الطرفين.

ففي الوقت الذي يتحدث فيه السوريون عن نجاحهم في اسقاط مقاتلة إسرائيلية وسط نفي الأخيرة، من غير المعروف إلى أين قد تتطور الأمور خلال الأيام وربما الساعات القادمة.

ومن الملاحظ أن الأسابيع الأخيرة شهدت محاولات إسرائيلية مستميتة لترسيخ رواية ثابتة مفادها أن ثمة تعاونا استراتيجيا قائما بين "حزب الله" والجيش اللبناني، مدعومة بتصريحات صدرت عن الأمين العام للمنظمة حسن نصر الله، فضلا عن الرئيس اللبناني ميشال عون، وعدد من المسؤولين، بمن في ذلك القائد الجديد للجيش اللبناني العماد جوزيف عون.

وبشأن سوريا، طرح مراقبون إسرائيليون مزاعم مؤخرا، حول امكانية دخول الجيش السوري النظامي لمعادلة الحرب بين الجيش الإسرائيلي وبين منظمة "حزب الله" حال اندلعت هذه الحرب في أية لحظة، وفي هذه المرة أيضا استعانت الآلة الإعلامية الإسرائيلية بتصريحات صادرة عن مسؤول عسكري سوري في 20 شباط/ فبراير الماضي، أشار خلالها إلى أن الجيش السوري سيكون شريكا لـ"حزب الله" في أي حرب مستقبلية مع الدولة العبرية.

روايات وأهداف غامضة

وحاول خبراء عسكريون بالدولة العبرية توقع ما يمكن أن تسببه الغارة التي يفترض أنها نفذت بواسطة أربع مقاتلات إسرائيلية فجر الجمعة، والأنباء عن إطلاق صواريخ سورية صوب هذه المقاتلات، واجبارها على الفرار، فضلا عن الأنباء التي ترد من دمشق، والتي تتحدث عن إسقاط مقاتلة عقب عودتها للمجال الجوي الإسرائيلي.

بداية رصد الخبراء بموقع "ديبكا" العبري، ما يمكن اعتباره تطورا لم يحدث من قبل في تاريخ العمليات العسكرية التقليدية، وبالتحديد ما يتعلق بالرواية الإسرائيلية التي تقول إنه تم إطلاق صواريخ منظومة "حيتس" الدفاعية، المضادة للصواريخ الباليستية والطائرات، صوب صاروخ روسي من طراز "إس – 200" أطلق من الجانب السوري.

وأشاروا إلى أنه في حال صحة هذا الأمر، فإنه يعني أن تلك هي المرة الأولى في التاريخ العسكري التي تستخدم فيها داخل ساحة قتال حقيقية، صواريخ مضادة للطائرات "حيتس" لإسقاط صواريخ معادية مضادة للطائرت "إس – 200"، لافتين إلى أنه في وقت ليس من المعقول قبول تلك الرواية، لكن ما هو ثابت أن تلك هي المرة الأولى في تاريخ الحرب السورية التي يقوم فيها الجيش السوري أو ميليشيات "حزب الله" بإطلاق صاروخ من هذا النوع ردا على غارة قام بها سلاح الجو الإسرائيلي.

واستبعد الخبراء بحسب الموقع، إسقاط المقاتلة الإسرائيلية، لكنهم أشاروا إلى أن ما هو خطير يتعلق بالتهديد السوري باستهداف كل مقاتلة تتسلل للمجال الجوي السوري من الآن فصاعدا، ما يعني أنه على إسرائيل أن تنتظر سقوط صواريخ على أراضيها، حال نفذت غارات جديدة في سوريا.

وقدر الخبراء أن إطلاق صاروخ "حيتس" اعتراضي صوب نقطة مقابلة لشمال سوريا، لا يمكن أن تسقط أجزاء منه شمالي الأردن، وأن الأرجح هو أن المقاتلات الإسرائيلية قصفت أهدافا ربما منها قاعدة سلاح الجو السوري الكبرى (T4) قرب تدمر.

حزب الله وشحنات الأسلحة

وقللوا أيضا من الرواية الإسرائيلية الخاصة باستهداف شحنات سلاح متطورة تخص منظمة "حزب الله"، وبنوا روايتهم على أساس أن "حزب الله" لديه وسائل أخرى لنقل السلاح إلى لبنان، وأنه ليس بحاجة لكشف نفسه أمام المقاتلات الإسرائيلية، كما أنه يمتلك العديد من المواقع الحيوية في سوريا والتي يمكن لسلاح الجو الإسرائيلي استهدافها إن أراد ذلك.

وزعموا أن المنظمة اللبنانية تعتمد حاليا على شبكات من الأنفاق قرب الزبداني والقصير غربي سوريا، على مقربة من الحدود اللبنانية، وأن هذه الأنفاق تستخدم لنقل الأفراد والعتاد تحت الأرض.

وذهب خبراء الموقع، إلى أن هناك حقيقة واحدة ظهرت للعيان، وهي أن التورط العسكري الإسرائيلي في سوريا صعد درجة اليوم الجمعة، وأن هناك فرصا كبيرة للغاية لحدوث مواجهات عسكرية قريبا بين إسرائيل والجيش السوري و"حزب الله"، زاعمين أن من سيحدد وتيرة وحجم هذه الحرب هم القادة الإيرانيون الذين يشرفون على هذه القوات.

توريط سوريا ولبنان

ومنذ الشهر الماضي لم تتوقف التقارير الإسرائيلية والتحليلات التي تحاول الترويج لمسألة العلاقة بين "حزب الله" والجيش السوري واللبناني، والتي ستنعكس على الحرب المقبلة لزعمها.

ونقلت صحيفة "معاريف" مثلا في شباط/ فبراير الماضي، عن مصادر عسكرية بالجيش الإسرائيلي، أن العلاقات بين الدولة السورية وبين منظمة "حزب الله" تزداد عمقا، على خلفية مشاركة الأخيرة في الحرب الأهلية إلى جوار نظام  الرئيس بشار الأسد، مدعومة بالغطاء الذي توفره القوات الروسية العاملة هناك، مشيرة إلى أن تلك العلاقات بلغت ذروتها حاليا، وأن القوات السورية قد تصبح جزءا من معادلة الحرب المقبلة بين إسرائيل وحزب الله، حال اندلعت.

وطبقا لما أوردته الصحيفة، تتابع إسرائيل عن كثب جميع تحركات منظمة "حزب الله" داخل الأراضي السورية وداخل لبنان، وتتبع مسيرة التسليح التي تقوم بها المنظمة، كما تعلم أماكن تواجد عناصرها داخل سوريا، وأي مناطق يمكن أن تستغلها لتشن هجمات داخل إسرائيل من ناحية الجولان.

وتكرر الأمر مع الجيش اللبناني، وكان الشهر الماضي أيضا قد شهد تقارير وتصريحات إسرائيلية تصب في هذا الاتجاه. ولا تتوقف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية عن ترسيخ مزاعم بشأن ما تصفها بالعلاقات العميقة بين الجيش اللبناني وبين ميليشيات "حزب الله"، ويبدو وأن لها أهدافا استراتيجية تريد تحقيقها على المدى البعيد.

وبدأت بوادر هذا الطرح في الظهور حين بدأ قادة كبار بجيش الاحتلال الحديث بشكل متزامن عن اعتبار جيش لبنان و"حزب الله" هدفا حال اندلعت حرب ثالثة، وقالوا إن التعاون بين الجيش اللبناني و"حزب الله" لا يقتصر على حالات عابرة أو مؤقتة أو حالات مرتبطة بمواقع محددة، تتطلب هذا التعاون.

معادلة في غاية التعقيد

وتساءل المعلق الإسرائيلي آفي سخاروف عبر موقع "واللا" يوم العاشر من شباط/ فبراير الماضي عن النتائج التي ستنبثق عن اعادة تقييم العلاقة بين "حزب الله" والجيش اللبناني وانعكاساتها على الحرب القادمة، كما تساءل إذا ما كان الجيش اللبناني سيجد نفسه يحارب ضد الجيش الإسرائيلي في تلك الحرب المفترضة.

وحذر من امكانية توريط الجيش اللبناني في أي صراع مستقبلي، مدللا على سهولة حدوث ذلك بأن عناصر من "حزب الله" طالما ينفذون مهاما جنوبي لبناني، متنكرين بزي الجيش اللبناني، زاعما أن عناصر المنظمة الشيعية في أحيان كثيرة ينضمون لدوريات عسكرية يقوم بها الجيش، مشيرا إلى أن تواجد الأخير في الجنوب ربما يعد بهذه الطريقة تواجدا هامشيا، بعد أن تحولت قرى الجنوب إلى حصون لصالح المنظمة.

وبناء على كل ذلك، يجري الحديث حاليا عن معادلة في غاية التعقيد، حيث يعد "حزب الله" طرفا مشتركا في حالة الجيش السوري واللبناني على السواء، وهو أمر يحتاج إلى محك حقيقي لكي تتضح الأهداف الإسرائيلية من وراء صناعة هذا المحور المرتبط لزعمها بحزب الله وإيران، ودفعه نحو إعادة تقييم مواقفه جراء الاستفزازات الإسرائيلية، والتي تجد الأخيرة سهولة بالغة في صناعتها، ومن ثم دفع هذه الأطراف للمواجهة.

ومن غير المستبعد أن يكون الهدف من وراء كل هذه التطورات يتعلق بالمعترك السياسي، حيث أن مثل هذه التوترات، والتي يستشعرها الشارع الإسرائيلي، وتنجم عن سيناريوهات تتم صناعتها بدقة، تسهم وحدها في تحقيق الاستقرار للائتلاف الحكومي الإسرائيلي الذي يترنح على وقع المشاكل الداخلية وقضايا الفساد والخلافات الحزبية التي لا تتوقف، هذا بخلاف صرف الأنظار عن الملف الفلسطيني والزخم الذي يشهده حاليا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com