كيف تطورت العلاقات بين روسيا وتركيا وعلى حساب من؟
كيف تطورت العلاقات بين روسيا وتركيا وعلى حساب من؟كيف تطورت العلاقات بين روسيا وتركيا وعلى حساب من؟

كيف تطورت العلاقات بين روسيا وتركيا وعلى حساب من؟

في الوقت الذي تمر فيه علاقات تركيا مع الكثير من بلدان الاتحاد الأوروبي بمرحلة من التصعيد، تشير الشواهد إلى أن علاقاتها مع روسيا تسير في خط صاعد نحو مزيد من التعاون المشترك.

ورغم أن هذه العلاقات كانت قد بلغت ذروة التناقضات والخلافات، وحتى المواجهة المسلحة التي تمثلت في إسقاط القاذفة الروسية فوق سوريا في 24 نوفمبر 2015، إلى جانب اغتيال السفير الروسي في أنقرة نهاية ديسمبر من العام الماضي، فقد نجح البلدان في تجاوز خلافاتهما في أعقاب المصالحة التاريخية بعد تلبية الرئيس رجب طيب أردوغان، لشروط نظيره الروسي فلاديمير بوتين، والتي كان أولها تقديم اعتذاره الصريح عن إسقاط الطائرة الروسية ومقتل طيارها.

وما إن وصلت رسالة الاعتذار إلى الرئيس بوتين، حتى قبل الأخير تحديد موعد استقبال نظيره التركي في مدينته الأم سان بطرسبورغ في أغسطس 2016. آنذاك تحركت كل آليات الدولتين على النحو الذي كشف عن رغبة مشتركة في تعويض الجانبين لما تكبدته روسيا وتركيا على صعيد العلاقات الثنائية، وفي الساحتين الإقليمية والدولية.

 وكشفت الأحداث اللاحقة عن أن الأزمة السورية كانت في صدارة جدول أعمال البلدين وتحركاتهما على الصعيدين الإقليمي والدولي. وقد شهدت الفترة القليلة الماضية نجاح العاصمتين موسكو وأنقرة، في تحريك عملية المباحثات بين فرقاء الأزمة السورية، والتوصل إلى وقف إطلاق النار مع آخر أيام العام الماضي، وإطلاق عملية المباحثات في مسارها الجديد - أستانة، بالاتفاق مع رئيس كزخستان نور سلطان نزاربايف.

وبعد ذلك اتفق البلدان على خطة مشتركة لمكافحة "الإرهاب" في سوريا والانطلاق بعملية السلام إلى آفاق أكثر رحابة، وهو ما كشف عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ختام مباحثاته مع نظيره التركي أردوغان في الكرملين في مطلع الأسبوع الفائت. وقال بوتين لدى تسلمه لأوراق اعتماد حسين ديريوز السفير التركي الجديد في موسكو:"إن العلاقات الروسية التركية تعود إلى مجراها الطبيعي بوتائر ثابتة وتستعيد طابعها متبادل المنفعة".

وأعاد بوتين إلى الأذهان بعضا من مشاهد لقائه مع الرئيس أردوغان، وما تركزت حوله مناقشاتهما في إطار اجتماع مجلس التعاون الثنائي، وبشأن تنفيذ المشروعات الاقتصادية الكبرى في مجال الطاقة، بما في ذلك بناء خط أنابيب نقل الغاز "السيل التركي" ومحطة "أكويو" النووية.

 وخلص الرئيس الروسي إلى أن موسكو "تعرف الدور الذي لعبته تركيا في وقف إطلاق النار وإقناع المعارضة السورية المسلحة بذلك"، مؤكدا على تقديره لمثل ذلك الدور الذي قال بوتين "إنه ساعد على بدء عملية التفاوض السلمية حول سوريا في أستانة".

وفيما تناقلت الأنباء ما يفيد بتقارب أكثر بين العاصمتين موسكو وتركيا ، خصما من رصيد علاقات روسيا مع طهران ودول أخرى مجاورة لتركيا، أكد سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية من جانبه "أن تطبيع العلاقات الروسية التركية ليس موجها ضد دول ثالثة ولا يضر بمصالح أحد".

وقال الوزير الروسي في معرض حديث صحفي أدلى به إلى مجلة "Regional Post Caucasus" الأرمنية أن "العلاقات بين روسيا وتركيا عملية لا يمكن أن تلحق ضررا بدول أخرى. ولا توجد لدى روسيا أجندة خفية. ولا نبني تحالفات سياسية أو اقتصادية موجهة ضد دول ثالثة ومضرة بمصالح أحد".

 وجاء معرض موسكو السياحي الدولي المتواصل حاليا بالعاصمة الروسية، ليكشف عن تجاوز البلدين للكثير من عثرات الماضي على طريق استئناف السياحة والطيران، وعزمهما على تحقيق طفرة كبرى ومعدلات غير مسبوقة في عدد السائحين الروس الذين من المنتظر عودتهم إلى المنتجعات السياحية التركية في القريب العاجل، بمستوى يقول مسؤولو البلدين إنه من المتوقع أن يزيد عن مثيله قبل نشوب الأزمة بين البلدين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com