أزمات جديدة تهدد حكومة نتنياهو والأحزاب الائتلافية لا تستبعد الانتخابات المبكرة
أزمات جديدة تهدد حكومة نتنياهو والأحزاب الائتلافية لا تستبعد الانتخابات المبكرةأزمات جديدة تهدد حكومة نتنياهو والأحزاب الائتلافية لا تستبعد الانتخابات المبكرة

أزمات جديدة تهدد حكومة نتنياهو والأحزاب الائتلافية لا تستبعد الانتخابات المبكرة

يشهد الائتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل، هذه الأيام، أزمات عميقة، تنذر بحسب مراقبين في الدولة العبرية بالذهاب إلى انتخابات مبكرة، وسط تقديرات بأن سبباً واحداً يحول حالياً دون التوجه صوب هذه الخطوة، وهو خشية الأحزاب الائتلافية الإسرائيلية من الفشل أمام أحزاب اليسار والوسط، حال تم حل الحكومة والكنيست واللجوء إلى صناديق الاقتراع.

ويشير مراقبون إلى أن الأحزاب التي تشكل ائتلاف بنيامين نتنياهو، وهي في المجمل أحزاب محسوبة على تيار اليمين، بقيادة حزب "الليكود"، واليمين المتطرف ويمثله حزبا "البيت اليهودي"، و"إسرائيل بيتنا"، فضلاً عن الحزبين الحريديين "شاس"، و"يهدوت هاتوراة"، وحزب "كولانو" الوسطي، أصبحوا على قناعة بأن قيادة نتنياهو للبلاد تترنح، وبدأوا يلاحظون مدى ضعفه على أرض الواقع.

الائتلاف يترنح

ونقل موقع "ميغافون" العبري عن مراقبين أن مقعد نتنياهو "بدأ يترنح، ليس فقط بسبب التحقيقات التي أجريت معه خلال الفترة الأخيرة، لكن لخلافات حادة مع جميع الأحزاب الائتلافية، والتي طفت على السطح وتؤرق نتنياهو وحزبه بشكل يومي"، لدرجة أن خلافاً حاداً نشب خلال الساعات الأخيرة مع وزير المالية موشي كحلون، من يقف على رأس حزب كلبث" الوسطي.

وأدلى كحلون بتصريح غريب أمام مؤتمر عقد في تل أبيب تحت عنوان "خط الصداقة"، حين سأله أحد المحاورين عن علاقاته برئيس الوزراء، فأجاب قائلاً: "لا أعرف لماذا يتحدثون عن صداقة.. كحلون ونتنياهو لم يعودا كذلك".

ويشير المراقبون إلى أن الخلاف الأساس بينهما يتعلق بملف سلطة البث العام، حيث طلب نتنياهو أمس وقف إجراءات إغلاق هذه الهيئة لمدة 6 أشهر، رغم اعترافه بأنه من يتحمل المسؤولية عما وصفه بـ"خطأ تشكيل تلك الهيئة الجديدة"، فيما يعارض كحلون هذا القرار الخاص بإرجاء الإغلاق، لدوافع تتعلق بالموازنة، وكان قد رد على نتنياهو أمس قائلا: "حين يخدم الأمر حملاتك الخاصة فإنك تصف العاملين في هذه الهيئة على أنهم حمساويون".

سيطرة إعلامية

لكن الموازنة وحدها ليست السبب في الخلافات، فقد تعمق التوتر بين الثنائي كحلون – نتنياهو قبل أيام، حين طلب نتنياهو من الأول وحزبه التصويت لصالح مشروع قانون، ينقل إليه السيطرة الكاملة على وسائل الإعلام الحكومية، ورد عليه وزير المالية هنا بوصفه رئيساً لحزب سياسي، وقال: "أنت حقاً لا تريد بثا عاما ولكنك تريد السيطرة".

وأضاف: "عليك أن تفهم أنني تركت حزب الليكود، ولن يمكنك الدخول معي في مناورات، حين تكون الأمور صعبة تختفي من المشهد، وحين تحدث انجازات نراك في الصورة".

وانتقل الخلاف إلى المستوى الحزبي، ودخل رئيس الكتلة النيابية لحزب "كولانو" النائب روعي فولكمان، ورئيس الكتلة النيابية لحزب "الليكود"، النائب دافيد بيتان، في مواجهة حادة خلال استضافتهما في برنامج "ستوديو واي نت" الحواري، الخاص بموقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، حيث بادر فولكمان بالقول "نحن لا نعمل عند نتنياهو"، ورد عليه بيتان قائلاً: "عار عليك"، رافضاً هجوم حزب "كولانو" على رئيس الحكومة.

شاس يهدد

لكن خلاف نتنياهو – كحلون لم يكن الوحيد، حيث هدد وزير الداخلية آرييه درعي، من يقف على رأس حزب "شاس" الحريدي بالانسحاب من الائتلاف، لو واصلت الأحزاب التي تشكله تراشقها، وقال "لو استمر كل حزب في محاولة قتل الحزب الآخر سننسحب من هذا الائتلاف".

وأكد درعي، بحسب موقع القناة الإسرائيلية الثانية، أنه "لو استمر الخلاف بين نتنياهو وكحلون فإن الحكومة ستسقط، وأنه سينسحب من الائتلاف"، مشيراً إلى أن الحكومات "لا تسقط بسبب الأمور العظيمة، لكنها قد تسقط جراء هذه الصغائر".

وتابع أنه يرى أن "الأوضاع  تتفاقم وأنه لم يعد مستعدا للبقاء في ائتلاف يقوم على محاولة اغتيال حزب عن طريق الحزب الآخر"، مشيراً إلى أنه يفضل ترك الائتلاف عن البقاء وسط هذه المتاهة.

أزمة أكاديمية

وبعيداً عن أزمة نتنياهو – كحلون، يجري الحديث عن إشكالية أعمق بكثير، ترتبط بإنذار وضعه وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان لغلق أكاديمية "بني دافيد" للإعداد العسكري، على خلفية تصريحات أطلقها الحاخام يغال لفينشتاين ضد إلحاق الفتيات من القطاع الديني والمثليين بالخدمة العسكرية، حيث طالب ليبرمان الأخير بالاستقالة من الأكاديمية أو إغلاقها، وهو ما تسبب في عاصفة من الانتقادات داخل الائتلاف الحكومي، ومطالب بالتراجع عن القرار أو الانسحاب من الائتلاف.

وتطورت الخلافات في هذا الصدد لتصل إلى غالبية الأحزاب الائتلافية، حيث قاد وزير الإسكان يوآف غلنت الهجوم ضد ليبرمان ممثلا لحزب "كولانو"، وانضم ذئيف إلكين وزير حماية البيئة للهجوم على زميله بالحكومة ممثلا لحزب "الليكود"، فيما عارض وزير البنية التحتية والطاقة والمياه يوفال شتاينتس ما قاله إلكين، واضطر مدير عام مكتب رئيس الوزراء للتدخل لفض هذا الاشتباك.

وعقب هذه الضجة ركب نفتالي بينيت، وزير التعليم، ورئيس حزب "البيت اليهودي"، الموجة، ووجه هجومه صوب نتنياهو نفسه، وقال إنه يتعاطى مع دعوة ليبرمان لغلق الأكاديمية المشار إليها، مطالبا بعدم الصمت إزاء هذه المواقف.

ولفت بينيت في تصريحات نقلتها غالبية المواقع الإخبارية العبرية إلى أن نتنياهو "يتخلى عن الصهيونية الدينية"، وتابع خلال اجتماع الحكومة اليوم الخميس، موجها حديثه لرئيس الحكومة: "نسيت أن تحرص على إحدى أهم المؤسسات التي تعد إسهاماتها لصالح دولة إسرائيل بالكامل".

وأشار الوزير الإسرائيلي إلى أنه يرفض تصريحات الحاخام صاحب المكانة الكبيرة في تلك الأكاديمية بشأن الفتيات والمثليين، وتجنيدهم بالجيش، ولكنه هدد باتخاذ موقف حال تعاطي نتنياهو مع الإنذار الذي وضعه ليبرمان أمام الحاخام لفينشتاين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com