هولندا أمام استحقاق انتخابي قد يغير وجه أوروبا السياسي
هولندا أمام استحقاق انتخابي قد يغير وجه أوروبا السياسيهولندا أمام استحقاق انتخابي قد يغير وجه أوروبا السياسي

هولندا أمام استحقاق انتخابي قد يغير وجه أوروبا السياسي

تنطلق اليوم الأربعاء الانتخابات التشريعية الهولندية، وسط توقعات بانتصار التوجه "الشعبوي" ما قد يكون بداية لتحول تاريخي، من شأنه تغيير وجه القارة الأوروبية مع اقتراب موعد استحقاقات انتخابية في دول أوروبية أخرى.

وتوقع عدد من المحللين فوز اليمين المتطرف، متمثلًا بحزب الحرية المعادي للإسلام، ولمنظمة الاتحاد الأوروبي، ولقضايا المهاجرين. كرد فعل لتدفق المهاجرين المكثف إلى القارة العجوز. في حين أكدت استطلاعات رأي أخرى تراجع شعبيته في الآونة الأخيرة بعد تقدمه لشهور.

ويرى الكاتب والمؤرخ البريطاني، تيم ستانلي، "أن الانتخابات الهولندية تخبرنا بما سيحدث في بقية أنحاء أوروبا". رابطًا تقدم حزبٍ يمينيٍ في استطلاعات الرأي، في دولة كهولندا تتسم بالتحرر والقوة الاقتصادية، وانخفاض معدلات الجريمة، برفض المجتمع الهولندي لموجة الهجرة الجماعية التي اجتاحت أوروبا.

ويقول ستانلي في مقال نشرته صحيفة "الديلي تلغراف" البريطانية، اليوم الأربعاء، "إن توجه اليمين السياسي في أوروبا بدأ من الناحية التاريخية، وللغرابة من هولندا مع مطلع الألفية الجديدة، إذ برز أكاديمي مثلي الجنس يدعى بيم فورتين وبدأ التبشير بسياسات معادية للإسلام والمسلمين قامت بدورها بإحداث انقلاب مع الوقت في السياسة الهولندية بشكل عام".

وأضاف، "أن زعيم حزب الحرية، خيرت فيلدرز -على خطى فورتين بعد وفاته- يعارض الهجرة لا على أسس بيولوجية وعنصرية، ولكن على أساس واحد وهو أن الإسلام (دين متزمت) وتعاليمه تمنع أتباعه من الاندماج في الثقافة الغربية والمجتمعات الأوروبية".

ويتلخص برنامج فيلدرز الذي يقع في صفحة واحدة، بإغلاق الحدود أمام المهاجرين، ومنع بيع القرآن، وإغلاق المساجد، في بلد يشكل المسلمون 5% من سكانه.

ولا يبدو موقف منافس فيلدرز؛ رئيس الوزراء الهولندي، وزعيم حزب الشعب الليبرالي المحافظ، مارك روته، ببعيد عن الاستقطاب "الشعبوي"، بعد سلسلة من المعارك الكلامية مع الحكومة التركية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي يرى فيها بعض المحللين أنها "مفتعلة وتخدم الأجندة الانتخابية لمسؤولي البلدَين".

وتوترت العلاقات التركية الهولندية، بعد رفض هولندا إقامة تجمعات انتخابية خاصة بالجالية التركية للقاء مسؤولين أتراك، لدعم تعديلات في الدستور التركي قبيل استفتاء شعبي من المقرر إجراؤه منتصف نيسان/أبريل المقبل.

ويستغرب الصحافي التركي، إيج تيميلكوران، خوف الحكومة الهولندية من الأجانب، مشيرًا إلى احتمال تورط روته بممارسة "سياسات شعبوية لحشد الدعم لنفسه بقدر حاجة أردوغان".

ويقول تيميلكوران في مقال نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، اليوم الأربعاء، "إن الناخبين الهولنديين ربما ينجذبون مجددًا للتصويت لروته.. على حساب.. فيلدرز، وذلك بعدما شاهدوا العنف الذي مارسته الشرطة الهولندية في تفريق المتظاهرين الأتراك في شوارع روتردام".

وتأتي الانتخابات الهولندية، بعد أن شهد العالم تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي، وبعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، وهو من اتخذ من عدائه للمهاجرين أساسًا استند إليه في حملاته الانتخابية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com