هل ستشكل زيارة غرينبلت للمنطقة نقطة تحوّل محتملة في العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية؟
هل ستشكل زيارة غرينبلت للمنطقة نقطة تحوّل محتملة في العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية؟هل ستشكل زيارة غرينبلت للمنطقة نقطة تحوّل محتملة في العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية؟

هل ستشكل زيارة غرينبلت للمنطقة نقطة تحوّل محتملة في العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية؟

تشكل الزيارة التي يقوم بها جيسون غرينبلت، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعملية السلام بالشرق الأوسط، اليوم وغدًا، إلى تل أبيب ورام الله، نقطة تحول مهمة في ملف العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية، حيث من المفترض أن يستمع المبعوث الأمريكي لموقف الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية ومقترحاتهما بشأن إمكانية العودة إلى طاولة المفاوضات، في حين يدعو وزراء ونواب بالكنيست إلى بدء فرض السيادة الإسرائيلية على "معاليه أدوميم" شرقي القدس، والتي يبلغ تعداد سكانها قرابة 38 ألفًا.

وتتهم مصادر فلسطينية، سلطات الاحتلال باستغلال زيارة غرينبلت لتمرير خطوات على الأرض، فيما يتعلق بمنظومة الاستيطان، في حين أشار مراقبون إلى إمكانية قيام إسرائيل بخطوات من هذا النوع بالفعل، وذكرت بما حدث إبان زيارات سابقة لمسؤولي الإدارة الأمريكية السابقة، والذين طالما وقعوا في حرج كبير، أدى في النهاية إلى تدهور العلاقات الأمريكية– الإسرائيلية.

وأشار الموقع الإلكتروني لصحيفة معاريف العبرية، إلى أن المسؤول الأمريكي غرينبلت سيلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على أن يلتقي الثلاثاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "أبو مازن" في رام الله، حيث سيستمع إلى المواقف الإسرائيلية والفلسطينية، ومطالب الطرفين من أجل العودة للمفاوضات السياسية بشأن حل الدولتين.

ونقل الموقع تصريحات أطلقتها حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، لإذاعة "صوت فلسطين"، جاء فيها أن ترامب "ترك علامة استفهام أمام حل الدولتين"، مشيرة إلى أن ترامب "يرى الجانب الفلسطيني شريكًا في أي حل سياسي، وأنه لا يمكن الوصول إلى حل بدون الفلسطينيين".

انتهاكات بالتزامن مع الزيارة

ونشرت وزارة الخارجية الفلسطينية بيانًا، بحسب ما أوردته وكالة "معا" الفلسطينية للأنباء، اليوم الإثنين، جاء فيه أن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي اليومية ضد الفلسطينيين، "دليل قاطع على غياب شريك سلام جدي في إسرائيل، وأن الأخيرة ماضية في تقويض حل الدولتين، وبوصلتها حتى الآن لا تؤشر إلى نوايا إيجابية لاستئناف مفاوضات جدية وذات معنى".

وورد في البيان، أنه "في الوقت الذي بدأت فيه الإدارة الأمريكية بالتحرك وإجراء المشاورات مع الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني، بهدف تحريك عملية السلام واستئناف المفاوضات، تواصل حكومة اليمين في إسرائيل برئاسة نتنياهو، سرقة المزيد من الأرض الفلسطينية عبر إصدار قرارات وإخطارات المصادرة".

ودلل البيان على الخطوات التي تقوم بها حكومة نتنياهو على الأرض بالتزامن مع الزيارة، بتأكيدها على أن هناك قرارات صدرت بالفعل بشأن البناء في قرى وبلدات منطقة "الشعراوية" شمال طولكرم، وعمليات تجريف لبناء حي استيطاني جديد على قرية "عزون العتمة" في محافظة قلقيلية، إضافة الى إطلاق يد المستوطنين بحماية جيش الاحتلال، للاستيلاء على المزيد من الأرض الفلسطينية الزراعية والرعوية.

حلقة مفرغة

وتنتظر الحكومة الإسرائيلية من إدارة ترامب دعمها الكامل بشأن منظومة الاستيطان في الأراضي المحتلة، لأن الاستيطان في المجمل يعد من الأركان الأساسية للفكر الصهيوني، ولتثبيت بقاء حكومة اليمين والحصول على دعم أتباع التيار القومي والصهيونية الدينية، فضلًا عن سلامة الائتلاف الحاكم والذي تهيمن عليه هذه التيارات.

وتبدو الإجراءات الإسرائيلية التي تتم بالتزامن مع الزيارة، دليلًا على أن الفترة المقبلة ستشهد العودة إلى ظاهرة "الحلقة المفرغة"، التي اتسمت بها العلاقات الفلسطينية–الإسرائيلية في السنوات الأخيرة، حيث تدعي إسرائيل أنها لا تجد شريكًا فلسطينيًا يمكن الحديث معه.

وتلقي السلطة الفلسطينية بثقلها في المقابل على أطراف دولية وإقليمية، مدفوعة بمواقفها المؤكدة على رغبتها في السلام، وفي النهاية تفشل هذه الأطراف في تحريك المسيرة، نظرًا للمواقف الإسرائيلية، وقدرة حكومة الاحتلال على عرقلة كل تقدم ممكن، بما في ذلك عبر إحراج الأطراف الوسيطة.

نقطة تحول

ويعتقد مراقبون، باحتمال أن تشكل زيارة غرينبلت لإسرائيل نقطة تحول في العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية، في حال نجحت إسرائيل باستغلال الزيارة لتمرير مشاريع استيطانية محددة، على غرار ما حدث مع مسؤولي الإدارة الأمريكية السابقة، الذين أحرجتهم قرارات حكومة الاحتلال.

وينبغي الإشارة إلى أن شهر مارس/ آذار 2010 كان قد شهد زيارة مهمة لنائب الرئيس الأمريكي حينذاك جو بايدن، وبالتزامن مع الزيارة، أصدر نتنياهو قرارًا ببناء مستوطنات جديدة بالقدس المحتلة، ما اعتبرته الإدارة الأمريكية السابقة إهانة بالغة، وأعربت وزيرة الخارجية وقتها هيلاري كلينتون رسميًا عن اعتراض الإدارة على هذا الأمر، ومنذ ذلك الحين ساءت العلاقات بين البلدين، أو على الأقل هكذا بدت.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com