أوروبا تسعى لاستعادة النفوذ في "ليبيا الجديدة"
أوروبا تسعى لاستعادة النفوذ في "ليبيا الجديدة"أوروبا تسعى لاستعادة النفوذ في "ليبيا الجديدة"

أوروبا تسعى لاستعادة النفوذ في "ليبيا الجديدة"

بات الدفىء عنوانا للمرحلة الجديدة من العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وطرابلس، بعد أن ظلت على مدى الأربعين عاما الأخيرة، مثل قصة "حب من طرف واحد"، و يسعى الأوروبيون في الوقت الراهن إلى استعادة النفوذ في "ليبيا ما بعد القذافي"، أو ما يُطلق عليه بعض المراكز البحثية "ليبيا الجديدة"، وسط تساؤلات بشأن إمكانية نجاح هذا المسعى الجديد.

ورغم أن مواقف القذافي ظلت مناوئة لسياسات الاتحاد الأوروبي، إلا أن هذا لم يمنع الأخير من محاولة بناء علاقات شراكة مع ليبيا في تلك الفترة، دون جدوى.

ودفعت تطورات المشهد الليبي الأخيرة، قادة أوروبا إلى المحاولة مجددا مع هذا البلد الذي يملك أكبر احتياطي للنفط في افريقيا على نحو يمكن أن يسهم بشكل حاسم في دوران عجلة الإنتاج في القارة العجوز.

ويسعى الاتحاد الأوروبي حاليا إلى بلورة "اتفاق إطاري" يعزز العلاقات بين الطرفين على نحو غير مسبوق.

وفي هذا الصدد، قدم الاتحاد الأوروبي حزمة من المساعدات بلغت قيمتها نحو 95 مليون يورو لدعم ليبيا في مجالات متعددة، كما تعددت الزيارات بين الجانبين، وتوالت المبادرات التي تهدف إلى تقديم الدعم الفني اللازم في المجالات المختلفة.

والمؤكد أن هذه الرغبة في التقارب مع طرابلس تصطدم بالعديد من التحديات، أبرزها الوضع الأمني "الكارثي" - على حد تعبير مصادر أمنية أوروبية- الناتج عن ضعف الحكومة المركزية من جهة، وانتشار الميليشيات المسلحة التي تتحكم في المنشآت النفطية من جهة أخرى.

ويؤثر كل ذلك على أهمية ليبيا بالنسبة للاتحاد الأوروبي كمصدر للنفط والأيدي العاملة وكسوق للمنتجات الأوروبية.

ويتخوف الأوروبيون من التداعيات السلبية التي قد تترتب على تطبيق قانون العزل السياسي الذي صادق عليه المؤتمر الوطني العام تحت تهديد الميليشيات المسلحة، وينص على حرمان أي شخص تقلد منصبا في نظام القذافي من تولي أي موقع تنفيذي لعشر سنوات قادمة.

وفي هذا الصدد، يحذر خبراء أوروبيون من المخاطر التي يمكن أن تنتج عن إقالة كبار قيادات الجيش والشرطة في عهد القذافي بشكل ينذر بتكرار السيناريو العراقي حين تم اجتثاث "البعث" فغرقت البلاد في دوامة العنف والفوضى.

ومن جهة أخرى، تقرع أجراس الخطر في كواليس الاتحاد الأوروبي جرّاء تفاقم قضية الحدود الليبية، حيث تزايدت ظاهرة استخدام المهاجرين الأفارقة للأراضي الليبية ممرا إلى "الحلم" الأوروبي عبر البحر المتوسط.

وأخيرا، تبرز مشكلة تكرار توقف استخراج النفط وإمدادات الطاقة التي تغذي أوروبا في ظل أزمة اقتصادية تعصف بالقارة العجوز.

وتخلص مراكز بحثية في مدريد إلى أن ليبيا تقف اليوم على مفترق طرق، بين استبدال طغيان بآخر أكثر فوضوية، أو بطريق يدفع البلاد نحو مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً، وبالتالي… يجب التحرك قبل فوات الأوان.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com