في ظل التأرجح بين المبادئ والمصالح.. العلاقات الألمانية التركية إلى أين؟ ‎
في ظل التأرجح بين المبادئ والمصالح.. العلاقات الألمانية التركية إلى أين؟ ‎في ظل التأرجح بين المبادئ والمصالح.. العلاقات الألمانية التركية إلى أين؟ ‎

في ظل التأرجح بين المبادئ والمصالح.. العلاقات الألمانية التركية إلى أين؟ ‎

جاء قرار ألمانيا بإلغاء فعالية يقيمها وزير العدل التركي بكر بوزداج للترويج للتعديلات الدستورية على أراضيها ليؤجج التوتر الذي تشهده علاقات البلدين منذ فترة، في وقت يبدو فيه الموقف الألماني من ممارسات الرئيس رجب طيب أردوغان حول حرية التعبير صارما.

ويضع حرص ألمانيا على حرية التعبير كمبدأ أساسي في علاقاتها الخارجية، والمحافظة على علاقات متوازنة مع تركيا، الدولة الأوروبية في حرج كبير، إذ ما يفتأ حبل الود يوصل بين برلين وأنقرة، حتى يجد ما يشده نحو التوتر.

وتخشى ألمانيا التي ترتبط مع تركيا بعدد من الملفات الاقتصادية، ليس أقلها تعقيدا ملف اللاجئين، من أن تحدث أي قطيعة كاملة مع أنقرة إضرارا بمصالحهما المشتركة، مما قد يجعل المستشارة الألمانية التي تقف على مشارف نهاية ولايتها هدفا لنيران الانتقاد من معارضيها.

ورغم أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قالت في آخر حدث يؤثر سلبا على علاقات البلدين اليوم الجمعة، إن إلغاء الفعالية التي كانت مقررة لوزير العدل التركي بمدينة جاجناو الألمانية جاء لمخاوف أمنية، وأنه قرار تم اتخاذه على المستوى المحلي، إلا أن المسؤولين الأتراك لم يتقبلوا المخرج الدبلوماسي الألماني بصدر رحب.

وفي استدراك ميركل خلال مؤتمر صحفي في تونس، على تنصلها من قرار منع التظاهرة التركية بحجة الحكم الفيدرالي لألمانيا قالت المستشارة الألمانية إن حرية الرأي مكفولة في بلادها، مؤكدة أن ألمانيا تنتقد عدم ضمان حرية الرأي في تركيا، مشيرة في ذلك إلى اعتقال الصحفي التركي الألماني دنيس يوجيل في تركيا.

وكان الرد التركي سريعا، حيث أكد وزير العدل التركي بكير  بوزداغ، أن قرار إلغاء الفعالية التي كان من المقرر مشاركته فيها بألمانيا أكبر من أن تتخذه بلدية، واصفا في كلمة له ألقاها اليوم الجمعة خلال ندوة تحت عنوان " النظام الرئاسي الجديد في عيون الشباب" في مدينة ملاطية شرقي تركيا، القرار "بالفضيحة، وأنه يتنافى مع اللباقة الدبلوماسية".

واتهمت تركيا ألمانيا باتباع معايير مزدوجة وقالت إن على برلين أن "تتعلم كيف تحسن التصرف" إذا أرادت أن تحافظ على العلاقات.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو للصحفيين في أنقرة إن تركيا لا تستطيع قبول ما حدث في بلدة جاجناو حيث سحبت السلطات التصريح بالاجتماع معللة ذلك بعدم وجود مساحة كافية لإقامة الحدث.

وبنفس النبرة قال لطفي إيلفان وزير التنمية التركي إن إلغاء ألمانيا للفعالية التركية المتضمنة إلقاء وزير العدل التركي بوزداغ كلمة أمام المواطنين الأتراك حول الدستور الجديد، لا يمت بصلة إلى حرية التعبير والديمقراطية والحريات، ملحقا بالقول "إن القيام بإجراء مثل هذا في دولة تعد مركز أوروبا أمر يستدعي إلى الحزن".

ونعت الوزير القرار بأنّه قبيح وغير لائق، وأنّه دليل على أنّ ألمانيا إلى الآن لم تستسغ حرية التعبير في داخلها، لافتا إلى أنّ الحكومة الألمانية بمنعها لأحد أهم إداريي المؤسسات الديمقراطية في تركيا -في إشارة منه إلى بكير بوزداغ- ارتكبت خطأ كبيرا.

وكانت مدينة جاجناو الألمانية ألغت أمس الخميس فعالية لوزير العدل التركي بوزداج في إطار حملة بولاية بادن- فورتمبرج جنوب غربي البلاد لحشد تأييد الجالية التركية لتعديل دستوري في بلاده من شأنه توسيع صلاحيات الرئيس رجب طيب أردوغان.

ولا ينتظر من لقاء وزيري خارجية تركيا وألمانيا الذي أعلنت مصادر أن يتم الأسبوع القادم إحداث انفراجة في التوتر بين البلدين، حيث يشير مراقبون أن لا يتجاوز انتقادات متبادلة من طرف لآخر، إذ أن المشكلة القائمة مبدئية بالنسبة لبرلين، وقضية وجود في نظر أنقرة، التي تصر على أن تبقى ممارستها المحلية بعيدة عن الانتقادات الخارجية الذي تعتبره تدخلا في شؤونها الداخلية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com