بعد أن صنفته حليفًا لـ"حزب الله".. إسرائيل تخشى تطوير القدرات العسكرية للجيش اللبناني
بعد أن صنفته حليفًا لـ"حزب الله".. إسرائيل تخشى تطوير القدرات العسكرية للجيش اللبنانيبعد أن صنفته حليفًا لـ"حزب الله".. إسرائيل تخشى تطوير القدرات العسكرية للجيش اللبناني

بعد أن صنفته حليفًا لـ"حزب الله".. إسرائيل تخشى تطوير القدرات العسكرية للجيش اللبناني

تسير الآلة الإعلامية الإسرائيلية بشكل ممنهج، نحو توريط الجيش اللبناني فيما يمكن وصفها بالحرب الباردة، بين منظمة حزب الله الشيعية وبين الجيش الإسرائيلي.

ولا تعتمد وسائل الإعلام الإسرائيلية في طرحها لمسألة التعاون بين الجيش اللبناني وتلك المنظمة على مجرد تحليلات أو وجهات نظر خبراء ومحللين بالدولة العبرية، ولكنها تحاول الترويج لتلك المزاعم عبر قادة عسكريين أو سياسيين إسرائيليين، لا يتوقفون عن البحث عن خيوط تقود إلى إثبات وجود مثل هذا التعاون، لكن الأهداف تبقى محل تساؤلات.

ويوحي التعاطي الإسرائيلي مع هذا الملف بوجود مخاوف لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي بشأن إمكانية تنسيق مواقف الجيش اللبناني وحزب الله، لا سيما عقب تولي زعيم التيار الوطني الحر ميشال عون الرئاسة اللبنانية، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ومنذ ذلك التاريخ لم يتوقف الإعلام الإسرائيلي عن طرح احتمالات بشأن توافق الرؤى والأهداف لكل من عون والأمين العام للمنظمة الشيعية حسن نصر الله.

الجيش اللبناني في المعادلة

ونشرت صحيفة "معاريف" العبرية اليوم الجمعة، تحقيقًا حول إمكانية أن يكون الجيش اللبناني شريكا لمنظمة حزب الله في الحرب المقبلة ضد الجيش الإسرائيلي، معتبرة أن التحدي الذي تشكله المنظمة الشيعية أصبح أكثر تعقيدا في السنوات الأخيرة، بعد أن دخل الجيش اللبناني للمعادلة على حد قولها.

وأجرت الصحيفة حوارات مع قادة عسكريين إسرائيليين، وعكست عبر موقعها الإلكتروني انطباعات هؤلاء بشأن إمكانية اندلاع حرب جديدة، واحتمالات انضمام الجيش اللبناني لحزب الله كعدو أساسي للجيش الإسرائيلي، مذكرة بأن الجيش اللبناني إبان حرب العام 2006، لم يكن بنفس القدرات العسكرية الحالية.

وقدرت المصادر العسكرية التي تحدثت معها الصحيفة دون أن تكشف هويتها، أن يكون الجيش اللبناني عنصرا أساسيا في الحرب المقبلة بين إسرائيل وحزب الله، وأن الجيش الإسرائيلي سيقاتل حينها ما قالت إنهما عدوان يعملان بتنسيق كامل.

تسليح الجيش اللبناني

وسلطت الصحيفة الضوء على مسيرة تسليح الجيش اللبناني في السنوات العشر الأخيرة، وكيف أصبح يمتلك قدرات جوية وبرية وبحرية، ومن مصادر متنوعة من بينها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، مشيرة إلى أن الدافع الأساسي لتنمية قدرات الجيش اللبناني كان لمواجهة الإرهاب السلفي الداخلي، بحسب وصفها.

واعتبرت المصادر العسكرية الإسرائيلية، أن خطط تسليح الجيش اللبناني شهدت تطورا بحيث أصبح قادرا على الدخول في معارك قتالية ضد جيش نظامي مسلح جيدا مثل الجيش الإسرائيلي، رغم أن مستوى تسليح الجيش اللبناني لم يرق بعد إلى الدرجة التي تفرض تحديات بالغة الصعوبة، مع أنه أصبح قادرا اليوم على إلحاق ضرر كبير للغاية بالجيش الإسرائيلي مقارنة بما كان عليه في الماضي، لا سيما من زاوية استخدامه لصواريخ مضادة للدبابات من فئات متطورة.

وحرصت الصحيفة على عمل تشريح لطبيعة وقوام الجيش اللبناني، وتركيبته التي تتشكل من طوائف مختلفة، فيما تقف على رأس قيادته قيادات مسيحية في الغالب، مشيرة إلى أنه يخضع للرئيس عون طبقا للدستور، ويعد حاليا حليفا لحزب الله، منوهة إلى أن الكثير من أبناء الطائفة الشيعية يخدمون بالجيش، معتبرين أن ولاءهم بذلك سيكون للمنظمة التي يقف على رأسها نصر الله.

تحالف عون وحزب الله

وتابعت الصحيفة نقلا عن مصادرها، أن عون الذي كان في سنوات الثمانينيات من القرن الماضي حليفا لإسرائيل أصبح الآن حليفا لحزب الله، وأنه لم يكن ليتمكن من تولي منصب الرئيس لولا تحالفه مع نصر الله.

وركزت على تصريحات أدلى بها عون في مقابلة متلفزة في وقت سابق، تطرق خلالها لموقف الجيش اللبناني من إسرائيل ومن امكانية دخولها في جولة حربية جديدة ضد حزب الله، حيث أشار إلى أن الجيش اللبناني ليس جاهزا للدخول في مواجهات مباشرة مع إسرائيل حاليا، لذا هناك ضرورة لتواجد حزب الله، وأن الأمر لا يحمل تناقضا، كما تحدث عون عن سلاح حزب الله ولم يعتبر أنه يشكل ازمة بالنسبة للدولة اللبنانية.

حلف استراتيجي

وكان موقع "واللا" الإسرائيلي قد نشر في شباط/ فبراير الماضي تحقيقا حول الأوضاع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وأشار إلى عمليات الرصد التي تقوم بها أجهزة الاستخبارات لفهم طبيعة ما يدور على الجانب اللبناني من الحدود، والذي يشهد أنشطة من جانب قوات "اليونيفيل"، مدعومة بقوات الجيش اللبناني، بهدف منع حدوث توترات في هذه المناطق.

وادعى الموقع وقتها أن التعاون بين الجيش اللبناني وحزب الله لا يقتصر على حالات عابرة أو مؤقتة أو حالات مرتبطة بمواقع محددة، تتطلب هذا التعاون، زاعما أن ثمة تنسيقا قويا بين الجانبين، يتحول شيئا فشيئا إلى علاقة استراتيجية سوف تلزم إسرائيل باستثمار المزيد من الطاقات وإعادة تقييم رؤيتها الاستراتيجية إزاء هذا الوضع.

وتابع أن المخاوف الإسرائيلية تنبع من حقيقة أن الجيش اللبناني في نهاية المطاف يمثل مؤسسة معادية لإسرائيل، لكنه يحصل على مساعدات من دول حليفة للدولة العبرية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، وربما دول أخرى منها الصين، وهذا لا يعني أنه قد لا يصبح طرفا في المعادلة.

تعاون سابق

وكان مراقبون إسرائيليون حذروا في أعقاب حرب لبنان الثانية العام 2006 مما أسموه سباقا بين واشنطن وموسكو لتسليح الجيش اللبناني، وسط تأكيدات بأن المنسق السياسي والأمني بوزارة الدفاع الإسرائيلية وقتها، اللواء عاموس جلعاد، قام بزيارة إلى موسكو في 19 كانون الأول/ ديسمبر 2008 لحثها على عدم تزويد الجيش اللبناني بأسلحة متقدمة، فيما قام وفد إسرائيلي رفيع المستوى بمحاولات مماثلة في واشنطن، مشددا على مخاوف إسرائيل من بناء ذراع جوية قوية لصالح الجيش اللبناني.

وخلال حرب لبنان الثانية نفسها، اتهمت إسرائيل الجيش اللبناني بتسليم قيادة منظومة الرادار الرئيسية لحزب الله، وقالت إن الأمر أدى إلى نجاح المنظمة اللبنانية في إصابة البارجة "حانيت"، وتسبب في تحييد سلاح البحرية الإسرائيلية في تلك الحرب، معتبرة أن هذا الأمر يعني أن المعدات العسكرية الروسية والأمريكية ستكون تحت إمرة حزب الله في الحرب المقبلة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com