أردوغان يتمكن من تحييد الأكراد قبيل استفتاء مصيري
أردوغان يتمكن من تحييد الأكراد قبيل استفتاء مصيريأردوغان يتمكن من تحييد الأكراد قبيل استفتاء مصيري

أردوغان يتمكن من تحييد الأكراد قبيل استفتاء مصيري

مع اقتراب موعد الاستفتاء على تعديلات دستورية مصيرية من شأنها تغيير نظام الحكم في تركيا من برلماني إلى رئاسي، تمكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من تحييد الساسة الأكراد عبر أحكام صارمة طالت الزعمَين المشتركَين لحزب الشعوب الديمقراطي.

وبعد أن أسقط البرلمان عضوية رئيسة الحزب، فيغن يوكسيكداغ، أمس الثلاثاء، أصدر القضاء التركي في اليوم ذاته، حكمًا بالسجن مدة خمسة شهور، بحق زميلها في قيادة الحزب، صلاح الدين دمير طاش.

وتم اعتقال يوكسيكداغ ودميرطاش منذ شهور، على خلفية اتهامهما بدعم حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) المحظور، والذي تصنفه تركيا وحلفاؤها الغربيون على أنه "منظمة إرهابية" وتشن القوات الحكومية حربًا ضده منذ تموز/يوليو 2015.

ويأتي التشديد على قيادات الحزب المقرب من الأكراد في وقت نزلت فيه الأحزاب السياسية إلى الشوارع لتنظيم حملات ترويج مؤيدة أو معارضة لتعديلات دستورية حول 18 مادة من الدستور، من شأنها منح أردوغان المزيد من السلطات، وجعله أول رئيس تنفيذي لتركيا.

ومن المقرر إجراء الاستفتاء على الدستور الجديد، في 16 نيسان/إبريل القادم، وسط انتقادات يوجهها معارضون لحزب العدالة والتنمية الحاكم، تتهمه فيها بالتضييق على المعارضين، ومحاولة إخلاء الساحة الداخلية منهم، و"تخوين المعارضين للتعديلات الدستورية".

ويُعدّ الأكراد من أشد المعارضين لتغيير الدستور، مخافة بقاء أردوغان في الحكم حتى العام 2029، ومع غياب الساسة الأكراد عن الحملات الدعائية للاستفتاء، لم يبقَ في الساحة من المعارضين سوى حزب الشعب الجمهوري، أكبر الأحزاب المعارضة.

وتسبب التضييق على الساسة الأكراد في موجة احتجاجات داخلية وخارجية، وتقدم حزب الشعوب الديمقراطي بشكوى إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، مؤخرًا، بعد أن وصفت منظمات حقوقية حملة الاعتقالات التي أعقبت انقلاب تركيا الفاشل منتصف تموز/يوليو الماضي، وطالت الآلاف من المعارضين الأكراد بأنها "توسع غير مبرر في حملة التطهير".

وانطلقت الحملات الدعائية؛ المؤيدة، والمعارضة، مطلع شباط/فبراير الجاري، ضمن مؤشرات تتنبأ بأنها ستكون عنيفة، على خلفية الاستقطاب السياسي والاجتماعي، من كلا الطرفَين، في تحول دستوري، من شأنه تغيير الوجه السياسي لتركيا.

وفي الوقت الذي تعمل فيه ماكينة إعلامية ضخمة للترويج للنظام الرئاسي، عبر سلسلة من الفضائيات، والجمعيات المدنية، وشركات الإنتاج التلفزيونية، بتسليط الضوء على نجوم الدراما والرياضة والشخصيات العامة المؤيدة، تعاني المعارضة من قصور في الدعاية بسبب خلو الساحة الداخلية من جميع وسائل الإعلام المعارضة، بعد أن عمدت الحكومة إلى مصادرة وإغلاق معظمها، عقب انقلاب تركيا الفاشل، منتصف تموز/يوليو الماضي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com