جبهة درعا جنوب سوريا تشتعل.. لماذا الآن قبيل محادثات أستانة؟
جبهة درعا جنوب سوريا تشتعل.. لماذا الآن قبيل محادثات أستانة؟جبهة درعا جنوب سوريا تشتعل.. لماذا الآن قبيل محادثات أستانة؟

جبهة درعا جنوب سوريا تشتعل.. لماذا الآن قبيل محادثات أستانة؟

بعد صمود الهدنة التي أعلنتها روسيا وتركيا في سوريا لأشهر، عادت جبهة جنوب سوريا إلى الاشتعال، إثر شن قوات المعارضة السورية هجومًا للسيطرة على حي المنشية في درعا، تصدت له قوات النظام.

هذا الهجوم أسفر عن تفجر الوضع هناك، حيث اتهمت المعارضة قوات النظام إلى جانب روسيا وميليشيات حزب الله بقصف المواقع المدنية التي تسيطر عليها المعارضة؛ ما أسقط قتلى مدنيين في القصف العنيف الذي وصلت شظاياه إلى شمال الأردن المحاذي للحدود السورية.

وسقطت قذائف على مدينة الرمثا الأردنية المتاخمة، أمس الثلاثاء؛ ما استدعى كتابًا أردنيين للتساؤل لماذا تشتعل جبهة جنوب سوريا، قبل وقت قليل من محادثات أستانة التي تشارك فيها بلادهم.

تحسين مواقع المعارضة بطاولة المفاوضات

الكاتب فهد الخيطان لفت إلى أن هذا التطور حصل في الوقت الذي تَوجّه فيه وفد أردني إلى أستانة للمشاركة في الجولة الثانية من مباحثات تثبيت وقف إطلاق النار برعاية روسية وتركية وإيرانية، موضحًا أن "الأردن، وكما هو معلوم، صاحب اليد الطولى في جنوب سوريا، ويتحكم مع شركائه الأمريكيين بتحركات القوى النافذة في المعارضة المسلحة هناك".

واعتبر في مقاله اليوم الأربعاء في صحيفة "الغد"، "أن هذا هو ما دفع بوسائل الإعلام المقربة من النظام السوري إلى القول إن معارك درعا محاولة من الأردن لتحسين مواقع المعارضة على طاولة المفاوضات في أستانة قبل تثبيت خطوط وقف إطلاق النار".

لكن الخيطان استدرك أنه "يصعب التسليم بصحة هذه الفرضية؛ لأن الجبهة الجنوبية ومنذ فترة تشهد تحركات لا تنسجم بالكامل مع الإستراتيجية الأردنية لأمن الحدود السورية، خاصة أن الأولوية الأردنية في الجنوب السوري هي تصفية الفصائل المحسوبة على تنظيم "داعش" الإرهابي، ومنع تقدم مجموعات أخرى من التنظيم قادمة من الشرق صوب المناطق المحاذية للحدود الأردنية".

ولفت الخيطان أيضًا، إلى أن موافقة الأردن على المشاركة في عملية أستانة وإصراره على شمول الجبهة الجنوبية في اتفاق وقف إطلاق النار، دليل قوي على تحول جوهري في الموقف الأردني لصالح المحور الذي تقوده روسيا، ومؤشر على رغبته في الانفتاح على دمشق في مرحلة لاحقة.

وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني زار روسيا أخيرًا، والتقى الرئيس فلاديمير بوتين، ووصفت وسائل إعلام هذه الزيارة بأنها مقدمة لدوران السياسة الأردنية في فلك منطلقات روسيا، خاصة أن الأردن الحليف الإستراتيجي للولايات المتحدة، التقط توجهات الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بالتقارب مع روسيا ولا سيما في سوريا.

"الموت ولا المذلة"

وعاد الكاتب الخيطان للتساؤل: لماذا إذًا تفجّر الموقف في درعا؟، مرجّحًا احتمالين لذلك: الأول، أن الفصائل المسلحة التي دشّنت معركة "الموت ولا المذلة" لا تخضع لتوجيهات أردنية، أو أنها تصرفت من دون تشاور مع حلفائها الإقليميين والدوليين".

أما "الاحتمال الثاني، فهو أن الأردن سعى بالفعل إلى تسخين الجبهة الجنوبية بشكل مدروس، ولغايات تكتيكية، تخص دوره في مباحثات أستانة، وأن المعارك ستتوقف في حال جنى التصعيد أكله. لكن الخيطان حذّر قائلًا: "أيًّا تكن المعطيات والاحتمالات، وسواء أكان للأردن دور أم لا فيما يدور على حدودنا، فقد بات من الضروري التدخل لضبط الموقف المتدهور هناك؛ لأن القذائف طالت أراضينا".

ويأتي التسخين الجديد في جبهة جنوب سوريا، في وقت تأجلت فيه محادثات أستانة التي كانت مقررة اليوم الأربعاء، وفق ما أعلنت عنه وزارة الخارجية في كازاخستان.

ولم تذكر الوزارة أسباب التأجيل.

ووفقًا لرويترز، فقد كانت جماعات المعارضة السورية أثارت شكوكًا يوم الاثنين، بشأن حضورها محادثات السلام متهمة موسكو بالإخفاق في إقناع دمشق بالامتثال بشكل كامل لاتفاق لوقف إطلاق النار أو القيام بأي إجراءات لبناء الثقة.

وقالت كازاخستان حليفة موسكو الأسبوع الماضي، إن المحادثات التي تستمر ليومين- ودعي إليها أيضًا ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا- ستركز على دعم وقف إطلاق النار.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com