هل يتبنى ترامب حلًا تقليديًا للصراع من وحي المبادرة العربية؟
هل يتبنى ترامب حلًا تقليديًا للصراع من وحي المبادرة العربية؟هل يتبنى ترامب حلًا تقليديًا للصراع من وحي المبادرة العربية؟

هل يتبنى ترامب حلًا تقليديًا للصراع من وحي المبادرة العربية؟

يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعادة مسيرة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بعد حالة الجمود التي استمرت سنوات طويلة، معتمدا على نظام الصفقات، التي يعتقد أنه لا يمكن أن تخطئ هدفها، طالما أنها ستحمل مردودا إيجابيا لدى جميع الأطراف.

وفي وقت انتظر فيه مراقبون بشغف معرفة طبيعة الصفقة التي سيعرضها على الفلسطينيين والإسرائيليين لترضي تطلعاتهما، تتحدث تقارير عن استعانته بدول عربية للتوسط بين الجانبين، في وقت لا تتوقف فيه التقارير عن الحديث عن حالة من القطيعة بين إدارته وبين السلطة الفلسطينية وممثليها.

وتسود حالة من الترقب في إسرائيل على خلفية اللقاء المرتقب بين نتنياهو وترامب بالبيت الأبيض منتصف الشهر الجاري، لا سيما بعد أن خيبت الإدارة الأمريكية الجمهورية آمال اليمين الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة، حين تحفظت على بناء وحدات استيطانية جديدة بالأراضي المحتلة، في وقت عقد فيه هؤلاء الآمال على إدارة لا تتحفظ إطلاقا على المشاريع الاستيطانية سواء القائمة أو الجديدة.

حل شامل

وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الجمعة النقاب عن جلسات نقاش بوزارة الخارجية الأمريكية، لبحث طبيعة التعاطي الأمريكي مع ملف مسيرة السلام بمنطقة الشرق الأوسط.

ولاحظ مراقبون أن ما كشفته الصحيفة يدل على أن الأمريكيين يفكرون في مسار يعتمد على محاولة حل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي عبر حل الصراع العربي – الإسرائيلي، ومن ثم يشمل هذا الحل اتفاقا بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وتحدث ترامب عن هذا المسار قبيل إدلائه بالقسم الرئاسي في 20 كانون الثاني/ يناير الماضي، حين تحدث مع مراسلي صحيفة "إسرائيل اليوم" في واشنطن، وأبلغهم أن ثمة احتمالات لعملية سلام كبرى، تتخطى مسألة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، مشيرا إلى أنه يريد سلاما أبعد من هذين الطرفين.

رؤية قديمة

وهذه الرؤية ليست جديدة، كما أنها لن تقدم ولن تؤخر على ما يبدو، ما لم تتغير الظروف ولم يطرأ تغيير من أي نوع على تشكيلة الحكومة الإسرائيلية اليمينية، فنتنياهو نفسه كان قد تحدث عن تلك الرؤية في العامين الماضيين، وحدد خطا سياسيا ينص على أن إسرائيل "في حاجة لبناء علاقات قوية مع الدول الإسلامية السُنية، مثل السعودية ومصر، لتخلق محورا يمكنه مجابهة المحور الشيعي بقيادة إيران، وبدعم من الإدارة الأمريكية السابقة".

ولم تتوقف إسرائيل عن هذا الطرح، فيما جاءت العديد من المبادرات الدولية والإقليمية الرامية للسلام، ومن بينها المبادرة الفرنسية، ومبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتي رحب بها أيضا وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، وقت أن تولى منصبه في آيار/ مايو من العام الماضي، قبل أن يتبين أن التعليقات التي تصدر عن حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل للاستهلاك الإعلامي ولتخفيف وطأة الضغوط الدولية.

تأييد مطلق وتحفظات ظاهرية

يرجح مراقبون أن زعماء دول عربية تحدثوا مع إدارة ترامب خلال الأسابيع الأخيرة، وأكدوا أنه في حال قام بخطوات تبدو للعالم العربي والإسلامي على أنها داعمة لإسرائيل بلا تحفظات، ستحقق نتائج سلبية للغاية، وسوف تضع صعوبات أمام هؤلاء الزعماء للعب دور الوسيط بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

ويعتقد المراقبون أن التحفظات التي تبديها إدارة ترامب على البناء الجديد في المستوطنات القائمة بالفعل، مثل التحفظ الذي ورد ببيان البيت الأبيض مؤخرا، فضلا عن تصريح مماثل صدر عن ترامب ضد المستوطنات الجديدة بالأراضي المحتلة، كل ذلك يخفي حقيقة الدعم الأمريكي الكامل لإسرائيل في هذا الصدد.

ويفسر هؤلاء هذا التناقض بأن إدارة ترامب كانت في حاجة لإبداء بعض التحفظات لتحقيق الهدف الذي تحدث عنه زعماء عرب مع إدارة ترامب، وهو تسهيل مهمتهم عبر عدم إبداء تأييد مطلق لما تقوم به الدولة العبرية، وهو ما يفسر تعليقات البيت الأبيض المؤيدة والمعارضة في الوقت ذاته للمشروع الاستيطاني، بشكل يثير حالة من البلبلة.

المبادرة السعودية

يتلخص ما نشرته الصحيفة الأمريكية والقناة الإسرائيلية في نقطة أن إدارة ترامب تسعى لإحلال سلام شامل، ما يعني العودة إلى طرح فكرة المبادرة العربية، والتي كانت المملكة العربية السعودية قد روجت إليها في قمة بيروت العام 2002، ومنحت إسرائيل فرصة للتطبيع الكامل مع العرب مقابل إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

ويبدو أن هذا العرض السخي لم يجد آذانا صاغية في دولة الاحتلال، بل أن شخصيات أمنية إسرائيلية رأت أن العرض العربي يشكل خطرا وجوديا على دولة الاحتلال.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com