هل تتخذ إيران خطوات ملموسة نحو الاستقرار؟
هل تتخذ إيران خطوات ملموسة نحو الاستقرار؟هل تتخذ إيران خطوات ملموسة نحو الاستقرار؟

هل تتخذ إيران خطوات ملموسة نحو الاستقرار؟

يقوم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بجولة في دول الخليج، حيث تركز محادثاته مع المسؤولين المضيفين على المسائل التي عادة ما يتم ذكرها في مثل هذه اللقاءات: العلاقات الثنائية والاستقرار في المنطقة.

ولكن بما أن هذه الزيارة تأتي في أعقاب اتفاق إيران المؤقت مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي، تأخذ هذه المحادثات أهمية خاصة.

وقال ظريف إن إيران والمملكة العربية السعودية "يجب أن تعملا معا من أجل تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة"، وهي الصيغة التي يكررها دائما في مختلف زياراته إلى الخليج ، حيث أنه هدف نبيل ومطلوب، ولكن لتحقيق "العمل معا" لا بد من التركيز على أمور عديدة.

ويمكن أن تبدأ إيران بنفسها، وتفرز القضايا الملحة التي على صلة مباشرة بجيرانها في منطقة الخليج: واحدة من هذه القضايا هي المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، حيث يمكن لطهران أن تتخذ خطوات فورية لخفض مستوى القلق من التوترات الطائفية , وإثبات حسن نواياها من خلال البقاء بعيدا عن شؤون جارتها.

وتكمن القضية التالية في البحرين، حيث لدى إيران أيضا دور خاص تلعبه، وهو الامتناع عن التدخل في الصراع بين السلطات والمعارضة وتعقيده بشكل أكبر، من هناك إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث التوتر طويل الأمد حول احتلال إيران لثلاث جزر صغيرة تابعة لجارتها - إذا كانت إيران مهتمة الاستقرار والعلاقات الجيدة - فلا بد لإنهاء الاحتلال أن يتصدر جدول الأعمال.

وهناك أيضا الحرب المنسية في الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة، اليمن، حيث تقحم إيران نفسها من خلال دعم حركة الحوثيين من المتمردين الشيعة.

وإيران لديها الكثير من الأوراق، إذا كانت حقا تريد أن ترى تحسنا في علاقاتها مع دول الخليج و المنطقة ككل. إذا تم اتخاذ مثل هذه المبادرة في واحدة أو أكثر من هذه الدول، فإنها ستكون متابعة جيدة لنوايا طهران المعلنة بفتح صفحة جديدة في علاقاتها الخارجية.

ويمكن لتصريحات المسؤولين الإيرانيين على مر السنين حول النوايا لتحسين العلاقات مع بقية العالم أن تملأ مكتبة كاملة، يأمل الكثير في أن الأمور ستكون مختلفة بشكل ملموس هذه المرة، في منطقة قلقة على نحو متزايد من التوتر الطائفي، وانتشار الأسلحة والتحديات الاقتصادية.

وغالبا ما التزم قادة الجمهورية الإسلامية بموقف متشدد في تعاملهم مع دول الخليج، معتقدين ربما أنه على دول الخليج الأخذ بعين الاعتبار وجهات نظر ومصالح الجارة المهيمنة إيران.

ولكن نظرة سريعة على النفوذ الاقتصادي الذي تتمتع به دبي، وتدفق رؤوس الأموال الإيرانية إليها، تكفي لإظهار مدى حاجة إيران لجيرانها.

والسؤال المركزي لجيران إيران هذه الأيام هو ما إذا كانت خطوات ملموسة سوف تتبع التصريحات الرسمية المطمئنة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com