ما هدف أردوغان من بناء مسجد في معقل العلمانية وسط اسطنبول؟
ما هدف أردوغان من بناء مسجد في معقل العلمانية وسط اسطنبول؟ما هدف أردوغان من بناء مسجد في معقل العلمانية وسط اسطنبول؟

ما هدف أردوغان من بناء مسجد في معقل العلمانية وسط اسطنبول؟

حمل قرار مديرية حماية التراث التركية، بناء مسجد في ساحة "تقسيم" الشهيرة وسط اسطنبول، الكثير من الجدل في الأوساط الداخلية بين مؤيد للقرار ومعارض له، نظراً لخصوصية المنطقة التي تحمل قيمة رمزية كأحد معاقل العلمانية واليسارية في تركيا.

وقالت صحف محلية، اليوم الثلاثاء، إن القرار تم تعميمه على جميع الجهات المعنية، ولم يعد هناك عوائق تحول دون تنفيذ المشروع.

ويأتي القرار المثير للجدل عقب أعوام من مناقشته في أروقة المحاكم، نظرًا لحساسية المنطقة، كونها كانت موئلًا لاحتجاجات شعبية، كادت تطيح بالحكومة العام 2013، وعُرِفت بـ "أحداث ميدان غِزي بارك".

ويرى معارضون أن إنشاء المسجد في المنطقة الحساسة، موجه بشكل صريح ضد علمانية الدولة، نظرًا لرمزية الساحة، وأبدى معارضون مخاوفهم من أن يتسبب القرار الجديد بخلق صراع يضاف إلى الأزمات الداخلية بين اليسار واليمين.

ويصر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على مشروعه الرامي إلى إعادة تطوير وتغيير ملامح ساحة "تقسيم" الشهيرة، على الرغم من تسبب مشروعه باندلاع احتجاجات عنيفة مناهضة للحكومة في حزيران/يونيو 2013، وعلى الرغم من رفض المجتمع المدني والتيارات اليسارية والعلمانية له.

ويهدف مشروع أردوغان إلى إزالة حديقة الميدان، الواقع في الشطر الأوروبي لاسطنبول، وإعادة بناء ثكنة عسكرية تعود للقرن التاسع عشر، تحاكي الحقبة العثمانية، وبناء مسجد ودار أوبرا ومركز للتسوق مكانها.

وفي أكثر من مناسبة أكد أردوغان على مُضيّه في المشروع "لاستعادة التاريخ العثماني" وتحويل الساحة إلى "متحف تاريخي".

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2012، وافقت بلدية اسطنبول - العاصمة الاقتصادية والسياحية لتركيا - على مشروع تطوير الساحة، وإزالة حديقة "غِزي" المجاورة، ليتصدى للقرار ناشطون في حماية البيئة، لتتوسع موجة الاحتجاج وتتحول إلى مظاهرات شعبية مناهضة لسياسات الحكومة.

وأسفر تصدي قوات الأمن التركية للاحتجاجات - آنذاك - عن مصرع نحو ثمانية مواطنين، وجرح المئات بالإضافة إلى حملة اعتقالات كثيفة.

ومنذ احتجاجات "غِزي" تمنع الحكومة التركية كافة مظاهر التجمعات في الساحة، حتى الوقت الحالي، في حين تم تعليق خطة تطويرها وتغيير مرفقاتها، إلى أن اعترف القضاء التركي العام 2015 بحق الحكومة في تنفيذ المشروع.

وتصر بعض النقابات العمالية والقوى اليسارية على إحياء عيد العمال العالمي، في الأول من أيار/مايو من كل عام، في ساحة "تقسيم" رغم منع الحكومة للتواجد فيها، وتخصيص بلدية اسطنبول، لساحات أخرى للراغبين في التجمع.

وخلال الأعوام الماضية استخدمت الشرطة الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، بعد إصرارهم على الدخول إلى الساحة، ما أسفر عن وقوع صدامات.

ويحمل الاحتفال بعيد العمال في ميدان تقسيم أهمية رمزية كبيرة بالنسبة للنقابات العمالية، كإحياءٍ لذكرى "عيد العمال الدامي" العام 1977، إذ لقي أكثر من 33 ناشطًا حتفهم في الميدان، بعد إطلاق النار على الحشود من قبل مجهولين من أحد المباني القريبة، وحامت الشبهات -حينها- حول اليمين المتطرف وأجهزة الاستخبارات.

وأثار إطلاق النار حينها حالة من الذعر والتوتر بين اليسار واليمين، ما أدى بعد 3 أعوام إلى انقلاب عسكري، أسفر عن إلغاء الاحتفال بعيد العمال، إلى أن أعادت حكومة حزب العدالة والتنمية إدراجه كعيد وطني العام 2009.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com