لماذا قرر نتنياهو التوجه إلى لندن بشكل مفاجئ قبيل لقاء ترامب؟
لماذا قرر نتنياهو التوجه إلى لندن بشكل مفاجئ قبيل لقاء ترامب؟لماذا قرر نتنياهو التوجه إلى لندن بشكل مفاجئ قبيل لقاء ترامب؟

لماذا قرر نتنياهو التوجه إلى لندن بشكل مفاجئ قبيل لقاء ترامب؟

يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع المقبل مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، خلال الزيارة التي يقوم بها إلى لندن، والتي وصفها الإعلام الإسرائيلي بــ"المفاجئة"، في وقت قال فيه مراقبون إنها قد تكون في إطار مناقشة أسس بناء محور أمريكي – إسرائيلي - بريطاني جديد.

وبحسب تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" يتوجه نتنياهو إلى لندن الأحد المقبل، في زيارة تستغرق يومين، "يلتقي خلالها للمرة الأولى مع رئيسة الوزراء البريطانية، والتي تعد من أهم الشخصيات السياسية الداعمة لإسرائيل" مضيفة أن تسريب نبأ الزيارة "جاء بشكل مفاجئ مساء أمس الأربعاء، ولم تكن مطروحة من قبل".

ولم يستبعد مراقبون إسرائيليون أن تكون زيارة نتنياهو إلى العاصمة البريطانية على صلة بالزيارة التي أجرتها ماي إلى واشنطن الخميس الماضي، وأن الحديث ربما يجري عن محور جديد يتشكل بين واشنطن وتل أبيب ولندن، في ظل دخول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وسعيه لإزالة آثار مواقف وقرارات الرئيس السابق باراك أوباما.

تراجع بريطاني

وبحسب ما أوردته الصحيفة الإسرائيلية عبر موقعها الإلكتروني، فإن الزيارة تأتي على الرغم من تأييد بريطانيا لقرار مجلس الأمن رقم 2334 بشأن إدانة الاستيطان الإسرائيلي في الـ 23 من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ومشاركتها من وراء الكواليس في صياغة مشروع القرار.

وفسر محللون ذلك بأن بريطانيا كانت تراجعت بعد ذلك عن مواقفها ضد إسرائيل، وهو الأمر الذي تجلى في رفضها للخط الذي أعلن عنه وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري خلال خطابه، أواخر العام 2016، والذي أكد فيه أن حل الدولتين هو الطريق الصحيح لإحلال السلام.

وأدان مكتب رئيسة الوزراء البريطانية خطاب كيري، وقال في بيان وقتها إن بريطانيا "لا تؤمن بأن الطريق لإدارة المفاوضات سيكون عبر التركيز على ملف واحد فقط"، أي ملف البناء في المستوطنات، وإن "الواضح هو أن الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي أكثر تعقيدا من ذلك".

وانتقد ناطق باسم ماي خطاب كيري، ولا سيما ما يتعلق بوصفه الحكومة الإسرائيلية الحالية بأنها "الحكومة الأكثر توجها نحو اليمين في تاريخ إسرائيل".

وأشار الناطق إلى أن بريطانيا "لا تعتقد أنه من الصحيح مهاجمة التشكيلة الحكومية في بلد ديمقراطي حليف لها"، مضيفا أن حكومة بريطانيا "تؤمن أن المفاوضات ستنجح فقط إذا أجريت مباشرة بين الطرفين بدعم من المجتمع الدولي".

ولفت الناطق إلى أن "الطريق الوحيد للسلام القابل للاستمرار في الشرق الأوسط هو حل الدولتين، وأن البناء في المستوطنات بالأراضي الفلسطينية المحتلة أمر غير قانوني، لذا فقد أيدت بريطانيا قرار مجلس الأمن رقم 2334، لكن المستوطنات أبعد من أن تكون المشكلة الوحيدة في هذا الصراع". وتابع: "ينبغي أن ينعم مواطنو إسرائيل بالعيش دون خوف من الإرهاب"، على حد قوله.

لقاء ماي وترامب

وكان محللون إسرائيليون أبدوا اهتماما ملحوظا بالمؤتمر الصحفي الذي عقد الجمعة الماضي في واشنطن بين ترامب وبين رئيسة الوزراء البريطانية، إذ أعلنت الأخيرة أن واشنطن ولندن ستقودان العالم، لافتين إلى أن ثمة دلالات لمسألة عدم توجهها إلى بلادها مباشرة، وبدلا من ذلك توجهت إلى أنقرة لعقد لقاء مع الرئيس التركي.

ونوه المحللون إلى أن الهدف المعلن من توجه ماي إلى أنقرة هو التوقيع على اتفاقيات تجارية واتفاقيات مشتركة خاصة بالحرب على الإرهاب، لكن الحقيقة من وجهة نظرهم هي أن الاجتماع بين ماي وأردوغان جاء بهدف مناقشة التفاصيل الخاصة بكيفية دمج القوات البريطانية العسكرية في الخطوات العسكرية المشتركة بين روسيا وتركيا والولايات المتحدة في سوريا.

الخروج من الاتحاد

ومن غير المعروف ما إذا كان الهدف الحقيقي من زيارة نتنياهو إلى لندن على صلة بشكل أساسي بزيارة ماي إلى واشنطن، أو بمسألة بناء تحالف ذي طبيعة جديدة بين العواصم الثلاث، لكن الثابت هو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بصدد لقاء ترامب منتصف الشهر الجاري في واشنطن، ووقتها قد تتضح طبيعة الخطوات التي تتم على الأرض.

وكان نتنياهو أكد في حزيران/ يونيو 2016 أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لن يؤثر على العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن التعاون المشترك سيظل قائما حتى بعد خروج بريطانيا من الاتحاد، ومضيفا أن العلاقات المتينة بين بريطانيا وإسرائيل مستمرة، ولن تتأثر بنتائج الاستفتاء، وأن السنوات الأخيرة شهدت تعميق التعاون المشترك على الصعيد الأمني والاقتصادي والتكنولوجي، وشهدت وضع أسس صلبة للشراكة والتعاون.

مطالب بتوقيف نتنياهو

ووقع آلاف البريطانيين في أيلول/ سبتمبر 2015 على مذكرة إلكترونية تطالب بتوقيف نتنياهو عشية زيارة كان يعتزم أن يقوم بها إلى العاصمة البريطانية وقتها. وحملت المذكرة عنوان "ينبغي توقيف نتنياهو حين يصل إلى لندن لارتكابه جرائم حرب"، تاركة المجال لمشاركة المواطنين البريطانيين والتوقيع عليها إلكترونيا.

وجاء في تلك المذكرة أن السبب الذي ينبغي أن يتم توقيف نتنياهو من أجله هو مسؤوليته عن الجرائم التي ارتكبت إبان عملية "الجرف الصامد" صيف 2014 في قطاع غزة، وأنه طبقا للقانون الدولي، ينبغي توقيفه لدى وصوله إلى بريطانيا بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وقتل أكثر من 2000 مدني فلسطيني العام الماضي. لكن نتنياهو قام بالزيارة بعد ذلك دون توقيفه، رغم تجاوز عدد الموقعين الرقم الذي يسمح للبرلمان البريطاني باتخاذ قرار بمناقشة الموضوع.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com