المسيحيون العرب مُحرجون من تمييز ترامب لهم.. "قد يزيد في استهدافنا"
المسيحيون العرب مُحرجون من تمييز ترامب لهم.. "قد يزيد في استهدافنا"المسيحيون العرب مُحرجون من تمييز ترامب لهم.. "قد يزيد في استهدافنا"

المسيحيون العرب مُحرجون من تمييز ترامب لهم.. "قد يزيد في استهدافنا"

أثارت قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب  باستثناء المسيحيين العرب من بعض  القيود على الدخول أو الهجرة التي فرضها على مواطني 7 دول إسلامية، ردود فعل  سريعة متحفظة من طرف قيادات مسيحية  عربية رأت فيها تمييزًا يخلق حساسيات  مرفوضة وربما أعمالًا انتقامية.

ووصف "تيار المردة" اللبناني هذه التوجهات والتصريحات الأمريكية بأنها "سياسة تفضيلية للمسيحيين العرب قد تصبح سببًا لاستهدافهم". في حين كتب الأب جورج مسّوح، سوري الجنسية، رافضًا تلك الإجراءات  قائلًا للرئيس الأمريكي: "روح خيّط بغير هالمسلّة"".

وأثارت صحف أمريكية حالة من القلق لدى مواطني 3 دول جديدة عندما أخطأت في نقل تصريحات كبير موظفي البيت الأبيض رينس بريباس، عن وجبة جديدة من قوائم الحظر.

تسلسل المواقف

قبل التوقيع، يوم الجمعة الماضية، على المذكرات التنفيذية الخاصة  بحظر دخول مواطني سبع دول عربية وإسلامية، قال  الرئيس ترامب للشبكة التلفزيونية المسيحية الأميركية “كريستيان برودكاستينج نيتورك” إنه اعتزم مساعدة المسيحيين السوريين، باعتبارهم وجدوا صعوبة أكثر من المسلمين في الحصول على حق اللجوء في الولايات المتحدة.

الناشط المصري مينا ثابت، مدير برنامج الأقليات في المفوضية المصرية للحقوق والحريات بالولايات المتحدة علق على ذلك بقوله  ” قد يكون هناك نية حسنة وراء اتخاذ مثل هذه القرارات، وفي اعتقادي أنّ مثل هذه القرارات قد تعود سلبًا على مسيحيي المنطقة. كانت هناك اتهامات عديدة إلى المسيحيين بأنهم تابعون إلى الغرب أو بصفة عامة إلى دول الشمال، وبصفة خاصة إلى أميركا، ومثل هذه القرارات ستعطي فرصًا أكبر للمتطرفين لتثبيت هذه الادعاءات”.

ونقلت وكالات أنباء عن مسيحيين في دمشق قولهم " إنّ الوعود بإعطاء الأولوية للأقليات لا تشكل الكثير من الفارق لهم"، ونقلت عن أحدهم القول “الحصول على تأشيرات دخول للولايات المتحدة كان حلمًا لكل المواطنين في الدول النامية بغض النظر عن دينهم”.

الرئيس الأميركي أشار إلى أن المسيحيين السوريين ستكون لهم الأولوية عندما يتعلق الأمر بالتقدم بطلبات اللجوء في الولايات المتحدة. وقال في مقتطف من مقابلة مع شبكة كريستيان برودكاستينج "إذا كنت مسلمًا يمكنك المجيء لكن إن كنت مسيحيًا كان الأمر شبه مستحيل والكل كانوا سواء في الاضطهاد. كانوا يقطعون رؤوس الجميع لكن المسيحيين أكثر."

ترامب قال أيضًا في مقابلة مع وسيلة إعلام مسيحية إن "الاستثناء سيساعد السوريين المسيحيين الفارين من الحرب الأهلية هناك.

لكن  أحد كبار قساوسة أبرشية الموصل قال لقناة "دوتشة فيللا" العربية: “المسيحيون ممنوعون من السفر إلى أمريكا إسوة بباقي العراقيين، وأنا لدي فيزا أسافر بها إلى الولايات المتحدة الأميركية الشهر المقبل وقد اتصلت بي السفارة الأميركية في العراق صباح اليوم وأبلغتني بعدم التوجه إلى الولايات المتحدة لأنني مشمول بالمنع"

مسيحيو سوريا

الأب جورج مسّوح كتب في جريدة النهار اللبنانية  قائلًا: "لا يعنينا من قرار رئيس الولايات المتّحدة الأميركيّة بمنع استقبال مواطني بعض الدول، ومنها الوطن السوريّ، سوى تمييزه، في قراره، ما بين المسلمين والمسيحيّين. قراره شأنٌ أميركيّ سياديّ محض، ليس لسوى الأميركيّين الحقّ بمناقشة رئيسهم ومساءلته في صوابيّة قراره أم عدمها. ما يعنينا، إذًا، هو تأثير هذا القرار على العلاقات ما بين المسيحيّين والمسلمين في بلادنا.

حين يستثني ترامب من قراره المسيحيّين، إنّما يعتبرهم "أقلّيّات" في حالة الخطر. هو يؤدّي دور حامي الأقلّيّات المضطَهدة، وفي الآن عينه يريد بناء جدار للفصل مع المكسيك "المسيحيّة". لماذا الغيرة على المسيحيّين السوريّين من جهة، وطرد المسيحيّين المكسيكيّين؟ إذًا، ما يعني ترامب ليس مستقبل المسيحيّة والمسيحيّين في الشرق، بل المصالح الأميركيّة. وهذا حقّه، إذ هو رئيس الولايات المتّحدة الأميركيّة، وليس بابا رومية، أو بطريرك القسطنطينيّة.

وأضاف: "المسيحيّون السوريّون لا يريدون من السيّد ترامب أن يعاملهم بصفتهم "مسيحيّين سوريّين"، بل بصفتهم "مواطنين سوريّين". أن يمنع استقبال السوريّين في بلاده، حسنٌ. لكن أن يستثني المسيحيّين، فغير حسن. ثمّ إنّ القرار يوحي بأنّ ثمّة أزمة ما بين المسلمين والمسيحيّين، وبأنّ المسيحيّين مضطَهدون من المسلمين، وبأنّ مستقبلهم في المنطقة مهدَّد... وهذا غير صحيح. فأزمة المسيحيّين والمسلمين بدأت قبل ظهور الجماعات الإسلاميّة المتطرّفة، بدأت مع الاستبداد الذي مارسه النظام القائم. أزمة المسيحيّين الشرقيّين، إذًا، هي نفسها أزمة المسلمين، ولا حلّ لإحداهما من دون حلّ الأخرى. المصيران متلازمان، ولا يمكن عزل أحدهما عن الآخر، وعبثًا نبحث خارج هذا الإطار.

وقال الأب مسوح: "لا ريب في أنّ قرار السيّد ترامب يساهم في صبّ الزيت على نار العنصريّة والحقد والكراهية التي تأكل العالم بأسره. لكنّ القرار يخدم أيضًا مَن تزعم الولايات المتّحدة وروسيا محاربته، أعني داعش والنصرة وأمثالهما من الجماعات الإرهابيّة. فكيف يمكن محاربة التشدّد الإسلاميّ انطلاقًا من اعتبار المسلمين جميعًا خطرًا على المجتمع الدوليّ؟ أليس منع مسلم من السفر إلى الولايات المتّحدة هو بمثابة اتّهام له بأنّه إرهابيّ لمجرّد كونه مسلمًا؟ ثمّ كيف يتناسى السيّد ترامب أنّ داعش لا يميّز ما بين المسلم السوريّ والمسيحيّ السوريّ في عمليّاته الإرهابيّة؟ في هذا الأمر، حصريًّا، يبدو داعش أفضل من ترامب، إذ إنّه لا يمارس التمييز العنصريّ، ولا الدينيّ!"

 وأضاف: "هذا النفاق الذي يمارسه السيّد ترامب في تناوله لوضع المسيحيّين في المشرق العربيّ ليس جديدًا. فماذا فعلت الولايات المتّحدة من أجل بقاء مسيحيّي فلسطين أو العراق في ديارهم؟ أو ماذا فعل الغرب بعامّة لمنع المجازر الأرمنيّة، أو لصدّ الأتراك، مع انهيار الدولة العثمانيّة، عن طرد اليونانيّين من غربي تركيا، وتهجير السريان من ماردين وديار بكر، وتهجير الروم من أنطاكيّة؟"

وانتهى الأب مسوح  إلى أن المسيحيّين لن يرضوا أن يكونوا بيادق في أيدي الموتورين العنصريّين. هم سادة مصيرهم. مرّت عليهم سنون وقرون عجاف أكثر من هذه الأيام، ولم يُقضَ عليهم. هم هنا، وسيبقون هنا، هذه بلادهم، وستبقى بلادهم. أمّا للسيّد ترامب فنقول: "روح خيّط بغير هالمسلّة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com