دلالات استثناءات بعض الدول من قرار ترامب بشأن 7 دول إسلامية
دلالات استثناءات بعض الدول من قرار ترامب بشأن 7 دول إسلاميةدلالات استثناءات بعض الدول من قرار ترامب بشأن 7 دول إسلامية

دلالات استثناءات بعض الدول من قرار ترامب بشأن 7 دول إسلامية

وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مغالطة كبيرة عندما برر قرار حظر دخول لاجئي 7 دول إسلامية إلى بلاده بأنه راجع إلى رغبته في تأمين بلاده من "إرهاب" بعض الدول ومواطنيها.

فالأمر التنفيذي الذي قام ترامب بإصداره من المفروض أن يكون لحماية البلاد من "الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين"، بحسب قوله، ولكن من الواضح، أن هذا الأمر لم يشمل عدة دول من الغالبية المسلمة التي تعاني من مشاكل كبيرة مع "الإرهاب".

فترامب استثنى عدة دول إسلامية، مثل باكستان، إندونيسيا وأفغانستان وتونس، وغيرها من القائمة، ما يثير التساؤلات حول السبب، وهل ترامب أخذ التداعيات السياسية المحتملة بالحسبان، أم هل أخفق في شمل هذه الدول بسبب مصالحه التجارية الخاصة معها؟.

المعيار المزدوج

وفقًا لمعهد السياسة الأمريكية العامة "CATO" ، فإن خوف الأمريكان من "الإرهابيين" الأجانب قد تضخم، بينما أصبحت احتمالية التعرض للقتل في هجمات يرتكبها أجانب هي حوالي 1 لكل 3.6 مليون في السنة.

فخلال العقود الأربعة الماضية، قُتل حوالي 3024 شخصًا على يد "إرهابيين" أجانب داخل الأراضي الأمريكية، وكانت هجمات الحادي عشر من سبتمبر تشكل 98.6% من هذه الوفيات.

وفي الحقيقة، في تلك اللحظات، لم يتعرض أي أمريكي للقتل على الأراضي الأمريكية من قبل أشخاص من الدول التي شملتها قائمة الأمر التنفيذي لترامب.

ومنذ عدة أيام فقط، قامت وزارة الخارجية الأمريكية بتحديث تحذير لمواطنيها من تزايد خطر السفر إلى تركيا، فقد عانت هذه الدولة من موجة الهجمات "الإرهابية" في الأشهر الأخيرة، بما فيها حادث إطلاق الرصاص ليلة رأس السنة الميلادية في أحد ملاهي اسطنبول.

باكستان أيضًا لم تكن ضمن قائمة الحظر على الرغم من موجة الهجمات "الإرهابية" هناك، والاتهامات المستمرة لها بأنها دولة راعية للإرهاب. ومذبحة سان بيرناردينو التي راح ضحيتها 14 شخصًا، كان منفذاها سيد رضوان فاروق الباكستاني الأصل وزوجته تاشفين ماليك، وحادثة الهجوم على نادي "Pulse" الليلي في أورلاندو تم تنفيذه من قبل عمر متين، وهو مواطن أمريكي من أصول أفغانية.

أما تفجير ماراثون مدينة  بوسطن فقد تم تدبيره من قبل الإخوة تسارنايف، وهما من روسيا.

المصالح التجارية

ترامب متهم بأنه قام باستثناء دول معينة من الحظر المفروض على السفر بسبب وجود مصالح تجارية له مع تلك الأقاليم، وكانت الرابطة الليبرالية للمسؤولية والأخلاق في واشنطن واحدة من الذين وجهوا تهمة التضارب في المصالح لترامب.

وذكر تقرير صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، بأن الرابطة قامت برفع دعوى قضائية تتهم فيها ترامب بانتهاك النص الدستوري الذي يحظر على المسؤولين الفيدراليين قبول دفعات من المسؤولين الأجانب.

وقال رئيس المجموعة، وهو مستشار أخلاقيات سابق للرئيس باراك أوباما في تغريدة له على "تويتر"، "إن هذه خطوة غير دستورية، وأشار إلى النفاق الواضح في أمر ترامب التنفيذي".

وكل قائمة ترامب تقدم تضاربًا  في المصالح، فقد كشف موقع "بلومبيرغ" بأن ترامب لديه علاقات أعمال مع كل من مصر، أندونيسيا، تركيا والسعودية، وفي عام 2015 قام ترامب بتسجيل 8 شركات فندقية في السعودية وشركتين في مصر، أما باكستان وأفغانستان اللتان عانتا سلسلة من العمليات "الإرهابية" في السنوات الأخيرة، أيضًا لم تشملهما القائمة.

السبب الحقيقي وراء أمر الحظر

يقول الدكتور دايفيد سميث، من مركز الدراسات الأمريكية في جامعة سيدني ، إن الأمر التنفيذي يتسم بالنفاق والتطرف، واستراتيجية السيد ترامب تدور حول إبقاء حلفاء أمريكا الإستراتيجيين على الحياد.

وأضاف الدكتور سميث بأن "مصالح ترامب التجارية لم تكن السبب الوحيد وراء الأمر، الحقيقة هناك الكثير من الأمريكيين لديهم مصالح تجارية في العديد من الدول، إلى جانب التحالفات العسكرية والسياسية وهو سبب لعدم إدراجها في قائمة الدول التي تشملها القيود المفروضة على السفر".

وكانت الدول  السبع التي تم ذكرها  في الأمر التنفيذي، من الدول التي طالما اعتبرتها سياسة البيت الأبيض بؤرًا "إرهابية" ولكنها أيضًا، باستثناء إيران، "دول فقيرة ولا تملك السيطرة على سكانها".

"أوباما فعل نفس الشيء"

وفي بيان صدر اليوم، قال الرئيس ترامب بأن أمريكا "أمة تفتخر بالمهاجرين" وأنها "ستواصل إظهار الرحمة لأولئك الفارين من الاضطهاد".

وقال ترامب إن الأمر التنفيذي لم يحدد "حظر المسلمين" وإن البلاد التي ستتأثر هي التي تم تحديدها بأنها "مصادر للإرهاب"من قبل إدارة الرئيس السابق أوباما، وأشار إلى  أن السيد أوباما أصدر حظرًا مماثلًا على اللاجئين الفارين من العراق في عام 2011.

وقال ترامب : "هذا لا علاقة له بالدين – هذا أمر يتعلق بالإرهاب وإبقاء بلادنا آمنة"، مضيفًا: "سنقوم بإصدار التأشيرات مرة أخرى لكل الدول بعد التأكد من تطبيق وتنفيذ إجراءات أكثر أمانًا خلال الـ 90 يومًا القادمة".

وأشار السيد ترامب إلى أن هناك 40 دولة ذات أغلبية مسلمة لم تتأثر بهذا الأمر.

وقال الدكتور سميث: "صحيح أن الرئيس أوباما قام بمنع التأشيرات عن العراقيين، ولكن كان هذا لفترة 6 أشهر فقط".

وبينما كانت إدارة أوباما، كما فعلت غيرها من الإدارات السابقة بالإبقاء على سياسة طويلة الأمد لتحديد العراق كواحدة من ضمن الدول السبع التي  توصف بالبؤر "الإرهابية"، فإن المواطنين من الدول الست الأخرى لم يتم منعهم من دخول البلاد.

وأشار الدكتور سميث إلى أن تعليقات ترامب على أوباما كانت "مضللة" لأن هذا الحظر كان واسع النطاق بشكل أكبر وشمل المقيمين في الولايات المتحدة، وهو أمر لم يسبق له مثيل، في حين تعمل وزارة "الأمن الداخلي" على مراجعة هذا الجزء حاليًا.

ما الذي يعنيه هذا الأمر لأستراليا؟

تقول الدكتورة يوجنغ سونغ، وهي مديرة وزميلة باحثة في معهد لوي للهجرة ومشروع سياسة مراقبة الحدود، إن "حظر ترامب يتسم بالنفاق، ترامب يقوم بالوفاء بوعوده الانتخابية بحظر المهاجرين المسلمين".

وتضيف : "بعض هذه الأوامر مؤقتة وبعضها إلى أجل غير مسمى، ولكن في غالبيتها هي سياسة تمييزية وعنصرية".

وقالت الدكتورة سونغ إن أستراليا قامت بإعطاء تأكيدات على أن صفقة اللاجئين مع الولايات المتحدة ستستمر على الرغم من الأمر التنفيذي، ولكن السؤال هنا ما هو  العدد الذي سيكون مقبولًا.

وكانت الصفقة التي تم التوصل إليها مع الرئيس السابق باراك أوباما في العام الماضي، تنص على موافقة أستراليا على استقبال اللاجئين من وسط أمريكا إذا وافقت الأخيرة على قبول عدد من اللاجئين المحتجزين في المراكز البحرية.

وتابعت الدكتورة سونغ قائلة إنها توقعت أن تقوم الولايات المتحدة برفض أخذ الرجال الوحيدين في مانوس، ولكن ستنظر إلى أخذ مجموعة من اللاجئين المسيحيين أو العائلات.

وقالت : "إن مالكولم تورنبول رئيس الوزراء الأسترالي سيحفظ ماء وجهه إذا ما مضى قدمًا بتنفيذ هذه الصفقة، ولكن المسألة الحاسمة ستكون عدد اللاجئين الذين سيتم قبولهم.

العالم غاضب لما يجري

في الأسبوع الماضي وفي مقابلته الأولى منذ استلام منصبه، قال ترامب لمذيع محطة NBC الإخبارية بأنه يعتقد أن أوامره التنفيذية ستثير رد فعل عنيف في العالم الإسلامي.

وسأل الصحفي في أخبار ABC دافيد موير، إذا ما كان الحظر هو للمسلمين فقط، نفى ترامب ذلك، وبدلًا من ذلك أصر على أن الأمر كان "للبلدان التي فيها إرهاب كبير".

وقال ترامب : "أنتم تشاهدون الناس يأتون، في كثير من الحالات، ولديهم نوايا شريرة. وأنا لا أريد ذلك، إنهم تنظيم داعش وجاؤوا بادعاءات كاذبة وأنا لا أريد ذلك.

وعند سؤال ترامب لماذا تم شمول بعض الدول المعينة، قال "إنه سيتم التدقيق في جميع الحالات المتطرفة".

وأضاف: "قمنا باستثناء بعض الدول. ولكن بالنسبة للدول الأخرى فسوف نقوم بإجراء تحقيقات مشددة. وسيكون من الصعب عليهم المجيء إلى هنا، في الوقت الحالي من السهل مجيئهم إلى هنا ولكن في المستقبل سيصبح الأمر صعبًا جدًا جدًا، فأنا لا أريد إرهابيين في هذا البلد".

وسأل الصحفي موير، إذا ما كان ترامب مدركًا أن هذه الخطوة قد تشعل الغضب في الدول الإسلامية. أجابه : "هناك الكثير من الغضب في الوقت الحالي، فكيف يمكن أن  يكون هناك أكثر؟".

وأضاف: "العالم في حالة من الفوضى. والعالم كله غاضب لكل ما يجري. إذن ماذا؟ هل تعتقد بأنه سيكون هناك شيء آخر سيتسبب بالمزيد من الغضب، العالم كله غاضب".

وكان الرئيس ترامب قد قام يوم الجمعة، بتوقيع أمر تنفيذي بتعليق دخول مواطني كل من العراق، سوريا، السودان، إيران، الصومال، ليبيا واليمن إلى الأراضي الأمريكية مؤقتًا لمدة 90 يومًا على الأقل.

كما تضمن الأمر التنفيذي تعليق العمل ببرنامج الولايات المتحدة للاجئين لمدة 120 يومًا وأمر إدارته بوضع "تدابير مشددة" للمهاجرين من الدول السبع.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com