مكالمة ترامب وبوتين ترسم "خريطة طريق" مشتركة في المنطقة
مكالمة ترامب وبوتين ترسم "خريطة طريق" مشتركة في المنطقةمكالمة ترامب وبوتين ترسم "خريطة طريق" مشتركة في المنطقة

مكالمة ترامب وبوتين ترسم "خريطة طريق" مشتركة في المنطقة

تبدو المكالمة الهاتفية التي جرت بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، أمس السبت، ولم تستمر أكثر من 45 دقيقة، أقرب الى أن تكون نقطة انطلاق واعدة نحو علاقات مغايرة بين البلدين، عما كانت عليه إبان الإدارة الأمريكية السابقة.

ويعني ذلك ضمنًا أن الفترة القريبة المقبلة، لا بد أن تشهد سلسلة من الاتصالات المكثفة على صعيد الإعداد لقمة مرتقبة بين الرئيسين، وهو ما خلص إليه الزعيمان في ختام المكالمة.

وحتى ذلك الحين تظل الأنظار معلقة بالعاصمتين موسكو وواشنطن، في انتظار ما ستتخذانه من خطوات في اتجاه الآخر، من أجل تبديد ما يشوب علاقات البلدين من شوائب، ومنها ما يتعلق بإلغاء العقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية السابقة على موسكو من جانب، وعودة روسيا إلى صفوف مجموعة السبعة الكبار، من جانب آخر.

خريطة طريق

وكان الرئيسان حددا معالم ما قد يسمى بـ"خريطة طريق"، فاختارا أن يبدآ بالتعاون المشترك في مكافحة الإرهاب الدولي، وتحديدًا ضد داعش وغيره من المنظمات الإرهابية في سوريا، كما أشار الكرملين في بيان أصدره في أعقاب حديث الرئيسين.

وتشير الكثير من الشواهد إلى أن اتفاقًا في الرأي يجمع بين بوتين وترامب تجاه هذه القضية تحديدًا، حتى قبل مكالمتهما الهاتفية الأخيرة.

وكان الرئيسان خلصا في حديثهما أيضًا، إلى الاتفاق حول إحياء العلاقات التجارية الاقتصادية بين بلديهما، ما يعني ضمنًا أن ترامب عقد عزمه على اتخاذ قرار إلغاء العقوبات المفروضة ضد روسيا في أقرب وقت ممكن، وإن لم يعلن بعد عن ذلك.

مواقف دولية

واتفق الرئيسان ثالثًا حول تنسيق المواقف تجاه العديد من القضايا، وفي مقدمتها الموقف من البرنامج النووي الإيراني والأوضاع في شبه الجزيرة الكورية وكذلك الأزمة الأوكرانية، إلى جانب الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط و"النزاع" العربي الإسرائيلي.

وعلى الرغم من تعالي أصداء الاقتراح الذي أعلنه الرئيس الأمريكي قبل مكالمته مع نظيره الروسي، حول إقامة المناطق الآمنة في سوريا والدول المجاورة، فإن أحدًا من الجانبين لم يشر إلى ما إذا تطرق الرئيسان إلى هذا الاقتراح، وإن سبق وأعلن الكرملين عن تحفظاته تجاهه.

وكان دميتري بيسكوف المتحدث الرسمي باسم الكرملين، أعلن عن تحفظات بلاده تجاه هذا الاقتراح، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة لم تتشاور مع موسكو حوله، في الوقت نفسه الذي أعربت فيه دوائر روسية عن دهشتها إزاءه، فضلًا عن تعبيرها عن مخاوفها من تعارض ذلك مع خطط العمليات العسكرية الروسية في سوريا، وما قد يستدعي فرض مجالات حظر جوي يمكن أن تحول دون استمرار القوات الروسية في تنفيذ مهامها في سماء سوريا ضد التنظيمات الإرهابية.

ردود فعل روسية

ومن اللافت في ردود الفعل على الساحة الروسية تجاه حديث الرئيسين بوتين وترامب، ظهور ما يشبه الإجماع حول أن الحديث دار في أجواء يغلب عليها الطابع الودي الإيجابي، الذي يوحي بالكثير من الآمال في تنسيق الجهود، من أجل تجاوز تحديات العصر وفي مقدمتها الحرب ضد "الإرهاب الدولي".

وذلك ما أفصح عنه قسطنطين كوساتشوف، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي، بقوله إن "حديث الرئيسين أعاد الحوار بين البلدين إلى مساره الصحيح، في إطار من الشراكة واتفاق الرؤى بعيدًا عن تعرجات الإدارة الأمريكية السابقة، التي كان يغلب عليها طابع المنافسة".

من جانبه، أعلن فرانس كلينتسيفيتش، النائب الأول لرئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس الاتحاد الروسي، عن أن "ما اتفق حوله الرئيسان، يجسد طموحات الشعبين تجاه حل ما تراكم من قضايا خلافية، خلال سنوات حكم الإدارة الأمريكية السابقة".

وخلص البرلماني الروسي إلى القول إن "الحديث لم يكن بطبيعة الحال ليسفر عن حل قضايا العالم، لكنه مع ذلك يظل الخطوة الأولى على الطريق نحو بلوغ هذا الهدف، الذي تنشده شعوب العالم، وذلك ما يتفق معه كثيرون".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com