الجبهة الداخلية الإسرائيلية: صفارات الإنذار تدوي في عدة بلدات بالجليل الأعلى
أكد تقرير أن إسرائيل تخسر معركتها أمام الرأي العام الدولي بشأن حرب غزة، رغم أنها حققت مكاسب عسكرية على الأرض.
وأوضح التقرير، الذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن "إسرائيل تكسب الحرب البرية بينما تخسر معركة الرأي العام الدولي، وتفشل في صياغة خطة لِما يأتي بعد صمت المدافع وانتهاء الحرب في غزة".
الصحيفة أشارت إلى أنه مع أن العملية البرية كانت ناجحة مع خسائر أقل من كل التوقعات، بحسب اللواء المتقاعد عاموس يادلين، المدير السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، فإن القوات الإسرائيلية لا تزال بحاجة إلى معرفة كيفية التعامل مع شبكة أنفاق حماس، حيث يمكن احتجاز الرهائن، والانتقال إلى أجزاء كبيرة من مدينة غزة التي لم يدخلها الجيش الإسرائيلي بعد.
نتنياهو يتأرجح بين مطالب المجتمع الدولي ومطالب ائتلافه اليمينيواشنطن بوست
كما ذكرت أنه يتعين على الجيش الدخول إلى جنوب غزة، الذي لم يدخله من قبل، حيث سيتعين عليه التعامل مع سكان يبلغ عددهم نحو مليوني شخص، مع ما يرافق ذلك من خسارة بشرية كبيرة متوقعة في كلا الطرفين.
وأضاف التقرير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، "الرجل الذي يفتقر إلى بوصلة أخلاقية"، يتأرجح يائسًا بين مطالب المجتمع الدولي بعدم إعادة احتلال غزة ومطالب ائتلافه اليميني بعدم تمكين السلطة الفلسطينية.
وكان نتنياهو صرح بأن "إسرائيل لن تحتل غزة لكنها تخطط لتحمل المسؤولية الأمنية الشاملة عن المنطقة". وقال أيضًا إنه لن يسلمها إلى السلطة الفلسطينية. وهذا ما اعتبره التقرير أنه "مزيج غير مفهوم من زعيم فقد أي شرعية للقيادة".
وتابع التقرير أن حكومة نتنياهو تضيع فرصة لا تقدر بثمن لتهدئة الغضب الفلسطيني والتواصل مع الأنظمة العربية المعتدلة. وأكد أنه ينبغي عليها أن تكرر التزامها بالدولة الفلسطينية وأن تعرض بدء محادثات مع السلطة الفلسطينية.
كما يتعين على إسرائيل أن تتخذ إجراءات صارمة ضد التوسع غير القانوني في المستوطنات وعنف المستوطنين في الضفة الغربية، وهو ما يزيد من خطر اضطرار إسرائيل إلى شن حرب على جبهتين.
ورغم أن إسرائيل بدأت في تخفيف بعض الضرر الذي لحق بسمعتها من خلال السماح أخيرًا، تحت ضغط الولايات المتحدة، بدخول إمدادات الإغاثة الإنسانية والوقود إلى غزة، فإن الصحيفة أكدت أن الضرر قد وقع بالفعل، إذ يتهمها أشد منتقدي إسرائيل حماسة بارتكاب جرائم حرب، بل وحتى الإبادة الجماعية.
ورجح التقرير أن يضمن تصميم إسرائيل العنيد على هزيمة الذين هاجموها في الـ7 من تشرين الأول أكتوبر حصول الجيش الإسرائيلي على الوقت الذي يحتاجه لتأمين قطاع غزة، بغض النظر عن حجم ردود الأفعال التي يتلقاها من الخارج، إلا أن التقرير استدرك بالقول "ليس هناك حتى الآن ما يشير إلى ما سيأتي بعد ذلك".
المصدر: صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية