إسرائيل تتهم إيران بالهجوم السيبراني الذي استهدف معهد التقنية "التخنيون"

قالت مصادر رسمية إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، إن مصدر الهجوم السيبراني الأكثر خطورة، الذي تعرض له معهد إسرائيل للتقنية "التخنيون"، قبل 3 أسابيع، هو الحرس الثوري الإيراني. 

وأشار موقع "إسرائيل نيوز" إلى أن الهيئة الوطنية الإسرائيلية للفضاء السيبراني، وهي كيان حكومي مسؤول عن أمن المعلومات وحماية الفضاء السيبراني القومي المدني، أكدت وقوف إيران وراء الهجوم الأعنف. 

الموقع أشار إلى أن بحوثًا ودراسات على صلة بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية سُرقت خلال الهجوم.  

ولفت إلى أن الكثير من تفاصيل هجوم "التخنيون"، والذي يعد جامعة بحثية رائدة، ومقره حيفا شمالي البلاد، لم تُسرب بعد، وأن تحقيقًا كشف عن نتائج خطيرة لهذا الهجوم، وأن المهاجمين استخدموا برنامجاً ضاراً هدف إلى تشفير نظام التشغيل.  

المجموعة المهاجمة، والتي حملت اسم "MuddyWater"، نفذت، بحسب الموقع، الكثير من الهجمات حول العالم، وفي العام الماضي صدر بيان أمريكي-بريطاني مشترك، نسب إليها هجوم سيبراني واسع النطاق على أهداف في آسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية.  

الهجوم الأخطر 

وأوضح أن تلك المجموعة تنتمي لوزارة الاستخبارات والأمن الوطني الإيراني، مشيراً إلى أن الهجوم الذي وقع الشهر الماضي عدَّ الأخطر، وأنه بعد سيطرة المهاجمين على الملفات على الحواسب وتشفيرها، حددوا مهلة 48 ساعة لدفع فدية لإعادتها.   

موقع "إسرائيل ديفينس" المُختص بالملفات العسكرية والأمنية، أشار بدوره إلى أن تحقيقًا مشتركًا أجرته الهيئة الوطنية الإسرائيلية للفضاء السيبراني ومعهد "التخنيون" كشف أن للاستخبارات الإيرانية دورا في الهجوم، عبر المجموعة المشار إليها. 

وأبلغت تلك الإدارة هيئات أخرى بالإجراءات التي يتعين عليها اتباعها للحيلولة دون تعرضها لهجوم مماثل.  

صحيفة "ماكور ريشون" نشرت بدورها تقريرًا، الثلاثاء، ورد فيه أن الهيئة الوطنية الإسرائيلية للفضاء السيبراني نشرت تحذيرًا عاجلًا من هجمات سيبرانية واسعة النطاق، ستتعرض لها البلاد خلال الأسابيع القليلة المقبلة.  

وورد في بيان تلك الإدارة أن "إيران تجهز لتنفيذ مئات الهجمات السيبرانية على دولة إسرائيل، ضد أهداف مختلفة؛ بغية تشويش الأعمال والمساس بسمعة البلاد".

مضيفا أن "الهيئة الوطنية الإسرائيلية للفضاء السيبراني تستعد، كما يحدث سنويًا، لهجمات من هذا النوع، وعلى المنظمات المختلفة التحسب وزيادة سبل الحماية".  

حرب متبادلة 

وحذر تقرير صادر عن "مركز القدس للشؤون العامة والدولة" في شباط/ فبراير 2021 من تفاقم حدة الهجمات السيبرانية المتبادلة بين إيران وإسرائيل، وزيادة المحاولات الإيرانية لشن هجمات سيبرانية كبرى ضد منشآت حيوية إسرائيلية، ولا سيما شركات المياه والكهرباء والمرافق المدنية. 

وبيَّن أن إيران وإسرائيل تخوضان حربًا سرية في ساحة الفضاء السيبراني، في إطار الصراع ضد البرنامج النووي الإيراني، وأن الحرب السيبرانية تحولت إلى بديل واضح لاستخدام السلاح التقليدي في الصراع بين البلدين. 

وكان الهجوم المعروف بالأكثر خطورة، الذي تعرضت له إسرائيل عام 2020، قد استهدف شركة المياه "مكوروت" وأظهرت التحقيقات أن إيران تقف وراء الهجوم، وأن هدفه كان رفع نسب الكلور في مياه الشرب التي تتدفق إلى منازل الإسرائيليين.  

وعلَّق رئيس الهيئة الوطنية الإسرائيلية للفضاء السيبراني، يغال أونا، على الهجوم الإيراني السيبراني على شركة المياه، في ذلك الحين، بأنه "أوشك أن يكون مدمرًا وأن يتسبب في أضرار فادحة".